تم إستقبال قرابة الثلاثون سفيرا و قنصلا بالحارة المكاوية ممثلين الدول المعتمدة داخل المملكة ولقد إسترجعت الندوة التاريخ الدبلوماسي للمملكة و إنطلاقه من جوار الحرم وأقيمت هذه الندوة بتشريف كل من مدير عام فرع وزارة الخارجية بمكة المكرمة ، السفير محمد أحمد الطيب وهو مندوب المملكة الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي ، السفير السابق بوزارة الخارجية الدكتور عادل النوفل  ، و السفير عبدالله العالم مساعد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ، و الدكتور أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة ، الإعلامي ماجد المفضلي و الشيخ عادل أمين حافظ وغيرهم من صفوة المجتمع السعودي .

بدايات العمل الدبلوماسي بمكة المكرمة

و لقد تناولت الندوة بدايات العمل الدبلوماسي بمكة المكرمة حيث إستشهد الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي السفير عبدالله عالم سيرته الحياتية والطفولية كنموذج مصغر للحياة بمكة المكرمة في ذلك الوقت ، مشيرا إلى أنه عاش طفولته بجوار الحرم المكي الشريف و إرتبط به و إستمد منه السكينة و التعاليم الإسلامية الصحيحة ، الأمر الذي أثر في شخصيته و ظهر علي معظم أعماله في مسيرته الحافلة ، و أكد الأمبن العام المساعد علي القيادة المكاوية في مجال التعليم حيث أنشأت و أفتتحت بها أول مدرسة في الجزيرة العربية و هي المدرسة الصولتية وتوالى بعدها إفتتاح المدارس الحكومية.

إرتباط المجتمع المكي بالحرم الشريف وما يميزه

أوضح السفير محمد أحمد الطيب في كلمته مدى الإرتباط الوثيق بين المجتمع المكى و الحرم الشريف فبينما بدأت حضارات بالنهوض علي جوانب الأنهار نشأت الحضارة المكية في أرض صحراوية لا زرع فيها ولا ماء و بعد ذلك تبدلت لتصبح مهوى أفئدة البشر ، و أضاف الطيب أن ما يمتاز به المجتمع المكي عن سائر المجتمعات هو تنوع الثقافات و الأعراق فمنذ آلاف السنين توافد البشر عليها من مختلف أنحاء الأرض ، و لقد مكث البعض منهم بجوار الحرم الشريف ،  و بذلك إمتزجت الحضارات والثقافات المختلفة خاصة بعد أن توحدوا تحت راية واحدة وهي راية الإسلام ، و أضاف الطيب أيضا في حديثه أن نبينا الخاتم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام رسخ مبادئ التفاضل بالتقوى والتي تقود إلى العمل الصالح ، و أن الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله عندما تسلم مقاليد الحكم بالبلاد عمل على تدعيم هذه المبادئ بين أبناء المجتمع السعودي .

تاريخ الدبلوماسية السعودية

أكد السفير السابق بوزارة الخارجية الدكتور عادل النوفل أنه منذ إعتماد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله إتفاقية جدة ، أسس بحكمته الإدارية مؤسسة للشئون الخارجية بمكة المكرمة ، و منها بدأ العمل الدبلوماسي و إنطلق إلى مملكة الحجاز و سلطنة نجد ، و تبادلت الرسائل الدبلوماسية بين القناصل المختلفة  ، و أضاف قائلا أن معظم الإتفاقيات التي أبرمها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله كان تصاغ وتراجع بمكة حتى إنتقلت إلى جدة ثم بعد ذلك الرياض .

الإعتزاز والفخر بالتراث

أظهر المهندس عمرو الحافظ نائبا عن شركة أركان الراعي الرسمي للمهرجان مشاعر الحفاوة بتشريف الحضور من السفراء والقناصل لمهرجان الحارة المكاوية  و الذي يهتم بالتراث الرائع لمكة المكرمة وثقافاتها وحضارتها المميزة في الماضي والحاضر مؤكدا على رؤية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الذي دأب على تأصيل الهوية العربية الإسلامية بمكة في مختلف المجالات و توجه بالشكر والعرفان لإمارة مكة المكرمة و للأمين العام للعاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار لتسهيلهم الصعاب من أجل إقامة المهرجان المكاوي .

مشاركة المملكة الأردنية بالإحتفال

أكد القنصل ماجد القطاونة قنصل المملكة الأردنية في كلمته  على عراقة و أصالة المكان وتأثيره في العديد من المجالات و أوضح أيضا أن الجميع يشعر بالإعتزاز في حضرة التراث والتاريخ العبق الأصيل .

الشخصية المكية

وأكد الشيخ أحمد الغامدي الكاتب ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة سابقا على أن الحارة المكية أثرت وصنعت شخصية الرجل المكي الشهم ، مشيرا إلى أنها تعتبر دافعا قويا للشباب في الوقت الحالي ليتعرفوا على تراث آبائهم وأجدادهم العظام و تظهر لنا ما كان قديما و كيف كانت الحياة بسيطة و كيفية تحولها إلى الحياة المدنية ، و هذا دليلا على أن الإنسان قابل للتطور ، و وجه الشكرالخاص للشيخ عادل حافظ على هذه الفكرة الرائعة .