الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمس وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل ، وقد فُرضت الصلاة في مكة المكرمة قبل هجرة الرسول صلّ الله عليه وسلم في السنة الثانية قبل الهجرة أثناء رحلة الإسراء والمعراج التي أُسري فيها بالنبي صلّ الله عليه وسلم من المسجد الحرام للمسجد الأقصى وعُرج فيها للسماء ، وتؤدى الصلاة خمس مرات يوميًا ، صلاة الفجر ، صلاة الظهر ، صلاة العصر ، صلاة المغرب ، صلاة العشاء ، بجانب الصلوات التي تؤدى في أوقات معينة كصلاة الجمعة ، وصلاة العيدين ، وصلاة الخسوف وصلاة الكسوف وصلاة الجنازة ، وصلاة الاستسقاء ، والصلاة معنى الدعاء وهي مناجاة العبد لله سبحانه وتعالى وهي صلة بين العبد وربه .

منزلة الصلاة في الإسلام

للصلاة منزلة كبيرة في الإسلام لأنها أول ما أوجبه الله تعالى من العبادات على العبد ، وهي أو العبادات التي يحاسب عليها الله تعالى يوم القيامة ، في الحديث الذي أخرجه الإمام الطبري بسنده عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم أنه قال ” أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله” ، وقال الله تعالى في صورة المؤمنون {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} الآيات 1-2 ، وفي سورة الكوثر {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } الآية 3 ، وقال تعالى في سورة طه {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} الآية 14 .

أهمية الصلاة

لا يمكن قبول أي عذر لتارك الصلاة فهي لا تسقط إلا على النساء في فترات الحيض والنفاس ، ولم تسقط على المريض بل أمروا بالصلاة أما جالسًا أو نائمًا أو الصلاة بالعين والصلاة هي عماد الدين :

من أدلة وجوب الصلاة في القرآن الكريم

قال تعالى في سورة البقرة {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} الآية 3.

قال تعالى في سورة البقرة {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} الآية 43.

قال تعالى في سورة البقرة { وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الآية 110.

قال تعالى في سورة النساء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} الآية 43.

من أدلة وجوب الصلاة في السنة النبوية الشريفة

في الحديث الذي أخره الترميذي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال “أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة يحاسب بصلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر”

وفي الحديث الذي أخرجه النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن الرسول صلّ الله عليه وسلم أنه قال “حُبب إليِّ من الدنيا: النساء والطيب،وجُعل قرة عيني في الصلاة”

وفي سنن أبو داود عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قال: “مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع “

حوار بين شخصين عن الصلاة

مما لا شك فيه أن تارك الصلاة يعد كافرًا إذا كان قد ترك الصلاة عن عمد وهو يعمل بفرضيتها أما لو ترك الصلاة بدافع الكسل فيعد فاسق ولابد من دعوته للصلاة ومن واجب الداعية المسلم أن يعلم الناس ويفهمهم أمور دينهم لذلك سوف نعقد حورًا افتراضيًا بين سيدة تاركة للصلاة بدافع الكسل وداعية مسلم :

الداعية : هل يا أمة الله تصلين جميع الصلوات المفروضة عليك ؟

السيدة : في الحقيقة لا أصلي كل الصلوات في بعض الأحيان أكون منشغلة أو متعبة .

الداعية : هل تقضين الصلاة التي قمت بتركها .

السيدة : لا لم أقضها .

الداعية : وهل تعلمين يا أمة الله أن من يترك الصلاة عمدًا وهو عالم بوجوب الصلاة كافر وهذا لقول رسول الله صلّ الله عليه وسلم “إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة “

السيدة : نعم أعلم ذلك ولكني لم اتركها عن عمد فقد قلت أني أكون منشغلة أو متعبة في عدد من المرات أتركها تكاسل .

الداعية : وهل لو كنت في موعد مع مديرك في العمل أو من الملك هل تخلفين موعدك ؟

السيدة : بالطبع لا .

الداعية : وكيف تخلفين إذن موعدك مع ملك الملوك جل جلاله ، كيف تفوتين أهم فرض من فرائض الإسلام والركن الثاني من أركان الإسلام الخمس .

السيدة : ولكني لم أترك جميع الصلوات بل بعضها .

الداعية : لا فرق بين تركك لصلاة معينة وبين تركك لجميع الصلوات .

السيدة : ولكن الله غفور رحيم .

الداعية : ولكن الله أيضًا شديد العقاب سبحانه يا أمة الله إن تركك للصلاة يعني تركك للخير كله فقد سُأل الرسول صلّ الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إليه فقال الصلاة وكررها ثلاث .

السيدة : فبما تنصحني حتى أحافظ على جميع الصلوات .

الداعية : تذكري أن عدم المداومة على الصلاة تؤدي إلى الكفر وأدعى الله عزوجل أن يعينك على الطاعة والعبادة ويجرك من عذاب الله .

السيدة : جزاك الله خيرًا .

الداعية : جزاك الله خيرًا على تقبلك للنصيحة والاستماع إليها .