تنقسم شعوب الغجر إلى عدد من الشعوب ومنها الرومن و الدومر و النوار و الكاولية ، و أغلب هؤلاء الشعوب يتحدثون بلغات مشتركة و تجمعه نفس العادات و التقاليد .

أصل الغجر
هناك العديد من الآراء حول تاريخ نشأة الغجر و طبيعة أصولهم ، فالبعض يقول أنهم شعوب أتت من الهند و إيران ، و البعض يرجع أصلهم إلى مناطق وسط و جنوب قارة اسيا ، و يقال أنهم قد هاجروا من أراضيهم بحلول القرن الرابع الميلادي أو وسط الخامس ، حتى وصلوا إلى عدة مناطق من العالم و منها صربيا و المجر و أجزاء من البلقان ، و كذلك روسيا و بولندا و استمروا في انتشارهم حتى وصلوا إلى السويد و إنجلترا و اسبانيا .

عادات الغجر و تقاليدهم
المهن
كانت المهنة الأساسية عند الغجر هي التقاط الطعام بمختلف طرق الصيد ، و ذلك نظرا لخبرتهم الواسعة في عالم الحيوان و طب الأعشاب ، فقد عرفوا في الدول الأوروبية بامتهانهم للسرقة و الاحتيال ، مما أدى إلى اضطهادهم لفترات طويلة ، و يمكن تمييز الغجر و معرفتهم بسهولة ، نظرا لملابسهم التي يعتادونها و التي تبدو بالشكل الفضفاض المزركش ، و يعتمدن السيدات منهم على التزين بشكل كثيف و لافت للنظر ، حيث يعتادون على ارتداء الأقراط الفضية الكبيرة ، و ارتداء الالوان المبهرجة و وضع بعض اللفائف الغريبة حول الرقبة ، فضلا عن أن لهم لغة تميزهم .

أماكن السكن
كانوا يعتادون قديما على استخدام العربات التي تجرها البغال و الأحصنة ، و قد اختفى هذا الأمر إلى حد ما و لكنه لازال موجود بنسب كبيرة ، و هذه العربات غالبا تكون أماكن سكنهم و يعتادون دائما على تزيينها برسوم مختلفة ، و يقولون أن هذه الرسوم ترجع إلى أن أحدهم حب فتاة و طلبت منه أن يزين لها بيت الزوجية ، فقام بتزيين العربة و لكنها ماتت ، لذا فأغلب العربات تحمل صورة لوجه داكن البشرة ، و صورة لفتاة تشبه العروس و العربات تكون مفتوحة من الأعلى ليتمكنوا من اشعال النار و الطهي .

عادات الزواج
عادة يتزوج الغجر من بعض و يكون ذلك في سن مبكر جدا ، و هناك عدة تقاليد صارمة يعتادون عليها عند الزواج ، بداية من طلب الزواج حيث يقم الرجل باعطاء لفافة عنقه ، إلى المرأة التي يقرر الزواج منها ، و أن قامت هي بارتدائها فيعني ذلك أنها قبلت الزواج ، أما بالنسبة للطلاق فهو نادرا ما يحدث بينهم و هناك عادة معروفة عندهم ، و تعرف بقفز الزوجين للمكنسة ، و هناك عادة أخرى يتم فيها تصافح الزوجين ، و بعدها يتم كسر قطعة من الخبز ، ثم يتم تقطير دم من ابهام الزوجين على الخبز ، و يقوم كل منهم بتناول القطعة الممزوجة بدم الاخر ، و بعدها يكسر ما تبقى من الرغيف على رؤوسهم ، و في اليوم التالي تبدأ مراسم الاحتفال بالزواج .

عادات الولادة
من أغرب العادات عندهم أنهم يعتبرون المرأة الحامل غير طاهرة ، لذا يتم عزلها بعيدا في خيمة منفصلة ، و عند قدوم موعد الولادة تقوم المرأة الحامل بالذهاب إلى شجرة بعيدة ، لتضع مولودها عندها ثم تعود إلى خيمتها المنعزلة مرة أخرى ، و تبقى فيها لمدة تصل إلى شهرين بعدها تبدأ في ممارسة حياتها بشكل طبيعي ، أما عن الطفل الوليد فلا يقوم الأب بلمسه إلا بعد عادة تعرف بتعميد الطفل ، ولكن الان أصبح بإمكان المرأة أن تذهب لمستشفى لإجراء عملية الولادة بشكل طبيعي ، و يقوم الأب بزيارة الزوجة بشكل متأنق للغاية .

عادات الوفاة
من أهم عادات الوفاة عندهم حرق عربة المتوفي ، و في الأوقات العصيبة يتم بناء خيمة و تدميرها بدلا من احراق العربة ، و يمنع تماما تناول الطعام أو المشروبات قبل دفن المتوفي ، بعدها يحرس لمدة ثلاثة أيام من الأرواح الشريرة و الكفن يضم كل ممتلكاته.