تستطيع بضغطة زر أن تتصفح العالم في لحظات وأنت في مكانك لم تتحرك ، هذا هو عالم التكنولوجيا الحديثة الذي أحدث انتقالة عظيمة للعالم أجمع ؛ حيث أصبح العالم وكأنه قرية صغيرة مرئية للجميع ، وقد تجلت مظاهر التكنولوجيا في العديد من الصور ومنها اليوتيوب الذي أوضح العالم في شكل متحرك ومرئي ومتحرك ؛ فيمكنك حفظ ومشاهدة الفيديوهات المختلفة من خلال الضغط على زر تحميل من اليوتيوب أو الاكتفاء بالمشاهدة مباشرةً من الموقع الذي أبهر العالم ودمجه وأخرجه في بثٍ حي للجميع.

ما هو اليوتيوب

هو موقع يعمل عبر الإنترنت ، وقد أخذ اسمه من اللغة الإنجليزية You Tube ، ويستطيع من يستخدم هذا الموقع أن يقوم برفع التسجيلات المرئية ومشاهدتها مجانًا من خلال البث الحي أو تحميلها والاحتفاظ بها ، كما يسمح هذا الموقع بمشاركة الفيديوهات والتعليق عليها ، وله العديد من المميزات المتاحة لمستخدميه ، كما أن له بعض الأضرار نتيجة لوجود محتويات غير لائقة عليه.

قصة اختراع اليوتيوب

مخترعي اليوتيوب

لقد كانت الانطلاقة الأولى للموقع عام 2005م ، وقد بدأت القصة من خلال ثلاثة شباب على رأسهم شاب يُدعى جاويد كريم Jawed Karim ووالده هو نعيم الله كريم الذي سافر من بنغلاديش إلى ألمانيا الشرقية من أجل دراسة الهندسة ، وهناك التقى الوالد بفتاة ألمانية وتزوجها ؛ لينجبا جاويد عام 1979م والذي نشأ في ظل أبوين يهتمان بالعلوم ، ولذلك برز في مجال العلوم والتكنولوجيا ، وقد قام بدراسة علم الكمبيوتر بجامعة ألينوي ، ثم انتقل بعد حصوله على درجة البكالوريوس إلى جامعة ستانفورد بكاليفورنيا من أجل الحصول على الماجستير ، وهناك أغراه العمل مع موقع “باي بال” ؛ حيث تعرف على زميلين بالعمل في نفس المجال وهما تشاد هيرلي القادم من ولاية بنسلفانيا ، والآخر هو مهاجر من تايوان يُدعى ستيف تشين.

بداية فكرة اختراع اليوتيوب

ذات يوم من عام 2004م كان الثلاثة شباب يشاهدون مباراة المنافسة النهائية بكرة القدم الأمريكية ، وقد قامت المغنية الأمريكية السمراء جانيت جاكسون بالغناء في استراحة نصف المباراة ، وتعمدت هذه المغنية إثارة المشاهدين من خلال كشف أجزاء من جسدها ، وهو ما أثار ضجة كبيرة بالولايات المتحدة الأمريكية ، اتجه الثلاثة شباب فيما بعد للبحث في الإنترنت عن فيديو يوضح ما قامت به المغنية ، ولكنهم لم يجدوا شيئًا عن هذا الأمر ؛ فبدأوا في التفكير بموقع يتخصص في عرض الفيديوهات سواءًا كانت إيجابية أو سلبية.

وفي نفس العام حدث تسونامي المحيط الهادي الذي تسبب في مقتل ربع مليون شخص ، ولم يجد الثلاثة أيضًا أي فيديو عبر الإنترنت يوضح هذه الكارثة ؛ فعادت الفكرة لتلمع من جديد في أذهانهم ، وبعد مرور شهور قليلة وتحديدًا يوم 23 أبريل عام 2005م ؛ قام جاويد بزيارة حديقة حيوانات سان دييغو بولاية كاليفورنيا ،وهناك التقط فيديو مدته قصيرة للحيوانات ، وقام بتحميل الفيديو في نفس اليوم على الإنترنت ووضع عنوانًا له تحت اسم “أنا في حديقة الحيوانات” ، ومن هنا بدأت الانطلاقة الأولى التي غيرت العالم فيما بعد.

نجاح موقع اليوتيوب

قام الأصدقاء الثلاثة بتأسيس موقع اليوتيوب داخل غرفة تقع فوق مطعم ياباني ؛ حيث أتاحوا الفرصة لكل من يرغب في تحميل أي فيديو ، وقاموا بوضع برامج للمشاهدة والمشاركة والتعليق ، وبعد مرور عام واحد على تأسيس الموقع بلغ عدد تحميل الفيديوهات 60 ألف ، كما وصلت نسبة مشاهدة الموقع إلى 100 مليون مرة ، ونتيجة لهذا النجاح أسرعت شركة “غوغل” لشراء اليوتيوب عام 2006م بمبلغ مليار ونصف مليار دولار ، وبعد مرور عام واحد حققت غوغل نجاحًا ملحوظًا بموقع اليوتيوب  ؛ حيث بلغت عدد التحميلات 100 ألف فيديو في اليوم الواحد ، وبلغت نسبة المشاهدة 800 مليون مرة ، وبذلك احتل اليوتيوب الموقع الثالث بعد غوغل وفيسبوك ، وأصبحت عدد التحميلات والمشاهدات في تزايد مستمر.