اكتشاف قارات العالم لم يأتي من يوم وليلة ولكن جاء من بعد تمحيص من قبل المستكشفين الغرب للوصول إلى كافة الطرق لإكتشاف القارات ، فلكل مستكشف طريقه في البحث ، ليتركوا لنا النتيجة من وراء بحثهم وتنقيبهم ، فمستكشف مثل فاسكو داغاما هذا البرتغالي يعد من أهم المستكشفين البرتغاليين لما قام به من استكشافات مهمة.

مولده ونشأته:
– ولد فاسكو دا غاما في عام 1469 م في البرتغال ، كان والده إستفاو داغاما وهو حاكم ساينز في البرتغال من عائلة الأمير فرناندو سيد فرسان سانتياغو ، وكانت والدته فكانت من أصل إنجليزي ولها صلة قرابة بعائلة دايوغو دوق فيسبو ابن الملك إدوارد الأول من البرتغال وحاكم مديرية المسيح الحربية.
– بدأت حياة فاسكو دا غاما المهنية فور إختيار والده لفيادة حملة لفتح طرق بحرية إلى آسيا وذلك بسبب سيطرة المسلمين على طرق التجارة إلى الهند ودول الشرق الأخرى ولكن للأسف توفي والده قبل الشروع في هذه الرحلة ، فوافق فاسكو دا غاما على خوض هذه الرحلة بعد رفض أخوه باولو دا غاما القيام بها .
– يعد فاسكو دا غاما من أنجح مستكشفي البرتغال في عصر الاستكشاف الأوروبي ويعد أيضا أول من سافر من أوروبا إلى الهند عبر البحر .

رحلات فاسكو دا غاما :
1- الرحلة الأولى عام 1497 م :
تولى فاسكو داغاما قيادة رحلته الأولى بخروج أسطول مكون من أربع سفن ، فعبروا قرب شاطئ سمي ( ناتال ) نسبة إلى عيد الميلاد بالبرتغالية ليبدأوا طريق رحلتهم حتى استقروا على الشاطئ الشرقي لإفريقيا ، أو ما يعرف اليوم ب (موزبيق ) والتي كانت جزء من الشبكة التجارية في المحيط الهندي ، فحرص فاسكو دا غاما على أن لا يتخذ المسلمون منه موقفا عدائيا لكونهم مسيحين فتصنع الإسلام حتى قابل سلطان البلاد ولكنه لم يجد معه ما يليق بالسلطان من هدايا وعطايا الأمر الذي جعل السكان هناك يهاجموه حتى غادر فاسكو دا غاما ومن معه البلاد ولكنه انتقم منهم بقصفه لهذه المدينة بالمدافع– وتابع فاسكو دا غاما رحلته شمالا حتى أنهم أو من زاروا ميناء مومباسا من الأوروبيين ولكنهم قوبلوا بالسخط هناك ، ثم اتجهت الرحلة إلى ماليندي ولوحظ وجود التجار الهندوس هناك ، ثم وصلت الرحلة إلى الهند في عام 1498 م من بعد معاناة كبيرة خاصة من قبل التجار العرب هناك ولكن في النهاية استطاع فاسكو دا غاما أن يحصل على وثيقة تعطيهم حق التجارة في البلاد مقابل ترك جميع بضائعه هناك كضمان وأيضا ترك هناك بعض الرجال حتى يبدأو بتجارتهم .
– كوفي فاسكو دا غاما فور عودته إلى البرتغال لنجاحه في تنفيذ خطة دام تحضيررها ثمانية سنوات فقد قلد لقب أدميرال المحيط الهندي بالإضافة إلى منحه حقوقا إقطاعية في ساينز.
– أدرك البرتغاليون من بعد رحلة فاسكو دا غاما أهمي الشاطئ الشرقي من إفريقيا لمصالحهم بحيث أن الموانئ هناك كانت توفر لهم ما يحتاجون من الماء والزاد والأخشاب المستخدمة في إصلاح سفنهم.

الرحلة الثانية عام 1502 م :
– قام فاسكو دا غاما في هذه الرحلة بما لا يحمد عليه أبدا من قتل وتدمير للمسلمين ، فمن بعد معرفته بقتل التجار البرتغاليون هناك فأراد أن ينتقم من المسلمين ولكن بأسلوب وحشي حيث قام باإبحار مع عشرون سفينة حربية لتدعيم المصالح البرتغالية ، حيث قام في طريقة بإغراق سفينة كانت تحمل المسلمين إلى مكة للقيام بفريضة الحج ، وجمع أيضا الإتاوات من  ميناء كيلوا في شرق إفريقيا وعمل على قرصنة سفن التجارة العربية ثم حطم أسطولا من كاليكوت ، وقام بالعديد من الأفعال الإجرامية غير الإنسانية من قتل وسفك للدماء وتقطيع أشلاء المسلمين وإلقاءها في البحر مما جعلت المدينة تعرض عليه تسهيلات تجارية مقابل السلام والصلح.
– عند عودته من هذه الرحلة لقب كونت فاديغويرا وأقطعت له الأراضي فيها. .

الرحلة الثالثة عام 1524 م :
من بعد شهرة فاسكو دا غاما وقيامه بحل كافة المعوقات والمشكلات التي تواجهه في طريق رحلاته أرسل مرة ثالثة إلى الهند بهدف استبدال إدواردو دي مينيزس لأنه لم يتمتع بالكفاءة المطلوبة ليقوم على أملاك البرتغال ، ولكن جاءت الرياح هذه المرة بما لا تشتهي السفن حيث توفي فاسكو دا غاما بعد وصوله إلى كاليكوت بفترة قصيرة.

آثاره :
– أطلق اسم فاسكو دا غاما على مدينة فاسكو دا غاما في ولاية غوا الهندية كما أطلق أيضا اسمه على عدة أندية كرة قدم برازيلية ، وأيضا نادي رياضي في ولاية غوا الهندية .
– جاء اسم فاسكو دا غاما ضمن أكثر الشخصيات تأثيرا في التاريخ حيث جاء ترتيبه المركز السادس والثمانين.
أدرك البرتغاليون بعد رحلته الأولى أهمية الشاطئ الشرقي لإفريقيا ووجود مركز محمية عليه.

وفاته :
توفي فاسكو دا غاما بعد شروعه للقيام برحلته الثالثة إلى الهند في عام 1524 م ، بعد وصوله إلى كاليكوت بفترة قصيرة ، دفن جثمان فاسكو دا غاما في كنيسة القديس فرانسيس في مدينة كوتشي الهندية ، وفي عام 159 م جمعت بقاياه وأرسلت إلى البرتغال حيث دفنت في فاديغوبرا في قبر كبير