التخطيط العسكري  يتطلب نوعًا خاصًا من الذكاء الذي يُمكن قادة الجيش من الانتصار في المعركة رغم اختلاف جميع الظروف ، والحالات ، وعلى هذا يتم وضع الخطط الهجومية ، والخطط الدفاعية ، وأيضًا الهجوم الدفاعي .

تعريف الهجوم

الهجوم في حقيقة الأمر هو الغزو الذي يتم لتحقيق أهداف عسكرية خلال الاستراتيجيات ، والعمليات ، والتكتيكات العسكرية ، كما يُعتبر الهجوم من أشهر الطرق التي تستعملها الجيوش لتحقيق النصر ، فضلًا عن اشتمال وسيلة الهجوم على جانب أساسي يعتمد على الدفاع لنجاح العملية الهجومية ؛ حيث يتم تنفيذ الهجوم لتأمين تحرك الجنود أثناء المواجهات بين الخصمين ، ويُمكن أن يكون الهجوم بريًا ، أو بحريًا ، أو جويًا ، وذلك باختلاف معدات الحرب التي تُستخدم في أي من تلك الأنواع أثناء الحرب .

تعريف الدفاع

الدفاع هو أمر عسكري ، ويتمثل في جميع التجهيزات التي تقوم بها الدولة في أي من الحالات سواء كانت حالة الحرب ، أو حالة السلم ؛ وبهذا فالدفاع يشمل جميع جوانب الدولة من اقتصاد ، ثقافة ، هوية ، حضارة ، وغير ذلك من الجوانب الأساسية التي تُظهر ماهية الدولة ومكانتها بين دول العالم ؛ فهي كافة الأعمال التي يُمكن لها أن تهيء تقدم الأمة .

الدفاع في العقائد العسكرية الحالية لا يقتصر فقد على صد هجمات العدو بشكل ناجح ، ولكن يطمح إلى إلى هزيمة كافة التحضيرات العسكرية التعرضية التي يقوم بها العدو ؛ وذلك بهدف الانتصار في الحرب ؛ الأمر الذي يدفع الرتب العسكرية إلى تحقيق النصر بصرف النظر عن النتائج السياسية ، والاجتماعية ، وما إذا كانت تُعطي الأهمية المطلوبة للنصر أم لا ؛ مما يجعل الاعتماد الأكبر على خصائص الحرب ، وأهميتها ؛ وعلى هذا يتم تجهيز ، وتطوير كافة الأسلحة العسكرية اللازمة للحرب ، وصد هجمات العدو .

تعمل العمليات الدفاعية على منع العد من الوصول إلى مناطق حيوية مُعينة ، وأيضًا تعمل على استنزاف طاقات العدو تمهيد لتنفيذ العمليات الهجومية ، وتؤمن القوات من أي عمليات مفاجئة من العدو ، كما تعمل أيضًا على إجبار العدو على تركيز قواته مما يُزيد فرص إضعافه .

الهجوم الدفاعي

تهدف العمليات الدفاعية العسكرية إلى هزيمة هجوم العدو ، وتهدف أيضًا إلى توفير وقت لقواتها ، وأيضًا توفير الجنود ، وطاقتهم ، وتوفير أكبر قدر ممكن من فرص الانتصار على العدو ، وفي أغلب الأوقات لا تتمكن العمليات الدفاعية فقط أن تُحدد مصير الحرب ، ولكن يُمكن للعمليات الدفاعية مع العمليات الهجومية المضادة أن تُقرر مصير الحرب بإعادة مواقع القوة للجنود في المعركة .

الهجوم هي العملية العسكرية التي لها الدور الأكبر في حسم المعركة ، ولكن بالرغم من هذا فإن الدفاع يُعد الأقوى ؛ حيث تشتمل نقاط القوة في العمليات الدفاعية في قدرة المدافع على احتلال المواقع قبل الهجوم ، وأيضًا يتوفر لديه الوقت الذي يحتاج إليه لإعداد تجهيزاته الدفاعية ، وتنتهي هذه التجهيزات حين يبدأ في القتال .

يتمكن المدافع من دراسة الأرض ، وأيضًا من اختيار المواقع الدفاعية الأفضل ، ويُمكنه أيضًا أن يجمع بين جميع العراقيل الطبيعية ، والعراقيل الصناعية التي تُمكنه من توجيه هجماته العسكرية ، والتي يُمكنها أن تعيق العدو .

يُمكن للدفاع أيضًا أن يعمل على تنسيق الخطة الدفاعية للحرب ، ويكون لديه الوقت للتدريب عليها ، وعلى الرغم من هذا فإن المدافع لا يكون دوره سلبيًا ينتظر أن يأتي إليه القتال ، ولكنه يعمل بشكل دائم على استنزاف قوات العدو ، وإضعاف خطوط الهجوم  لديه قبل البدء الفعلي للقتال .

كما تعمل أيضًا هذه الخطة الدفاعية الهجومية على مناورة جنود الدفاع للعدو ومهاجمته في كل الفرص ، وقد  تشمل هذه المناورات إحداث الحرائق بالنيران المباشرة ، أو غير المباشرة ، وأيضًا تشمل عمليات الدعم الجوي من عمليات المعلومات الهجومية ؛ وعلى هذا يتمكن من منع العدو من مبادرة الهجوم في حين بحثه عن أنسب فرصه ليتمكن من الهجوم على العدو .

العمليات الدفاعية الهجومية

تعمل المناورات الدفاعية الهجومية على الهجوم من المواقع الدفاعية القوية بعد استقرار العدو في المهاجمة بشكل قوي ، ومن أكبر الأمثلة على هذه العمليات الدفاعية الهجومية ما حدث في معركتين شهيرتين في حرب المائة عام ، وهما معركة كاين في عام 1346 ، ومعركة أجينكورت في عام 1415 .

وأيضًا تشتمل هذه المناورات على عمليات السحب المزعوم التي تهدف إلى إغراء العدو ، واستدراجه بعيدًا عن موقعه ، ومن أشهر المعارك التي استخدمت بها هذه الاستراتيجية هي معركة هاستينجز التي قام بها ويليام الفاتح في عام 1066 ، وأيضًا معركة أوسترليتز التي قام بها نابليون بونابارت في عام 1805 .

ويندرج تحت هذا النوع الكثير من الأنواع الأخرى كما يلي:

  • الدفاع المتحرك
  • دفاع المنطقة
  • التراجع

يتم التعامل مع كل نوع من هذه الثلاثة أنواع بشكل مختلف في عمليتي التخطيط ، والتنفيذ للخطط الدفاعية ، وعلى الرغم من أن اسم كل عملية منهم يُحدد الهدف المنشود منها بشكل واضح ودقيق ، إلا أن كل عملية منهم يُمكنها أن تحتوي على أي عنصر من العمليات الأخرى للوصول إلى عملية دفاعية تحتوي على عناصر ثابتة ، وعناصر متنقلة ؛ فعلى الرغم من وضع خطة دفاعية إلا أن القائد يكون في حالة تأهب مستمر لمهاجمة العدو في أي فرصة ؛ حيث يُمكنه في أي وقت أن يشد هجوم إفساد ، أو هجومًا مضادًا إذا سُمح له .

الدفاع عن المنطقة

عمليات المنطقة الدفاعية ، أو الدفاع عن المنطقة تهدف إلى منع قوات العدو من الوصول إلى بعض المناطق المحددة لفترة ما ، وعلى هذا يكون كامل تركيز دفاع المنطقة على إبقاء التضاريس المحددة في مأمن عن العدو ، كما تُركز العملية على إحداث بعض الحرائق ، ومن الممكن أن تستكمل العملية من خلال الهجوم المضاد ، ويُمكن في هذه العملية أن يتم استخدام قوات الاحتياط .

الدفاع المتحرك

الدفاع المتحرك هو نوع من أنواع العمليات الدفاعية التي تهدف إلى هزيمة العدو ، وتدميره عن طريق الهجوم الحاسم من قِبَل القوة الضاربة .

كما يعمل الدفاع المتحرك ، أو المنقل على هزيمة العدو بالسماح له بالتقدم إلى نقطة ما يتعرض فيها العدو لهجوم مضاد حاسم يُمكن القوة الضاربة من هزيمتهم ، والقوة الضاربة هي قوة هجومية خاصة تُمثل الجزء الأكبر من القوة القتالية .

التراجع

عمليات التراجع يُعد نوع من أنواع العمليات الدفاعية التي تشمل الحركة المنظمة بعيدًا عن العدو ، هذا بالإضافة إلى أن هذه العمليات يُمكنها أن تجبر العدو أن أن يُنفذها القائد طواعيةً ، كما يجب أن يُوافق القائد الأعلى للقوة التي تُنفذ هذه العملية على خطة عملية التراجع قبل البدء في تنفيذها في أي من الحالات سواء الإجبار ، أو الطواعية.

عملية التراجع من العمليات الانتقالية التي لا يتم فيها العزلة ، هذا بالإضافة إلى أنها تُشكل جزء هام من مخطط المناورة الأكبر الذي تم تصميمه وتخطيطه لاستعادة التحكم في قوى الحرب ، والتمكن من هزيمة العدو.