بحث عن الانضباط الذاتي ، يعرف الانضباط الذاتي بأنه السمة الأولى الأساسية التي تقوم عليها حياة الإنسان العملية، حيث أنه في حالة عدم وجود الانضباط الذاتي لا يستطيع المرء أن يحقق أي نجاح في حياته، فيعني الانضباط ضبط النفس والسيطرة عليها من أجل تحقيق النجاح في الحياة، حيث يعد التهاون والتراجع عن الأخطاء وضبطها من السمات الأساسية للإنسان.

ولكن ترك النفس على هواها فقد يريح الإنسان لفترة قصيرة، ولكن قد ينتهي الأمر ليجد الإنسان نفسه أمام خيار إما ترك النفس على هواها والخسارة في حياته وعدم القدرة على تحقيق أي نجاح، أو ضبط النفس والتحكم بها وترك المتعة المؤقتة لما هو أهم وأفضل لتحقيق النجاح في الحياة.

يرتبط الانضباط الذاتي بصورة أساسية برفض الأخطاء والتذمر منها، فمثلا إذا كان الفرد يحتاج على القيام بحمية غذائية لأي سبب صحي، فعليه أن يلتزم بها حرفيا دون أن يخطئ وأن يقول بالتعديلات على تلك الحمية، ويلاحظ في تلك الحالة أن الملل والرفض والضجر سوف تظهر آثارهم بشكل واضح، فعند تحقيق الانضباط الذاتي في بادئ الأمر يشعر الأفراد بتلك الأعراض السلبية كالملل أثناء أداء الأعمال المطلوبة، ولكن لابد أن ينسى الأفراد ذلك ويعلمون أن تلك الأعراض جزء أساسي من العمل.

بحث عن الانضباط الذاتي

الانضباط الذاتي سمة أساسية من سمات الأفراد الناجحين، فمن المستحيل أن تجد شخص ناجح في حياته وعمله وليس لديه انضباط ذاتي، ذلك لأنه من العوامل الأساسية للتفوق، ويدفع بالفرد إلى بلوغ أقصى درجات النجاح والتميز، ويتم ذلك من خلال الالتزام بمجموعة من الخطط والخطوات المحددة بعناية للوصول إلى هدف ما، ولكي يصل الإنسان إلى ذلك لابد له أن يدرس الخطة التي قام بوضعها جيدا وأن يحاول في فهم كل نقطة من النقاط للوصول إلى الهدف.

ويعني الانضباط الذاتي أيضا القدرة على القيام بالأعمال المعتاد عليها مهما كانت الحالة النفسية التي يعيشها الفرد والظروف المتواجدة حوله، وذلك من أجل مواصلة العمل على الهدف المقصود والتركيز للبعد عن الأفكار السلبية، ويندرج تحت هذا أيضا البعد عن الأشياء الأقل أهمية واستبدالها بأشياء أكثر أهمية من أجل الوصول إلى الهدف المقصود، ذلك لأنه بدون الانضباط الذاتي سوف يكون العمل مشتت وغير منظم.

فسيعمل الفرد مثلا في يومه الأول ثمان ساعات ويجد نفسه في اليوم الثاني لا يستطيع أن سوف سوى ساعتين، ولكن إذا كان الفرد قد خطط مسبقا على أن يقوم بالعمل لمدة محددة عليه أن يجاهد نفسه للعمل تلك المدة مهما كانت حالته، حيث أن مجاهدة النفس من أقوى الأساليب لتحقيق الانضباط الذاتي.

كيف نحقق الانضباط الذاتي في حياتنا

يعاني الكثير من الأفراد من عدم القدرة على تحقيق الانضباط الذاتي ويجدون صعوبة في الوصول إليه، حيث يصيبهم الملل والضجر وتسيطر عليهم المزيد من الأفكار السلبية التي تجعلهم يرفضون تحقيق الانضباط والاستمرار به، ويسيرون وفق هوى النفس رغم ما تجلبه لهم من أضرار ومشكلات، ولكن يمكن للأفراد تحقيق الانضباط الذاتي في الحياة وذلك عن طريق:

الالتزام بعادة التفكير الواضح والصريح، فهناك أفراد يعتقدون أنهم يفكرون ولكنهم في الواقع لا يفكرون، فالطريقة الصحيحة للتفكير هي الاسترخاء لمدة نصف ساعة يوميا في مكان هادئ، ووضع المشكلة أو الهدف المرغوب الوصول إليه والبحث في كافة جوانبه.

محاولة وضع الأهداف بصورة يومية، فلابد أن يسأل الفرد نفسه في كل يوم ما الهدف الذي أريد تحقيقه من تلك الحياة، ولابد من كتابة تلك الأهداف والسير في تحقيقها بصورة إيجابية.

التعود على إدارة الوقت بصورة فعالة، فالكثير من الأفراد يجهلون التخطيط لأوقاتهم ويومهم، ولكن لابد لهم أن يعلمون أن التخطيط للوقت يحقق أكبر استفادة منه بخلاف عدم التخطيط.

الشجاعة في العمل وعدم الخوف من الأخطاء، فدائما من يخاف من الشيء يقع به، والخوف يعوق الأفراد على ممارسة الأعمال الخاصة بهم، فلابد أن يخبر الشخص نفسه بأن الخوف انتهى من حياته للقدرة على مواصلتها.

ضرورة التزام الفرد بالعادات الصحية التي تجعله يبقى دائمًا بصحة جيدة، وتجنب العادات السيئة التي تسبب له التعب والإرهاق.

الالتزام بالعمل الجاد أساس للوصول إلى الانضباط الذاتي، فكلما كان الشخص أكثر التزاما بالعمل كلما استطاع أن ينجح ويحقق أهدافه أكثر وأكثر.

ضرورة الالتزام بقاعدة التعلم المستمر ومعرفة أن التعلم لا ينتهي عند مرحلة معينة، فلابد أن ينمي الفرد حياته دائما بالقراءة واكتساب المعلومات الجديدة، وتخصيص وقت كل أسبوع للقراءة لتنمية المهارات.

الالتزام الدائم بالنجاح والوصول إلى الهدف، لأن هذا الإصرار يساعد الفرد على تخطي كافة العقبات التي تقف أمامه.

السمات الأساسية لتحقيق الانضباط الذاتي

لكي نحقق في تحقيق الانضباط الذاتي لأنفسنا علينا أن نعلم سمات تحقيق الانضباط الذاتي وهي :

-تحديد الهدف الذي نسعى للوصول إليه.

-معرفة مراحل الألم والمتعة للوصول إلى هدفنا.

-التعود على مواجهة المشكلات التي تعيق وصولنا للهدف.

-مراجعة القيم والمبادئ الخاصة بالهدف.

-التخلص من كافة العادات السيئة التي تؤثر على الفرد.

-التعرف على نواحي القوة في الذات والتمسك بها، ونواحي الضعف في الذات ومحاولة علاجها والتخلص منها.

–التعلم من الأخطاء التي نقع بها لتفاديها.