يمكن أن تؤدي جميع التغيرات المناخية إلى إحداث فوضى خطيرة في الجسم والصحة، بعض الناس يقسمون بأنهم يمكن أن يشعروا بألم عميق في مفاصلهما عندما تتأجج عاصفة مطيرة، ويعاني آخرون من الحساسية الموسمية المميتة والربو، وغيرها .

تغيرات تحدث للجسم عند تغير الطقس
في حين أن العلم لم يحدد بشكل قاطع الرابط بين المطر والروماتيزم، فإن العدد الكبير من الأشخاص الذين يزعمون أنهم يعانون من الألم وعدم الراحة والتورم، يوحي بأنه من الممكن أن يكون هناك اتصال كبير بين الأمرين، أما الحساسية والربو فإن لديهم اتصال أكثر رسوخا لتغيرات الطقس، وغالبا ما تكون الحساسية الموسمية ناتجة عن تلقيح النباتات، ووفقا للدراسات فهناك أنواع مختلفة من حبوب اللقاح بناء على النباتات التي يتم تلقيحها في نقطة معينة على مدار العام، ويمكن أن تكون المستويات أعلى أو أقل بناءا على المكان الذي يعيش فيه الشخص .

لذلك إذا كان هناك من يعاني من الحساسية الموسمية فقد يرغب في البحث عن مستويات حبوب اللقاح في وجهته، ويؤثر الطقس المتغير أيضا على الجسم بطرق أخرى، وبعضها يحتمل أن يكون أكثر خطورة من الصداع إلى النوبات القلبية، وهنا ما يمكن أن يحدث للجسم عندما يتغير الطقس :

1- تغير في مستوى ضغط الدم
يمكن أن يتغير مستوى ضغط الدم بسبب عدد من الأسباب المختلفة والطقس ليس استثناءا منها، وكما قالت جينيفر فانوس أستاذة مساعدة في العلوم الجيولوجية بجامعة تكساس للتكنولوجيا، فإن تغيير أنظمة ضغط الطقس يؤدي إلى تغيير ضغط الدم، وهذا يمكن أن يؤدي بدوره إلى ظروف أخرى، بالإضافة إلى ذلك فقد وجدت دراسة نشرت في المجلة الأوروبية للقلب أن الطقس البارد قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، ويرجع ذلك جزئيا إلى تضيق الأوعية الدموية التي تحدث في درجات الحرارة الباردة .

2- ارتفاع نسبة الإصابة بالصداع
إن تغير الطقس يمكن أن يسبب الصداع أو حتى الصداع النصفي، ويمكن أن تتسبب التغيرات المناخية الشديدة وأشعة الشمس المسببة للعمى والعواصف المتغيرة في حدوث الصداع النصفي، في حين أن الصداع يمكن أن يرتفع في الطقس البارد بسبب انقباض الأوعية الدموية في الدماغ، وذلك وفقا لعيادة مايو كلينك، ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة هيداتش أن الطقس يمكن أن يؤثر على الصداع والصداع النصفي، مع بعض الأشخاص الحساسين لأنواع مختلفة من التغيرات المناخية، كما أن معرفة أن الصداع أو الصداع النصفي قد يكون سببه الطقس قد يساعد على إمكانية تجنبه بالكامل أو التصرف بسرعة لعلاجه على الفور .

3- ازدياد فترات النوم في الخريف
وفقا لدراسة نشرت في مجلة البحوث النفسية فإن فرط النوم وهو عكس الأرق تماما، يمكن أن يصل إلى ذروته لدى بعض الناس عندما يبدأ الهواء في فصل الخريف، ووجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة ينامون ما يقرب من ثلاث ساعات أكثر كل يوم في شهر أكتوبر أكثر من أي وقت آخر من السنة، وقد يظن البعض أن هذا يعني أننا في الخريف نكون أكثر راحة، أليس كذلك ؟ اتضح أن هذا ليس صحيحا تماما، ففي الخريف ننام أكثر ولكننا نكون أقل راحة، حيث خلصت الدراسة أيضا إلى أن زيادة الليل وزيادة المطر يجعل الشخص يشعر بالنعاس أكثر ويكون مترنحا خلال النهار .

4- ازدياد الالتهاب في الشتاء
وفقا لدراسة نشرت في مجلة Nature Communications فإن طريقة عمل الدنا ( بفضل عملية تسمى التعبير الجيني )، تتغير مع مرور الفصول، ففي الشتاء عندما يزداد الطقس برودة في الخارج، فإن هذا يعني زيادة الالتهاب، وتم تصميم هذا التغيير لمساعدة الجسم على أن يكون أفضل تجهيزا لمحاربة نزلات البرد والإنفلونزا، وفي فصل الصيف يتم توجيه الخلايا الخاصة بالشخص للاحتفاظ بالماء وحرق الدهون، حيث يتغير الحمض النووي عندما يتغير الطقس .

5- قد يؤثر فصل من الفصول على جنس الطفل
في حين قد يظن البعض أن فرص إنجاب صبي أو فتاة تنقسم بالتساوي، فقد لا يكون ذلك صحيحا، فوفقا لدراسة نشرت في مجلة بيولوجي ليترز فمن المرجح إنجاب ذكر في الفترات الدافئة من السنة، وعلى الأرجح إنجاب فتاة عندما يكون الطقس أكثر برودة، وهذا يعني أن السنوات ( أو الفصول ) التي تكون دافئة أو باردة على نحو استثنائي أو غير عادي يمكن أن يكون لها تأثير على تركيبة عامة السكان، وهو أمر مثير للاهتمام يجب أخذه في الاعتبار أثناء دراسة تأثيرات تغير المناخ على صحة الإنسان .