تعتبر محافظة عنيزة من أهم المدن السياحية و التى تتميز بتاريخها العريق و معالمها الأثرية المختلفة في المملكة العربية السعودية , حيث أن هذه المحافظة لها تاريخ كبير ذو أهمية عظيمة في المملكة و يرجع ذلك إلى موقعها الجغرافي المميز حيث أنها توجد في الجهة الشمالية الوسطى على هضبة نجد و تصل إلى الجهة الجنوبية من مجرى وادي الرملة حيث أنها يملأها و يحيطها من الجهة الشمالية و من الجهة الغربية العديد من الكثبان الرملية و التي قد تم إطلاق عليها اسم رمال الغميس , أما في الجهة الجنوبية من المدينة فهي تحاط بالكثير من الرمال و غابات الغضا و التي تنتمي إلى المنطقة المجاورة , كما أنه من المعروف أيضا أن مدينة عنيزة تعتبر من أهم و أقدم مدن منطقة القصيم حيث أنها تعرف بانتشار المزارع و الحدائق المليئة بمختلف النباتات و تتميز بخصوبة تربتها و توافر المياه بها ,,

الموقع الجغرافي : و تتميز مدينة عنيزة بأنها منطقة مرتفعة حيث أنه قد يصل ارتفاعها إلى حوالي أكثر من سبعة مائة متر فوق مستوى سطح البحر أي أنه حوالي قرابة كيلو متر و يقل ارتفاعها تدريجيا بداية من المنطقة الشمالية و وصولا إلى المنطقة الشمالية الشرقية و المنطقة الغربية أيضا , و من الجدير بالذكر أيضا أن مدينة عنيزة قد تم إطلاق عليها هذا الاسم بسبب وجود تل أكما و الذي يتميز بلونه الأسود و الذي يوجد في الجهة الشرقية من المدينة حيث أنه في الزمن القديم كان يطلق على هذا التل اسم العنز و كان ينطق هذا الاسم بضم العين و نون مسكونة و نسبة إلى هذا التل الأسود قد تم تسمية هذه المدينة باسم عنيزة حيث أن هذا الاسم يعتبر تصغير للكلمة و يوجد العديد من الدلائل التي تثبت تأسيس هذه المدينة من قبل ظهور الدين الإسلامي حيث أنه قد ذكر اسم هذه المدينة في أشعار الشاعر أمرؤ القيس .

تاريخ المدينة : تعتبر مدينة عنيزة من أهم المناطق التي كانت توفر مورد مائي هام حيث أنه يمر الحجاج العراقيين و التجار من هذه المنطقة للحصول على الماء المتوفر بها كما أنه بداية من أواخر القرن الخامس الهجري قد بدأ العديد من السكان التوافد عليها و الاستقرار بها حيث انها أصبحت في وقت قصير من أهم المراكز الحضارية في صحراء شبه الجزيرة العربية , حيث أنه قد سكن بها غانم بن سعيد الخالدي وأبناءهم في منطقة روضة عنيزة و استقروا أيضا في منطقة العيارية على مقربة من بئر أم القطا , كما أنه كان يوجد أيضا آل جناح و الذين قد أقاموا قصرهم في منطقة القاع و التي توجد بين دير الجناح و منطقة روضة عنيزة حيث أنه قد زرعوا العديد من النخيل الخاص بهم في المدينة و استقروا بها في عام أربعة مائة و أربعة و تسعون هجرية و حتى عام ستة مائة و ثلاثون هجرية و حيث قد جاء زهيري بن الجراح الثوري هو و جماعته و بعض القبائل المجاورة له للاستيطان في روضة عنيزة حيث أنه جاء في منطقة بئر أم القبور و قد أنجب أبناؤه الأربعة في هذه المنطقة و قد أقام المنازل لهم و قد تم بناء دير المليحة و دير الخريزة و دير الجادة ثم قام بإنشاء دير العقيلية و الذي أنشأه عقيل بن إبراهيم بن موسى بن محمد بن بكر بن عتيق بن جبر بن نبهان بن سرور بن زهيري بن الجراح الثوري و كان ذلك في عام تسعة مائة هجرية .

المناخ و السياحة : و تتميز مدينة عنيزة بمناخها المميز حيث في فصل الخريف و فصل الربيع يكون النهار معتدل و الليل رطب و جميل و لكنه لا يستقر دوما على هذا الحال أما في فصل الشتاء فأنه يتمتع بأشعة شمس ضعيفة و شديد الحرارة في النهار حيث يكون متوسط درجة الحرارة في نهار فصل الشتاء حوالي سبعة درجة مئوية كما أنها تتعرض في بعض الأيام في فصل الشتاء إلى هبوط شديد في درجة الحرارة حيث تصل إلى حوالي درجة خمسة تحت الصفر و تتعرض لسقوط العديد من الثلوج , و يتميز شهر مارس بأنه من أكثر الشهور جفافا طوال العام على المدينة , و تعتبر هذه المدينة في فصل الصيف من أشد المناطق ارتفاعا للحرارة , و تتميز هذه المدينة مدينة عنيزة بالعديد من المناطق الأثرية و التاريخية الرائعة حيث أنها يتوافد عليها العديد من السائحين و من أهم هذه المعالم السياحية الرائعة هو قصر عنيزة التراثي و الذي قد تم بنائه الشيخ عبد الرحمن البسام التميمي و العديد من المعالم السياحية الأخرى و الهامة في المدينة .