سنتناول اليوم قصة من قصص النجاح الباهرة لأهم الماركات العالمية في عالم الأزياء والموضة ، قصة رجل صنع لنفسه هالة كبيرة من النجاح والتقدم ، رجل بنى نفسه بنفسه دون أي مساعدة من أحد ، استطاع أن يصل اسمه إلى العالمية بكفاحه وجهده فقط ، رجل عصامي بدأ مشواره الحافل بالنجاحات من لا شيء إلى أن أصبح من أكبر المليارديرات في العالم ، بنى امبراطوريته الكبيرة بذكائه . من نتحدث عنه اليوم هو مصمم الأزياء العالمي ” جورجو ارماني Giorgio Armani ” ، والذي ستناول قصته اليوم في مقالنا كيف بدا وإلى أين وصل ؟
نشأته :
جورجو ارماني Giorgio Armani ، مصمم أزياء إيطالي ، ولد في عام 1934 في بلدة بياتشينزا في شمال إيطاليا ، كان يعيش مع أخوه الأكبر سيرجيو واخته روزانا ، وقد حصل على شهادة الثانوية من مدرسة ليثيو ساينتيفيكو ريسبيغي ، وكان يطمح أن يدخل في مجال الطب فالتحق بكلية الطب في جامعة ميلانو لمدة ثلاث سنوات ، ولم يكمل دراسته في الطب ، ففي عام 1953 كان عليه الالتحاق للخدمة العسكرية ، وفي تلك الفترة تم نقله للخدمة في أحد المستوصفات في فيرونا إلى أن انتهت خدمته في الجيش.
بداية حياته العملية :
لم يكن لدى ارماني أية اهتمامات في عالم الأزياء حتى عام 1957 ، حيث التحق للعمل في محل للأزياء الرجالية يدعى ” لا ريناسينت ” ، واكتسب من خلالها خبرة كبيرة في مجال صناعة الملابس وتصميمها . وفي منتصف الستينيات بدأ ارماني في تصميم الملابس الرجالية لصالح شركة نينو شيروتي ، وأصبحت تصميماته مطلوبة من قبل الكثير من الزبائن ، حتى أنه كان يصمم لعشرات المصانع والشركات الأزياء والملابس الخاصة بهم.
وفي أواخر الستينيات التقى أرماني بسيرجيو جاليوتي Sergio Galeotti وهو رسام معماري ، كونا صداقة قوية فيما بينهما ، وأقنعه جاليوتي بأن يفتتح متجرا خاصا به في تصميم الملابس الرجالية في ميلانو ، وقد أدى افتتاح المتجر إلى تعاون واسع النطاق بين ارماني وعددا من بيوت الأزياء الشهيرة ، وبدأت الصحافة تكتب عن نجاحاته وتصميماته المتميزة ، وقد أدركت الصحافة الدولية أهمية تصميمات ارماني وذوقه المتميز في التصميمات الرجالية في عروض منصات الأزياء التي أقيمت في سالا بيانكا في قصر بيتي بفلورنسا ، وقد أدت هذه التجربة إلى إصرار أرماني لتطوير أسلوبه الخاص بطرق جديدة ومختلفة ، فكرس كل طاقته لإطلاق علامته التجارية الخاصة به .
انطلاقة ماركة جورجو ارماني :
في عام 1975 ، أسس ارماني مع صديقه جاليوتي علامته التجارية الخاصة باسم ” جورجو ارماني Giorgio Armani ” ، وفي شهر أكتوبر من نفس العام قدم مجموعته الأولى الخاصة بتصميمات للأزياء الرجالية لربيع وصيف عام 1976 تحت اسمه الخاص ، كما أنه قام بإنتاج أول خط لتصميم الأزياء النسائية في نفس الموسم .
بدا ارماني في توسعة دار ارماني ، بدا يصدر منتجاته وتصاميمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1979 ، وازدادت شهرته في اميركا بعد أن وقع عليه الاختيار لتصميم ملابس الممثل الهوليودي الشهير ريتشارد غير في فيلم امريكان جيغولو ، ومنذ ذلك الحين ارتبط اسم جورجو ارماني بتصاميم رجال الأعمال الناجحين .
ونتيجة لهذه الشهرة الواسعة التي اكتسبها ارماني فقد بدأ بإدخال عدة خطوط إنتاج جديدة ، فقد أطلق خطوط إنتاج جديدة لتصميم ملابس السباحة والملابس الداخلية والإكسسوارات .
وفي أوائل الثمانينيات وقع أرماني اتفاقا مع شركة لوريال لصناعة العطور ، كما أدخل عدة ماركات جديدة باسمه مثل ارماني جونيور وهي مخصصة للأطفال ، وارماني جينز ، ، وارماني اكستينج ، وارماني برايفي وهي خاصة تصاميم الأزياء الراقية ( الهوت كوتور ) ، كما أطلق خط إنتاج للنظارات الشمسية وإطاراتها من خلال علامة امبريو ارماني .
ولم يكتفِ عند هذا الحد من الطموح فقد وسع أعماله وخطوط إنتاجه لتشمل الأثاث والديكور من خلال أرماني كازا ، وافتتح أيضا مطاعم ومقاهي ومنتجعات أرماني التي أنشأها بالتعاون مع شركة إعمار العقارية في كل من ميلانو ودبي .
بعد هذا التطور والانتشار السريع والمتواصل ، استطاع جورجو أرماني أن يصل للعالمية وتصبح علامته التجارية من أنجح وأهم العلامات التجارية في السوق العالمية ، وأصبحت تتسابق شركات الإنتاج السينمائية لتتفق معه على تصميم أزياء طواقم العمل الفنية في مختلف الأفلام الأجنبية العالمية ، فوصلت تصميماته في السينما أكثر من 100 تصميم ، وصمم أيضا أزياء الملابس الرياضية الخاصة لإيطاليا في مسيرات الوفود في الاولمبياد .
الجوائز والتكريمات :
– حصل على جائزة CFDA العالمية في عام 1987.
– حصل على الدكتوراه الفخرية من الكلية الملكية للفنون في عام 1991.
– حصل على جائزة بامبي للابداع في عام 1998 وفي عام 2009.
– تم تعيينه سفيرا للنوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين في عام 2002.
– حصل على لقب أنجح المصممين خارج إيطاليا من قبل مجلة الفوربس العالمية لسنة 2001.
– حصل على لقب أفضل مصمم مهتم بالبيئة من قبل منظمة التنمية في عام 2005.