هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس الأنصارية خطيبة النساء، وابنة عم الصحابي معاذ بن جبل، أسلمت أسماء في العام الأول من الهجرة، عرف عنها حبها للدين ورغبتها في معرفة كل صغيرة وكبيرة فيه، شهدت الكثير من الغزوات مع رسول الله صل الله عليه وسلم، وروت الأحاديث عن رسول الله رضي الله عنها وأرضاها.

أسماء بنت يزيد “خطيبة النساء”:
أسلمت أسماء في العام الأول من الهجرة، أطلق عليها الصحابة لقب خطيبة النساء وذلك لأنها كانت تسأل في جميع أمور الدين ولا ترد عليها واردة إلا وتسال فيها، حتى أن النساء كانت تبعث بها لرسول الله تسأله في حالة رغبتهم في الاستفسار عن أي شيء، وكانت تفعل ولا تتردد وتبلغهم بما يقول صل الله عليه وسلم، وكانت من أكثر نساء عصرها مدافعة عن المرأة وعن حقوقها لذلك استحقت هذا اللقب عن جدارة لما كانت كثيرًا ما تسأل رسول الله وجاء في إحدى الروايات أن النبي صل الله عليه وسلم قال للنساء: «أنتن أكثر حطب جهنم، فقالت امرأة كما في رواية مسلم: لم يا رسول الله، قال: لأنكن تكفرن العشير، وتكثرن الشكاة،….» قال ابن حجر هي أسماء بنت يزيد.

غزوة اليرموك:
شهدت خيبر مع رسول الله، وحضرت غزوة اليرموك وكانت بين المسلمين والروم، وقد أظهرت فيها الكثير من شجاعتها حتى يروى أنها قتلت تسعة من الروم بعمود خيمتها حينما أسر الروم مجموعة من النساء، وكانت على قدر كبير من الحكمة والقوة  حتى أنها شاركت في الكثير من الغزوات، وهي ممن حضروا بيعة الرضوان رضي الله عنها وأرضاها

أسماء بنت يزيد تسأل عن حقوق المرأة:
أتت أسماء بن يزيد إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم، أفما نشارككم في هذا الأجر والخير..

فالتفت النبي صل الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: «هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟” فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي إليها فقال: “افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله» فانصرفت أسماء وهي تهلل.

بعض الأحاديث التي روتها أسماء بنت يزيد بن السكن:
قالت أسماء بنت يزيد: مر بنا رسول الله صل الله عليه وسلم ونحن في نسوة فسلم علينا وقال: «إياكن وكفر المنعمين» فقلنا: يا رسول الله، وما كفر المنعمين؟ قال: «لعل إحداكن أن تطول أيمتها بين أبويها وتعنس، فيرزقها الله زوجًا ويرزقها منه مالاً وولدًا فتغضب الغضبة، فراحت تقول: ما رأيت منه يومًا خيرًا قط، وقال مرة: خيرًا قط»

وعن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية رضي الله عنها قال: لما مات سعد بن معاذ صاحت أمه، فقال لها رسول الله صل الله عليه وسلم: «ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك، فإن ابنك أول من ضحك الله إليه واهتز له العرش»

وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله والرجال والنساء قعود عنده فقال: «لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها»، فأزم القوم، فقلت: أي والله يا رسول الله، إنهم ليفعلون، وإنهن ليفعلن، قال: «فلا تفعلوا، فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون»