عندما يرتطم إصبع قدمك بحافة الطاولة فأنت تكون على علم تام بسبب شعورك بالألم، لكن في بعض الأحيان يكون الألم أكثر غموضاً، إن الدراسات الحديثة تعرض المزيد من المعلومات حول الدماغ وكيفية معالجة للألم أكثر من أي وقت مضى، وسنستعرض في هذا المقال بعض النتائج المدهشة التي توصل إليها العلماء فيما يتعلق بالشعور بالألم .

أغرب الاكتشافات العلمية عن الشعور بالألم :
دماغك يفسر الألم ولكن لا يمكنه الشعور به :
يشرح جوزي زنيدرسيتش – الطبيب في مركز كليفلاند كلينك للطب التكاملي – قائلاً أنه عند التواء الكاحل ، ترسل الألياف العصبية إشارة إلى دماغك ، والتي بدورها تفسر هذا الإحساس أنه شعوراً بالألم، ولكن عندما يكون هناك شيء مؤلم مثل الجراحة يحدث في الدماغ نفسه ، فيكون الأمرمختلفاً، فالألياف العصبية في الدماغ قد ترسل نفس أنواع الإشارات مثل الكاحل، لكن لا يوجد مكان لهذه الإشارات لكي تذهب إليه ويتم معالجتها.

هذا هو السبب في أن المرضى غالبًا ما يكونون مستيقظين أثناء جراحة الدماغ ولا يشعرون بالألم، يمكن للجراحين أن يحفزوا مناطق الدماغ بشكل فعال للتأكد من أن الإجراء يسير كما هو مخطط دون الخوف من إلحاق الأذى بالمرضى .

– الشعور بالألم يتفاوت من شخص لآخر :
يختلف الشعور بالألم من شخص لآخر، وهناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في هذا الأمر، والتي تشتمل على التغيرات البنيوية والكيميائية في الدماغ، ومستويات الالتهاب في جسمك، وتجارب الشخص السابقة عن الألم والتي تؤثر على تفاعلك العاطفي معه، فيقول كينيث هانزراج – رئيس قسم جراحة العمود الفقري وإعادة التأهيل في نيويورك – أنه بعض الناس قد لا يتأثرون كثيراً حتى إذا أحدثت ثقباً في ساقهم، بينما أخرون يكونون حساسين للغاية لمجرد ملامسة إبرة صغيرة لجلدهم .

– يمكنك التحكم في الألم من خلال أفكارك :
هناك الكثير من الأدلة التي تظهر أن التأمل والعلاج المعرفي السلوكي الذي يعالج الأفكار والمعتقدات الكامنة يمكن أن يساعد في تخفيف الألم، يقول الطبيب ليفوفيتش ” يعطيك العلاج المعرفي السلوكي الأدوات اللازمة لتهيئة الألم بطريقة مختلفة لتمكينك من العمل لتغيير سلوكك ” ، ويلاحظ أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة لديهم معتقدات راسخة قد تمنعهم من التحسن، لذلك عند تغيير تلك المعتقدات فإن ذلك يساعدك على المضي قدماً .

– يمكنك صرف انتباهك عن الألم :
يواجه المخ مشكلة في معالجة أكثر من إحساس في وقت واحد، لهذا السبب عندما تكون مصاباً بلدغة بعوض ثم تقوم بتخديرها بالثلج، فإن المخ يجعلك تشعر بالبرد بدلاً من الحكة، على نفس المنوال، فإن التركيز على أمر مختلف يمكن أن يصرفك عن الإحساس بالألم، ولهذا السبب يقوم الدكتورة Znidarsic  بتعليم المرضى العلاج بالإبر، وتقول أن الكثير منا غريزياً يبدأ في فرك المنطقة التي تؤلمه كمحاولة للتخلص من الألم، فنحن نحاول بطبيعة الحال تجاوز هذا الإحساس .

