يظن الكثير من الآباء أن بتوفيرهم المأكل والمسكن والملابس وتلبيه احتياجات أبنائهم المادية، أنهم بذلك قد قاموا بواجبهم في التربية، والفرق شاسع بين التربية والرعاية، وكي لا يختلط عليك الأمر تابع هذا المقال.

ما الفرق بين الرعاية والتربية
الفرق كبير جداً بين الرعاية والتربية، فرعاية الطفل هي توفير احتياجاته والاهتمام به وقد تستطيع الكثير من المربيات الاهتمام بالأطفال دون والديه، أما التربية فهي السبب الرئيسي لتشكيل شخصية الطفل، وتعتبر اجتهاد من الأب والأم والمعلم لتكوين شخصية منفردة للطفل ومساعدته لاكتشاف و تنمية هوياته ومواهبه وثقته بنفسه وجعله فرداً واعياً ، مقدماً على الحياة وله دوراً فيها،

الرعاية : هي الاهتمام بصحة الطفل وأمنه، وتوفير له الطعام والشراب والملابس، والاهتمام بالواجبات المدرسية، ويمكن أن ينوب أي شخص عن الأب والأم في مهمة الرعاية بالطفل، كما أن هذا حق من حقوق الطفل .

– لا شك أن الرعاية مهمة جدا في حياة الطفل، من حب وحنان وتوفير احتياجات، ولكن الماديات التي تقدمها لطفلك لن تتبني عقله، قد تغذيه لينموا لكنه سيظل يحتاج إلى منهج يسير عليه طوال حياته ، سيحتاج إلى قدوة يقتدي بها ليقوم بالأعمال الصالحة، ليعرف الخطأ والصواب.

– الرعاية بلا تربية ينتج عنها رجال ضعاف الشخصية ونساء لا تتحملن المسؤولية، وموظفين لا يحترمون أعمالهم، وتلاميذ تهرب من مدارسهم، وأخ يسرق أخاه، سنجد مدينة يملئها القاذورات لأن لا أحد علم طفل ألا يرمي شيء على الأرض.

-عندما تكون الرعاية بلا تربية تؤدي إلى خلق كائن أناني لا يهمه في الكون سوي نفسه فقط، ستجده ابن عاق بوالديه، لا يستطيع أن يتحمل مسئولية، ولا يعتمد عليه في شيء، وينتج عنها أشخاص بلا موهبة وبلا إبداع.

التربية : هي عملية توجيه الطفل نحو الأخلاق الحسنة، والقيم والمبادئ الصالحة، وتعويده على عادات جيدة ، التربية هي علية بناء عنصر ايجابي في المجتمع، عنصر يعتمد عليه في كافة نواحي الحياة، وتكوين عنصر مجتهد قادر على تحسين نفسه وتطويرها .

– عملية التربية قد تكون لصالح الآباء أيضا فهي عملية بناء وصناعة ابن صالح تقي يدعوا لك ويكون سبباً لدخولك الجنة،  كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ).

– زراعة القيم: دور التربية هي زراعة القيم في الطفل كي يحترم الصغير الكبير ويعطف الكبير على الصغير، وأن تزرع فيه الثقة بالنفس

-القيم والمبادئ لا تخص الأبناء فقط لذلك عليك كمربي أن تصبح قدوة لأبنائك لا تكذب أمامهم حتى لا يكذبون، احترم عقولهم، واحترم خصوصياتهم حتى لا يقتحموا خصوصياتك، وعدم التسلط على الأبناء، وتخويفهم.

دور الآباء في تربية الأبناء
– أن دور الآباء لكبير في تربية أبنائهم فيكفي أن يصبح كل من الوالدين قدوة حسنة في كافة نواحي الحياة لهذا الابن.

– يستطيع الآباء مساعدة أبنائهم على اكتشاف مواهبهم ونقاط قوتهم، ليصبح فردا مبدعاً في المجتمع، ويستطيع شغل وقت فراغه في عمل مفيد.

-يجب على الآباء الحرص في تربية أبنائهم تربية دينية، وأن يكونا قدوة لهم في الحفاظ على الصلاة في موعدها، والحفاظ على صلاة الجماعة في المسجد، والمواظبة على قراءة القرآن الكريم يومياً.

– يجب على الآباء عدم ايذاء طفلهم ايذاء نفسي أو بدني وانذاره وعدم تهديده وخاصة أمام احد، والحرص على زراعة المبادئ والقيم الحميدة وعدم الكذب ومساعدة الآخرين، والرفق بالحيوان.

– الإجابة على كل الأسئلة التي يطرحها الطفل مهما كانت تافهة، والحرص على بناء شخصية مستقلة للطفل وأخذ رأيه في كل ما يخصه مهما كان صغر سنه.