الجيش الانكشاري هو في الأساس فرقة قوية في الجيش العثماني كان قد جرى تكوينها على يد السلطان العثماني أورخان بن عثمان ، حيث كانت بداية تكوين تلك الفرقة من الجنود على أساس فكرة من السلطان أورخان حيث قامت فكرته على أساس تربية الأطفال والغلمان المشردين والأيتام من النصارى والذين تم تركهم بسبب الحروب والفتوحات الإسلامية في داخل المدن أو حتى من الأتراك الأصليين والذين فضل أهلهم تنشئتهم النشأة العسكرية على مبادئ الجيش الانكشاري ، حيث أن السلطان رأى أن تستفيد منهم الدولة العثمانية في فتوحاتها ومعاركها وبالفعل تم تكوين الفرقة الانكشارية ، حيث كان حرص السلطان العثماني على تعليمهم الدين الإسلامي وتكبيرهم على أساس أن يكونوا مقاتلين أشداء ، حيث تم تدريبهم على حب القتال وفنون الفروسية والمهارات القتالية العالية والفصل فيما بينهم وبين أهلهم الأصليين وأن أبوهم الروحي هو السلطان فهم لا يدينون بالولاء إلا للسلطان فقط وبأن الحرب والمعارك هي الحرفة الأساسية لهم ، حيث كانوا يوضعون في معسكرات تدريبية خاصة بالجيش العثماني يتلقون فيها تعليمهم القتالي على يد أكفأ القادة العسكريين في الدولة العثمانية وأيضاً يتم خلالها زرع الولاء داخلهم للسلطان شخصياً ، حيث لا علاقة لهم بأي انتماءات أخرى سواء عرقية أو قبلية ، حيث كانت حياتهم هي حياة قاسية قتالية من الدرجة الأولى حيث التدريب العسكري الشاق والذي جعلهم يتمتعون بفنون قتالية عالية ومميزة وشرسة للغاية حيث كانوا لا يخرجون من تلك المعسكرات القتالية إلا بأمر السلطان نفسه حتى أصبحت تلك الفرقة من أقوى الفرق القتالية في الجيش العثماني.

إنجازات فرقة الانكشاريين إلى الدولة العثمانية

كانت قد أسست الفرقة الانكشارية كفرقة حرب جبارة يعتمد عليها الجيش العثماني في المعارك والحروب والفتوحات ، حيث حققت تلك الفرقة العديد من الانتصارات الجبارة والكبيرة في الكثير من المعارك والفتوحات ، حيث ساهمت بشكل كبير في توسيع رقعة الدولة العثمانية الجغرافية بشكل كبير وأبلت بلاء قتالياً شرساً وعنيفاً ضد أعداء الدولة العثمانية في الحروب والمعارك شهد له الجميع .

بداية نهاية فرقة الانكشاريين

ازدادت مع الوقت والانتصارات الامتداد الجغرافي للدولة العثمانية حيث وبعد كل تلك الفتوحات والغزوات خلدت إلى الراحة والتوقف عن ضم وفتح أراضي جديدة وأمتد تلك التوقف الحربى في إثارة السلبية إلى جيش الانكشارية فخلدوه للرفاهية والراحة وقاموه بالخروج من المعسكرات القتالية والحياة العسكرية القاسية إلى الحياة لمدنية المريحة وأخذ قادتهم يتدخلون مع مرور الوقت وكنتيجة لتوقف العمل العسكري في شئون الدولة سياسيا حيث أخذوا يتدخلون في الأمور السياسية الخاصة داخلياً بالحكم حتى وصل نفوذهم إلى درجة كبيرة ، حيث بلغت أن بعض من قادتهم قد قاموا بإرضاخ السلاطين وإجبارهم على قرارات معينة بل أن الأمر أخذ في الصعود إلى أن وصل إلى عزل السلاطين وتعيين آخرون بدلا منهم وذلك وفق أهوائهم السياسية إلى أن تصاعد نفوذهم بدرجة أكبر وصلت إلى قتل السلاطين إذا عصوا قراراتهم أو أوامرهم مثل السلطان مصطفى الأول والسلطان محمد الرابع وغيره من السلاطين العثمانيين بل أنهم في بعض المرات قاموا بإشعال الثورات ضد الدولة مثل قرارات منع الخمور ومنع التدخين بناء على أوامر سلطانية وكنتيجة لذلك ضعفت مهاراتهم القتالية واصبحوه مرفهين إذ أصبح وظيفتهم سياسية وليست قتالية إلا أن جاء السلطان محمود الثاني وقرر القضاء على جيش الانكشارية أو فرقة الانكشارية في الجيش العثماني ، حيث قام بتدبير خطة محكمة نفذت على مراحل ، حيث قام ببناء وتكوين فرقة عسكرية من الجنود المصريين وقام بإقحامهم في العديد من المعارك وحققوه بالفعل انتصارات كبيرة بعدد من المناطق مما اثر سلبيا على صورة الجنود الانكشاريين القتالية أمام الناس وتراجعت شعبيتهم بينهم فأزداد كرههم للسلطان العثماني محمود الثاني وبالفعل قرروا الانقلاب عليه وعصيانه بل وصل الأمر إلى إعلان الحرب عليه وقاموا واجتمعوا في ساحات في خارج إسطنبول استعداداً لقتال السلطان إلا أن السلطان محمود الثاني كان قد اعد العدة للقضاء عليهم نهائياً فخرج اليهم في جيش مكون من 60000 مقاتل وأعطى أوامره بضرب ودك الجنود الانكشاريين المعارضين بالمدافع الثقيلة فتم قتل الجنود الانكشاريين المعارضين وتم القضاء عليهم حيث قام السلطان العثماني بإصدار مرسوماً سلطانياً قضى بإلغاء الجيش الانكشاري أو الفرقة الانكشارية من الجيش العثماني إلى الأبد والتخلص من أي شيء يخصهم سواء كان مادياً أو معنويا ، هكذا كانت نهاية جيش الانكشارية بعد العديد من الانتصارات والفتوحات الإسلامية العظيمة .