يضم التاريخ المصري في جعبته الكثير من الشخصيات الهامة والتي لعبت دوراً كبيراً به فمن بين تلك الشخصيات التي أثرت بشكلاً كبيراً التاريخ المصري السياسي علاوة على مجاله الرياضي أيضاً هي شخصية أحمد حسنين باشا .

ميلاد ونشأة أحمد حسنين باشا

ولد أحمد حسنين باشا في يوم ( 31 ) من شهر أكتوبر لعام ( 1889 م ) ،  وكان قد نشأ أحمد حسنين باشا في وسط عائلة عرف عنها حبها الشديد للعلم وللتجارة ، حيث كان والده هو محمد حسنين أحد علماء الأزهر الشريف وجده هو أحمد حسنين ، والذي برع للغاية في المجال التجاري ، وذلك بدرجة عالية للغاية لدرجة أن أطلق عليه لقب أمير التجار وكان والده هو من أحد المقربين من الخديوي عباس ثم السلطان حسين كامل وعند تولى الملك فؤاد لعرش المملكة المصرية تمكن والده من الحصول على توصية خاصة من أحد رجال البلاط الملكي المصري ، وذلك لابنه الوحيد أحمد ، و ذلك من أجل إلحاقه للدراسة بإحدى جامعات إنجلترا الشهيرة ، و هي جامعة أكسفورد وبالفعل أنهى أحمد حسنين دراسته الجامعية بها .

الوظائف التي تولاها أحمد حسنين باشا

كان قد تولى أحمد حسنين باشا العديد من الوظائف والمناصب وذلك بعد إنهائه لدراسته العليا مباشرة وكان أول تلك الوظائف هو عمله في وظيفة مساعد مفتش بوزارة الداخلية المصرية ، و ذلك في عام ( 1920 م )  ثم كان عمله كمفاوضاً وذلك في الوفد الخاص بالمفاوضات مع إيطاليا بشأن الحدود الغربية للمملكة المصرية وقتها مع ليبيا وكان ذلك في عام ( 1924 م ) ،  ثم عمل بوظيفة أميناً للملك فؤاد ، و ذلك في عام ( 1924 م ) ،  ثم تم انتدابه و ذلك من القيام بملازمة ولى العهد فاروق وقتها في دراسته بالعاصمة البريطانية لندن ، و ذلك في عام ( 1935 م ) ، و كان لذلك دوراً كبيراً في توليه منصب رئيس الديوان الملكي المصري في عهد الملك فاروق فيما بعد وتحديداً في عام ( 1940 م  ) .

دور أحمد حسنين باشا السياسي

بعد تولى أحمد حسنين باشا لمنصب رئيس الديوان الملكي المصري ، و ذلك في عهد الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان وقتها ، و في ظل وقوع مصر تحت الاحتلال البريطاني كانت تلك الفترة هي بداية دور أحمد حسنين باشا السياسي وبشكلاً قوياً ، حيث كان الملك فاروق يعتمد عليه في كل الأمور الخاصة بالحكم تقريباً وذلك راجعاً إلى كون الملك فاروق صغيراً في السن وقتها ولم تتشكل لديه الخبرة السياسية الكافية لإدارة شئون الدولة المصرية وقتها وخصوصاً في ظل تلك الفترة السياسية العصيبة والغير مستقرة في تاريخ مصر الحديث ، و لذلك فإن الملك فاروق كان ينظر إلى أحمد حسنين باشا على أنه هو ذلك العمود الفقري الخاص بالقصر الملكي المصري علاوة على أنه يمتلك خبرة سياسية جيدة ولا يستهان بها على الإطلاق .

حياة أحمد حسنين باشا الاجتماعية

كان قد تزوج أحمد حسنين باشا من طليقة الملك فؤاد والتي تدعى لطيفة سري ، و رزق منها بأربعة أبناء ، و بعد قربه الشديد و العالي من الملك فاروق و أسرته كان زواجه السري من والدة الملك فاروق الملكة نازلي والذي كان زواجاً سرياً و غير معلن وذلك عائداً لحساسية هذا الزواج الكبيرة على الملك فاروق وصورته أمام الشعب المصري .

الهوايات الخاصة بأحمد حسنين باشا

كان أحمد حسنين باشا هاوياً بشكل عالي للغاية لتلك النوعية من الرحلات والخاصة بعمليات الاستكشاف والبحث علاوة على حبه للرياضة أيضاً فقد أستطاع أن يقوم بالعديد من الرحلات الاستكشافية ، و ذلك بمنطقة الصحراء الغربية في عام ( 1920 م ) ،  وتمكن من اكتشاف واحة ( العوينات ) و واحة ( وأركنو ) ، و الذين كانا لم يتم اكتشافهما بعد وتم منحه عالمياً لقب الرحالة و قام على أثر ذلك الاكتشاف بإصدار كتابه (الواحات المفقودة ) ، والذي قام بكتابته بلغتان اللغة العربية واللغة الانجليزية .

أما على الجانب الرياضي فقد شارك أحمد حسنين باشا في الأولمبياد و ذلك كأول لاعباً عربياً علاوة على مشاركته في رياضة الشيش و ذلك في دورة أستكهولم والتي كانت في عام ( 1912 م ) ،  و كان لا زال أحمد حسنين باشا وقتها لا يزال طالباً في انجلترا لكنه خرج من التصفية الأولى في فردي الشيش ولعل ذلك كان سبباً رئيسياً في فزع الأمير محمد على توفيق منه حينما قام أحمد حسنين باشا ذات يوم بتحديه في المبارزة علاوة على شغفه العالي بالطيران إذ كان لأحمد حسنين باشا العديد من محاولات الطيران من مصر إلى أوروبا .

كيف كانت وفاة أحمد حسنين باشا

كان قد توفى أحمد حسنين باشا في عام ( 1946 م ) وذلك على أثر تعرضه لحادثاً غريباً وغامضاً إلى حداً كبيراً إذ كان قد غادر أحمد حسنين باشا قصر عابدين في سيارته متجها إلى منزله والكائن في منطقة الدقي بالقاهرة و عندما كانت سيارته في الطريق الخاص بالعودة إلى منزله صدمتها سيارة لوري تابعة للجيش الانجليزي وذلك بسرعة جنونية إذ تصادف مرور وزير الزراعة أحمد عبد الغفار وقتها بالصدفة و قام على الفور بنقل أحمد حسنين باشا إلى مستشفى الأنجلو أمريكان في محاولة لإسعافه و لوقف النزيف الذي أصابه نتيجة الحادثة لكن قد فاضت روح أحمد حسنين باشا إلى بارئها وهو لا يزال في الطريق إلى المستشفى .