نجد في مجتمعنا الجميلة الغير راضية عن ذاتها ونجد القبيحة الراضية عن ذاته، فما الذي يجعل أحدهما تتميز بالثقة بالنفس وأخري قد أصابتها الدونية؟
دراسات اجتماعية عن مفهوم الدونية
في دراسة اجتماعية أجراها معهد “كاريوكا” الذي يقع بالبرازيل والمتخصص في الدراسات النفسية الاجتماعية، أن هناك العديد من الناس ممن يكنون العداوة لأنفسهم، ويخص بذلك النساء على وجه التحديد، لذلك يقول العديد من علماء النفس أن هناك كثرة من النساء اللاتي يعاديين أنفسهن ويرفضن الاستمتاع بالحياة، وتصفهم تلك الدراسة بالتالي: «تراهن غير راضيات عن كل ما يقمن به، ويقللن من شأن أنفسهن في كل شيء. وما هو غريب في الأمر أن الانتقادات لا تأتي من الخارج، بل تنبع من ذات المرأة التي تعادي نفسها ولا ترضى عن نفسها، تاركة المجال للآخرين؛ ليشعروا بأنها امرأة لا تملك الثقة بنفسها».
العوامل المسببة للشعور بالدونية
الانتقادات في الصغر
الأمر يكون أكثر تعقيداً عندما تستقبل الطفلة الانتقادات، الأمر يكون ملاحظ حتى إذا قامت بالأعمال الجيدة الحسنة، وبناء على هذا تصبح في النهاية عقدة اليأس هي سيدة الموقف في أي شئ ترغب بالقيام به.
عدم تقدير الذات
تري الأبحاث أن هناك ترابط وثيق بين تقدير الذات والعواطف، فيجب على كل امرأة أن تتوفر لديها آلية التوازن من أجل الحصول على آلية تستطيع بها أن تدير شخصيتها، فعلى سبيل المثال: العواطف الجياشة لا تعتبر من الأمور الجيدة لبناء توازن الشخصية لأن الاعتماد الكلي على العواطف سيؤدي إلى عدم الالتفات للأمور بعقلانية، فعلى كل أمرأة أن يكون لديها صيغة تساعدها في بناء وجهة نظر تخصها شخصياً في الحياة وتكون بعيدة كل البعد عن العواطف التي تعوق ذلك، ولقد أثبتت الدراسة أن 35% من النساء لا يستطيعون إبداء آرائهم حول أى مشكلة أو أمر يواجهنه في الحياة.
علاقة الزواج والحب
إن أغلب الرجال يميلون بالحب للأنثى الواثقة بنفسها، التي تعرف ماذا تريد وكيف تصل عليه، ولديها الشجاعة على اتخاذ القرارات في المواقف المختلفة والقيام بالمبادرات المتعددة، فالمرأة التي تشعر بالنقص في المجتمع لاتستطيع أن تقنع رجلاً بتلك الشخصية، لأن التوازن في العلاقات الزوجية والعاطفية يتطلب المزيد من الثقة والاستقلالية لكي نضمن مستقبل ناجح لتلك العلاقة، أضافت الدراسة : «المرأة التي تشعر بالدونية تتعب الرجل، وتجعله يشعر بأنه الوحيد الذي ينبغي عليه إدارة دفة السفينة، وإلا فإنها ستغرق من دون موقف واضح من الشريكة، أو من دون رأي يمكن أن يعزز الحالة الزواجية بأسرها».
نتائج الشعور بالدونية
الدراسات العلمية أكدت على وجود بعض الأثار المترتبة على الشعور بالدونية من أهمها:
-ظهور نوبات مختلفة من الغيرة بالعلاقات الزوجية بشكل يمثل إزعاج للزوج بدون وجود لمسببات واضحة لمثل تلك الغيرة سوى إنعدام الثقة بالنفس وبالبيئة المحيطة.
-الخوف المستمر من فقد شريك الحياة، وهذه النوعية من الخوف هي التي تخلق لديها حب التملك لمن تحب.
-تجدها تميل للسلوك العدواني كسبيل للدفاع عن ذاتها أو للتعبير عن عاطفتها بشكل غير صحيح.
-في المعاشرة الحميمة نجد أن الدراسات العلمية أكدت أن قرابة 95% من النساء ممن يشعرون بانعدام الثقة بالنفس والدونية لا يستطعن تحقيق النشوة الجنسية لأنهم دائماً يشعرون بالقلق على الطرف الثاني أكثر من قلقهن على متعتهم، فهن يهتمون بشكل أكبر بإمتاع الزوج في المعاشرة دون الاهتمام بأنفسهن للوصول للنشوة.
الحل للتخلص من الشعور بالدونية
الدراسات العلمية أكدت على عدة خطوات يجب الألتزام بها للتخلص من الشعور بالدونية وانعدام الثقة بالنفس، هي:
-امنحي الثقة لشخصيتك و أحبي ذاتك فهذا يعني إنك تملكين نسبة عالية جداً من التقدير للذات.
-لا تكوني بنسبة كبيرة عاطفية، فالعواطف الجياشة لا تكون أساس قوي الشخصية المتزنة وتتسبب في عدم النظر بشكل عقلاني للأمور.
-الشعور بانعدام الثقة بالنفس يقلل من فرصك للارتباط بالرجل المناسب، فالرجال يحبون ذوات الشخصية القوية الاستقلالية.
-اعملى على إقناع نفسك بكونك امرأة جيدة، بذلك ستتغلبي على الشعور بالنقص وستتمتعي بالثقة بالنفس من خلال التفكير والتدبر في إنك بشر مكرم.
-خففي من وطأة الموقف حين ترغبين في اتخاذ قرار خاص بك، واسع إلى تنفيذ قرارتك قدر المستطاع، لأن الشعور بالدونية هو كونك لا تستطيعين إظهار أى نوع من أنواع المواقف مهما كانت بشكل مبسط.
-ادفعي شريك الحياة لكي يدعمك ويساعدك واعطيه حافز لكي يمنح أرائك قيمة، عندما يمدحك زوجك ستستعيدي ثقتك بنفسك.
دور الأسرة في نبذ الشعور بالدونية
نظرة المجتمع إلى المرأة التي نتوارثها جيل بعد جيل قد تكون السبب في الشعور بالدونية لديها لأنها قد تشعر إنها في المرتبة الثانية بعد الرجل، رغم الجهود التي تبذلها المرأة والتي تقدمها في كل وقت، إذ إننا نجدها أصبحت بسبب الحياة القاسية تتحمل أعباء فوق طاقتها، فعلى الأسرة أن تدعم الزوجة والابنة والأخت وأن تعمل على دعم شخصيتها واستقلاليتها لا هدمها ودونيتها.