– أصحاب الشعر الأحمر أكثر حساسية للألم :
وجدت دراسة لافتة للنظر في عام 2009 نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الأسنان أن أصحاب الشعر الأحمر هم أكثر عرضة للخوف من طبيب الأسنان، والسبب أن أحد الأنواع الجينية المحددة التي تؤدي إلى جعل الشعر باللون الأحمر تعمل على مقاومة بعض أنواع التخدير، لذلك كان من المرجح أن تكون لديهم تجارب مؤلمة مع طبيب الأسنان.

وقد أكد بحث آخر أن أصحاب الشعر الأحمر في كثير من الأحيان بحاجة للحصول على تخدير إضافي لجعلهم لا يشعرون بالألم ، قد يكون هناك شيء فريد من نوعه متعلق بهذا التباين الجيني الذي يجعل أصحاب الشعر الأحمر يستجيبون لمسكنات الألم بشكل مختلف عن باقي الأشخاص .

– الشعور بالألم يختلف بالنسبة للرجال والنساء :
هل النساء أكثر عرضة للشعور بالألم أم أنهم فقط يميلون إلى الشكوى منه بشكل أكبر؟ لا يوجد من يعرف بالتأكيد، ويرى الأطباء الكثير من النساء الذين يصفون شعورهم بالألم، ولكن من الناحية البيولوجية، لم تحدد الأبحاث الكثير من الاختلافات بين الجنسين فيما يتعلق بمعالجة الألم في الدماغ، ولكن من المرجح أن التقاليد السائدة في المجتمع تجعل بعض الرجال يعتقدون أنه لا يجب عليهم التحدث عن الألم أو طلب الرعاية لألمهم، في الوقت نفسه، قد ترتبط معدلات الاكتئاب والقلق المرتفعة لدى النساء بدورها بارتفاع مستويات الألم .

– هناك حالة وراثية نادرة تجعل الناس غير قادرين على الشعور بالألم :
تعتبر حالة عدم الشعور بالألم من الحالات النادرة جداً، والتي تسببها طفرات جينية معينة، وفيها يكون الأشخاص قادرين على التمييز بين الحرارة والبرودة ولكنهم لا يشعرون بأي ألم حتى إذا كانوا يحرقون أيديهم على الموقد . قد يبدو ذلك رائعاً لكنه في الواقع أمر خطير جداً .

الألم علامة تحذير ؛ بدونها ، يمكن أن ينتهي بك الأمر مع حروق من الدرجة الثالثة بدلاً من البثرة الخفيفة التي كنت ستحصل عليها لو قمت بسحب يدك على الفور، في الواقع ، غالباً ما تؤدي الإصابات المتكررة إلى حياة أقصر للأشخاص الذين يعانون من عدم الإحساس بالألم ، وذلك وفقاً للمكتبة الوطنية لعلم الطب.

– النساء أكثر حساسية للألم خلال الدورة الشهرية والمرحلة التي تسبقها :
تشير الدراسات إلى أن النساء يقيمن آلامهن بشكل أكبر خلال فترات ما قبل الحيض وخلال فترة الدورة الشهرية مقارنةً بالأوقات الأخرى من الشهر، يبدو أنه عندما تكون مستويات هرمون الاستروجين مرتفعة ، تكون حساسية الألم منخفضة ، وعندما تكون مستويات هرمون الاستروجين منخفضة ، تكون حساسية الألم مرتفعة ، لكن الأسباب غير مفهومة تمامًا .

– الجنس يمكن أن يخفف من الشعور بالألم :
ربما يكون هذا هو آخر شيء يدور في ذهنك عندما تشعر بالألم، ولكن هناك مجموعة كبيرة من الأدلة على أن ممارسة الجنس يمكن أن تخفف الألم، في دراسة أجريت عام 2013 ، كشفت أن 60٪ من الذين يعانون من الصداع النصفي الذين مارسوا الجنس أثناء شعورهم بالصداع، قد تحسنت أعراضهم، حيث تتسبب الإثارة في إطلاق الإندورفينات الجيدة في الدماغ التي تعمل كمسكنات طبيعية للألم .