في علم السياسة والحكم توجد عدة أنظمة تختلف فيما بينها وفق بعض الضوابط والقواعد والسياسات من حيث الحكام ومن يملكون زمام الأمور، ومدى الديمقراطية والديكتاتورية المتواجدة في مثل تلك النظم، وفيما يلي نتحدث حول نظم الحكم المختلفة وهي النظم الرئاسية والبرلمانية والمختلطة، ونوضح مزايا وعيوب.. سلبيات وإيجابيات كل منها

أولا : النظام الرئاسى
يطلق اسم النظام الرئاسي على النظم التي يكون فيها الرئيس هو المتحكم والمسؤول الوحيد دون غيره عن اتخاذ القرارات المصيرية ولا يرجع لأحد إلا بشكل استشاري وفقط؛ فالرئيس هو المسئول الوحيد لانه المنتخب من الشعب، بينما الوزراء وباقي أعضاء الحكومة فيكونوا مسئولين فقط بشكل سياسيا وهو من يحاسبهم وليس للبرلمان عليهم أي سلطان، ومن أشهر الدول التي اعتمدت هذا النظام هي الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي النظام الرئاسي نجد أن السلطة التنفيذية تقع في يد الرئيس وهو المتحكم فيها ورئيسها، ولكن سلطات الرئيس تقف عند حل البرلمان، بينما يمكن للبرلمان أن يتفق على إسقاط الرئيس وسحب الثقة منه في حالة الخيانة العظمى.

مزايا وعيوب النظام الرئاسي
تميز النظام الرئاسي بأنه يتيح الفرصة للرئيس بأن يتحرر من سياسات وتوجهات وقيود حزبه، الأمر الذي يعطيه الفرصة لكي يركز فى أمور الحكم ويطبق رؤاه دون ضغوط أو تحيزات من أحد.

وعلى الجانب الآخر نجد أن هذا النظام به من السوءات ما يجعله ديكتاتوريًا للغاية، ويعطي للرئيس مساحات واسعة من حرية القرار التي قد يستغلها بشكل خاطئ وجائر ضد معارضيه؛ وبالتالي إحداث شلل سياسي وقد يترتب عليه انفجار ثوري كبير.

ثانيًا : النظام البرلماني
في النظام البرلماني يكون رئيس الحكومة هو المسؤول الحقيقي لقيادة البلاد، ويتم ذلك بالتعاون مع السلطات التشريعية البرلمانية، ويعتبر هذا النظام هو الأكثر انتشارًا في العالم، ومن أبرز الدول التي تتبع هذا النظام هي بريطانيا.

وفي النظام البرلماني نجد الرئيس له سلطات شرفية ليس إلا ولكنها أيضا تختلف وفق طريقة اختياره؛ فاذا تم انتخابه بطريقة مباشرة من الشعب فإن ذلك يعني أن الرئيس يتمتع بسلطات فعلية مثلما نجد في النمسا، أما إذا كان الرئيس منتخبا من قبل البرلمان فإن مهامه تصبح محدودة مثلما في الهند وألمانيا.

مزايا وعيوب النظام البرلماني
يتميز هذا النظام بأنه يحافظ على تماسك الدول التي يتسم تركيبها السكاني بالتعددية، مثل الدول التي تنتشر بها القبائل والمذاهب والمناطق والطوائف والأعراق؛ فالنظم البرلمانية لديها قدرة كبيرة على تمثيل مختلف الفئات الاجتماعية في العملية السياسية وبالتالي الحفاظ على الاستقرار السياسي.

أما ما يؤخذ على النظام البرلماني من سلبيات أن التحالفات المعقدة قد تنتشر في البلاد وتحد من صلاحيات رئيس الوزراء أو يحد من صلاحياتها، وفي كلا الحالتين قد تحدث حالة من عدم الاستقرار السياسي والتخبط بين الأحزاب والبرلمان.

ثالثا : النظام المختلط (رئاسى- برلمانى)
يطلق عليه أيضا النظام شبه الرئاسي، ويكون خليطا ما بين بين النظام الرئاسي والنظام البرلماني؛ ففيه نجد أن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء شريكان في القرارات ويسيران شؤون الدولة، كما ان البرلمان يمكنه محاسبة الرئيس وسحب الثقة منه إذا أخطأ.

مزايا وعيوب النظام المختلط
يتميز النظام المختلط بأنه يوفر للحكومة حق اتخاذ القرارات العاجلة دون الرجوع للبرلمان وذلك بمجرد موافقة رئيس الجمهورية، ومن سماته أن البرلمان بإمكانه سحب الثقة من الرئيس أو من رئيس الوزراء أو من أي وزير أو محافظ أو مسؤول آخر.

أما عن عيوب هذا النظام فتتمثل في صلاحية رئيس الجمهورية بحل البرلمان، كما يمكن لرئيس الجمهورية الحق في فرض قانون الطوارئ، ثم الرجوع للبرلمان.