تُعتبر الكتابة هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع الإنسان أن يتعرف بها على العلوم المختلفة القديمة ، وهي تُعتبر حجر الأساس والنقطة التي بدأ منها الإنسان في تطوير العلوم ، وقد مدت الكتابة العصور الحديثة بمعرفة دقيقة عن تاريخ الشعوب السابقة.

مراحل تطوّر الاتصالات :
تعددت مراحل التواصل بين البشر منذ فجر التاريخ  فكان أول هذه الطرق هي طريقة  تبادل العلامات والإشارات بين الأشخاص ، وثاني المراحل كانت طريقة المخاطبة وتبادل اللغات ، والمرحلة الثالثة هي الكتابة وتطويرها ، وهذه المرحلة تعتبر مرحلة مهمة جداً في تاريخ البشرية ، وقد أخذ الإنسان وقت كبير ليحول اللغة المنطوقة عبر الشفاه إلى كتابة ويفسرها على ورق .

سبب اختراع الكتابة :
حين بدأت أعداد البشر تتزايد في قديم الزمان و بدأت الجماعات الإنسانية تتكون ، كان لكل جماعة منهجاً خاصاً في الحياة ، وهذا الأمر جعل الإنسان يستشعر عدم  قدرته على التواصل مع الآخرين ، ومن أجل ذلك بدأ يلوح في الأفق فكرة الحاجة الماسة إلى وسيلة يتمكن من خلالها التواصل مع الآخرين ، وتمكنه من التعبير لهم عما يجول في خاطره ، وفي نهاية المطاف توصل إلى اكتشاف اللغة.

إن اللغة  هي الطريقة المناسبة من أجل التواصل والتخاطب بين البشر، ومع كثرة الجماعات في الجنس البشري ، نشأ عن ذلك تعدد في  اللغات حيث أصبح لكل مجتمع من هذه الجماعات لغة معينة تميزه عن غيره ، ومن هنا بات التحدث باللغة وحده أمرُ لايكفي ، وذلك بسبب تطور مجالات الحياة جميعها سواء في التجارة أو الزراعة.

ومن هنا بدأ يلوح للإنسان فكرة أن يكتشف طريقة أخرى يستطيع من خلالها أن يحفظ الحقوق ، ويحفظ أفكار ومباديء وموروث كل جماعة لكي يتم تداولها عبر العصور ، وقد كان هذا السبب المُحرك القوي الذي حث الإنسان على اختراع الكتابة.

مراحل تطوّر الكتابة :
لقد مرّت الكتابة بالعديد من المراحل عبر التاريخ إلى أن تطورت ووصلت إلى وضعها الحالي  في عصرنا هذا ، وهذه المراحل بدأت عندما كان الإنسان  يقوم بتدوين ما يريده بإستخدام  الوسائل المتاحة له ، حيث كان يقوم بالنقش على الحجر،  ثم تطّوّر الأمر بعد ذلك حتى وصل إلى استخدام أدواتٍ أخرى في التدوين عليها كالبردى والورق ، ثم بدأت تظهر طريقة  الرموز ، وكل هذه الطرق تؤكد حاجة الإنسان إلى التدوين منذ قدم الزمان لحفظ  ما لديه من أحداثٍ ومعلومات حتى يتم تداولها عبر الأزمنة .

ثم جاء بعد ذلك مرحلة الكتابات التصويريّة ، وهي مرحلة متطورة من الكتابة كالكتابة الهيروغليفيّة والمسماريّة ، ثم بعد ذلك أتت مرحلة المقاطع وهي مرحلة نشأت بسبب صعوبة  الطرق الأولى  في التعبي عن الأفكار المراد طرحها ، ثم حدث تطور في عالم الكتابة ، فبدأ الإنسان في استخدام العلامات للدلالة على أوّل ما في المقطع من أصوات، لتتحوّل من هذا المنطلق إلى حروف.

المواد المستخدمة للكتابة قديماً :
تم إستخدام العديد من أدوات الكتابة عبر التاريخ ، وكان أول هذه الأدوات هي الجلد وقد كان  يُطلق عليه في القديم اسم الأديم والقضيم والرقاق ، وهو الجلد الرقيق الذي يُرقق ثم يُكتب عليه ، والأداة الثانية التي تم استخدامها كان القماش ويكون إمّا من الحرير أو القطن، وكان يُطلق عليه اسم المهاق ، والأداة الثالثة وهو النبات ومن أشهره العسيب ويرجع أصله إلى  السعف العريض الملتصق بالجذع .

والأداة الرابعة هي العظام ويُعتبر أشهرها هي عظام الكتف والأضلاع واللوح ، و هناك الحجارة وهي تكون بيضاء رقيقة وقد تم إستخدامها في كتابة آيات القرآن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، والأداة الأخيرة هي الورق ، وقد قام الصينيون بصناعته واستعمله العرب في الكتابة .