ديفيد أوزوبل أحد علماء النفس المهتمين بالتعلم المعرفي، وضع نظريته التي تبحث في التعليم اللفظي ذي المعنى، والتي حظيت باهتمام الباحثين في مجال المناهج وطرق التدريس، منذ أكثر من عقدين، ولاتزال تستخدم حتي الآن، أدرك عالم النفس الأمريكي أوزوبل عجز علم النفس الأمريكي الذي يستند على المؤثرات والاستجابة والتعزيز عن وصف وتفسير التعلم اللفظي ورأى أوزوبل أنه ينبغي على المعلم أن يضع في الاعتبار البنية المعرفية العقلية للتلميذ، وذلك إذا اردنا في فهم واستيعاب أثر التعليم لذلك اقترح اوزبل ” المنظم المتقدم ” لتحقيق التعلم ذي المعنى.

الفكرة الرئيسية في نظرية التعلم اللفظي ذي المعنى

1 – كان أوزوبل يقصد بالمنظم المتقدم كل مايزود به المعلم تلاميذه من مقدمة أو مادة تمهيدية مختصرة، تقدم في بداية الموقف التعليمي حول الموضوع المعين الذي يراد توصيله للتلميذ بهدف تيسير عملية تعلم المفاهيم المتصلة بالموضوع، عن طريق الربط بين ما يعرفه المتعلم من قبل وما يحتاج إلى معرفته.

2- وتتمحور الفكرة الرئيسية في نظرية أوزوبل حول هذا الربط بين المعلومات الجديدة، بوعي وإدراك المتعلم بالمفاهيم والمعرفة السابقة لديه .

3- ويعتقد أوزوبل أن إدراك المتعلم للمفاهيم والعلاقات المرتبطة بالمادة المتعلمة، والتي تتصل ببنيته المعرفية، تترك تأثيرا ايجابيا في عملية التعلم، وتجعله ذا معنى.

تطوير نظرية التعلم اللفظي ذي المعنى

طور أوزوبل نظريته ونشرها في مجموعة من الدراسات والبحوث العلمية فنشر في عام 1959 كتاب قراءات في التعلم المدرسي ، ثم نشر في عام 1963 كتاب سيكولوجية التعلم اللفظي ذي المعنى ، وفيه ظهرت أفكاره أكثر وضوحا وتنظيما، كما نشر في عام 1968 كتاب بعنوان” علم النفس التربوي وجهة نظر معرفية “.

وفي عام 1969 اشترك في تأليف كتاب يوضح طبيعة هذه النظرية وكان عنوانه التعلم المدرسي، أوضحا فيه نوعين من التعلم هما التعلم الاستقبالي ذي المعنى، والتعلم بالاكتشاف ذي المعنى، وبالرغم من هذا الإنتاج الفكري المبكر للنظرية وتطويرها إلا أنها شاعت بين الباحثين ورجال التربية في أواخر سبعينات من هذا القرن.

فكرة نظرية التعلم اللفظي ذي المعنى وملامحها الرئيسية

كان أوزوبل يقول دائما إن أعظم عامل مؤثر في التعلم هو ما يعرفه المتعلم بالفعل، لذلك كانت نظريته تعتمد على اعتقاد راسخ بأن المتعلم يمتلك خبرة سابقة، تساعد إذا تم استخدامها علي دخول معلومات وخبرات جديدة، ونتيجة ذلك فإن هذا التركيب يعاد تكوينه مرة أخري من خلال دمج المعلومات الجديدة لتصبح جزءاً منه، وهكذا يصبح التعلم سلسلة من إعادة التركيب العقلي ، يتغير مع كل تعلم جديد.

أنواع التعلم عند أوزوبل

تعتمد منظومة التعلم عند أوزوبل على مستويين رئيسين هما

المستوى الأول

ويرتبط بأساليب وطرق تعلم الفرد، والتي يتم من خلالها تهيئة وإعداد المادة التعليمية المراد تعلمها أو عرضها على المتعلم في الموقف التعليمي، وتتخذ هذه الأساليب شكلين” الأول هو أسلوب التعلم الاستقبالي، والشكل الثاني هو التعلم الاكتشافي “.

المستوى الثاني

يرتبط بكيفية تناول المتعلم ومعالجته للمادة التعليمية المعروضة عليه حتى تصبح مهيأة ومعدة للاستخدام أو الاستدعاء في الموقف التعليمي التالي.

إذا نجح المتعلم في الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة للمادة التعليمية، واستطاع ربطها بما لديه من الحقائق والمعلومات والمعارف التي تم تعلمها في مواقف تعليمية سابقة، ومن خلال هذا الربط يمكنه تكوين بنية معرفية جديدة فإن التعلم في هذه الحالة يعرف بالتعلم ذي المعنى .

أنماط التعلم في نظرية أوزوبل

تشير نظرية أوزوبل إلى أن التعلم قد يكون استقبالياً أو اكتشافياً، وذلك اعتمادا علي أسلوب تقديم أو عرض المعلومات على المتعلم، كما يمكن أن يكون صماً أو ذا معنى ، وفقا لطريقة معالجة المعلومات من قبل المتعلم، ويتفاعل المستويان ليقدما أربعة أنماط من التعلم هم ” التعلم الاستقبالي ذي المعنى، التعلم الاستقبالي الصم، التعلم الاكتشافي ذو المعنى ،التعلم الاكتشافي الصم “.