الانفعال هو حالة تحدث للفرد بصورة مفاجئة، أو يمكن القول إنها حالة وجدانية عنيفة تصطحبها تعبيرات حركية واضطرابات فسيولوجية حشوية، الانفعال يأتي في صورة أزمة عابرة قد لا تدوم طويلاً.

التفرقة بين الانفعال والمصطلحات النفسية 

الانفعال والعاطفة :العاطفة هي استعداد ثابت نوعاً ما مركب من العديد من الانفعالات التي تدور حول موضوع ما، مثل الحب أو الكره. وأما الانفعال فهو العكس، فالانفعال هو حالة مؤقتة غير دائمة إلا في حالة تكرار نفس الظروف التي أثاره الانفعال، أو في حالة إطالة الفرد في التفكير في هذه الظروف طويلاً.

الانفعال و الحالات المزاجية: الحالات المزاجية معتدلة نوعاً ما تغشي الفرد لفترة زمنية معينة أو تأتيه بين الحين والآخر، تعتبر الحالة المزاجية أطول بقاءاً وأقل عنفاً من الانفعال.

الانفعالات والدوافع : سواء اعتبرنا الانفعال مصاحباً للدافع، أو أنه ناتج عن إحباط الدافع، فهو في النهاية يعتبر دافع لأنه يعتبر نوع من التوتر، الذي يسعى الفرد أن يخفضه لكي يستعيد توازنه.

انواع الانفعالات

تنقسم الانفعالات إلى أربع أنواع انفعالات فطرية وهي تلك الانفعالات التي تظهر مبكراً في حياة الأفراد ومثيراتها بسيطة، وهي انفعالات أولية بسيطة لا يمكن أن نردها إلي ما هو أبسط منها، والنوع الثاني هي انفعالات مكتسبة وهي عبارة عن عدة انفعالات مربكة معاً، والنوع الثالث هي انفعالات منشطة كالفرح، والنوع الرابع هي انفعالات مثبطة كالحزن.

جوانب الانفعالات

يتكون الانفعال من ثلاث جوانب وهي الآتي :

جانب شعوري ذاتي : هذا الجانب من الانفعال يستطيع الفرد أن يقوم بالأخبار عنه ومن الممكن دراسته وتحليله عن طريق التأملات الباطنية.

جانب خارجي ظاهري : هذا الجانب يشمل تعبيرات مختلفة وأوضاع وألفاظ مختلفة ونبرات صوت مختلفة، وهذا ما نقوم بالحكم على سلوك الآخرين من خلاله.

الجانب الفسيولوجي الداخلي ويتكون من : 

أولًا تغيرات تحدث داخل الدورة الدموية: قد يحدث زيادة في سرعة نبضات القلب، مما قد يسبب ارتفاع في مستوى ضغط الدم، فيؤدي ذلك إلى احمرار في الوجه بسبب انقباض في الأوعية الدموية للأحشاء الداخلية وتوسعها في الأطراف وفي الجلد، مما قد يؤدي إلى اندفاع الدم إلى الأطراف واحمرار الوجه.

ثانياً التغيرات في الأحشاء : تقل إفرازات العصارة المعدية وأحياناً تنعدم تماماً عند المنفعل مما يسبب عسر في الهضم لديه.

ثالثاً تغيرات في الغدد

-قد يحدث عند المنفعل زيادة في التعرق بسبب حدوث نشاط في الغدد العرقية.
-وقد يسبب الانفعال أيضاً جفاف في الحلق بسبب انخفاض في نشاط الغدد اللعابية.
-الانفعال يؤدي إلي زيادة في نشاط الغدتين الكظريتين الذي يسبب زيادة في نشاط التغيرات التي تحدث في الانفعال.

رابعاً تغيرات أخري

-زيادة في إفراز  السكر في الدم من الكبد مما يؤدي إلي زيادة في طاقة الجسم التي تغذي الانفعال.
-اتساع في شعب القصبة الهوائية.
-زيادة في التوتر العضلي.
-اتساع في حدقة  العين.
-انتصاب شعر الرأس.

نظريات الانفعال

نظرية جيمس لينج

قال جيمس لينج في هذه النظرية أن العلاقة التي تحدث بين جوانب الانفعال هي بسبب إدراك الفرد للمثيرات التي تجعل جسم الفرد يضطرب فسيولوجياً حيث يكون الشعور بالانفعال هو إحساس الفرد بتلك التغيرات الفسيولوجية.

هناك انتقادات لهذه النظرية وهي:

-أن الاضطرابات العضوية التي تسبب الشعور بالانفعال حسب نظرية جيمس لينج توجد في الظروف العادية بدون انفعال أيضاً سواء كانت مجتمعة أو فردية.
-التغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء الانفعالات تختلف في ما بينها اختلافا شديداً.
-التجارب على الحيوانات التي قطع بها الاتصال العصبي بين مخ والأحشاء، ظهرت تعبيرات الانفعال علي الحيوانات ، وهذا يعني أن الاضطراب العضوي ليس شرط في حدوث الانفعال.

نظرية الطوارئ

مؤسس هذه النظرية هو كانون بارد الذي يرى أن الثلاموس ليس ممر للإحساس الصادر من المخ تحت تأثير الانفعال على الفرد فقط، ولكنه في نفس الوقت يقوم بإرسال الرسائل العصبية للمخ ليشعر بالانفعال، ثم إلى العضلات والأعضاء لتحدث الاستجابة الفسيولوجية.

الانتقاد الموجه لهذه النظرية: أثبتت الدراسات الفسيولوجية الحديثة أن الجهاز الطرفي و الهيبوثلاموس المسئولان عن الاستجابة للانفعالات وليس الثلاموس.

لم تحل نظرية الطوارئ ولا نظرية جيمس لينج مشكلة الانفعال ولكنهم ألقوا الضوء حول العمليات الفسيولوجية التي تحدث في الانفعال.

نظرية التغذية المرتدة التعبيرات التي تظهر على الوجه

مؤسس هذه النظرية العالم تومكينز يرى أن بعض التعبيرات الوجهية والتغيرات الفسيولوجية مصاحبة بشكل فطري لبعض الانفعالات الأساسية، مثل الحزن والخوف والغضب والسعادة  والاشمئزاز والاندهاش.

ومن التطبيقات العملية على نظرية تومكينز أن الإنسان يستطيع أن يبدل الانفعالات المكدرة بأخرى سارة عن طريق القيام تعبيرات وجهية تدل على السعادة.

كشف الكذب

تم الاستفادة من التغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء الانفعال في صناعة كشاف الكذب الذي يعمل على قياس نبضات القلب وسرعة التنفس و ضغط الدم و النشاط الكهربي للجلد عند حدوث الانفعال من خلال ما يسمى بالسيكو جلفانومتر.

حيث يستخدم هذا الجهاز في عمليات التحقيق رغم أنه لا تعتبر نتائجه دليلاً قانونياً، إلا أنه يساعد في إجبار وحصر المتهمين على الاعتراف.

نتمنى في نهاية هذه المقالة أن نكون قد قمنا بتوصيل معلومات مفيدة حول الانفعالات التي تحدث للإنسان في حياته الطبيعية.