المسلمين في كوسوفو

هي إحدى الدول المسلمة التي يصل عدد المسلمين فيها الى مايقرب من خمسة وتسعين في المائة من إجمالي عدد سكانها، وهي تنتمي لدول البلقان المنطقة التي سميت بهذا الإسم نسبا الى سلسلة جبال البلقان الواقعة في المنطقة الجنوبية الشرقية للقارة الأوروبية، والتي تحمل في معناها (الجبال المنحدرة المغطاة بالنباتات)، وبالرغم من كونها منطقة حضارية ذات الثقافات المتعددة إلا إنها تلقى العديد من الصراعات لتقسيمها مما جعلها تفقد الإستقرار والإتحاد حال معظم الدول الأوروبية الكبيرة، وظلت كسوفو لفترات طويلة تحت حكم دولة صربيا حتى حصلت على إستقلالها في السابع عشر من فبراير لعام 2008 ميلاديا وتم الإعتراف بها جزئيا من قبل مائة وثمانية دولة، بينما كل من روسيا وصربيا يعتبرون من أشد المعارضين لحصولها على الإستقلال بالرغم من إعتراف أربعة وخمسين دولة من دول الأمم المتحدة كونها دولة مستقلة، ويتصف علم الدولة باللون الأزرق الذي يوجد في وسطة رسم يوضح الشكل الحدودي للدولة ويعلوها ست نجوم.

أين تقع كوسوفو

…تقع كوسوفو في قارة أوروبا تحديدا في الجهة الجنوبية الشرقية منها ضمن دول البلقان المكونة من دولة (بلغاريا، والبوسنة، والهرسك، وألبانيا، والجبل الأسود، واليونان، ومقدونيا، وكوسوفو)، حيث تأتي مقدونيا من الجهة الجنوبية الشرقية لها، وصربيا من الجهة الشمالية الشرقية، والجبل الأسود من الجهة الشمالية الغربية، بينما تأتي ألبانيا من الجهة الجنوبية، كما تعتبر كوسوفو من الدول الحبيسة التي لا تطل على سواحل مائية، ويصل عدد سكانها الى حوالي إثنين وربع مليون نسمة من أعراق مختلفة وترجع أصولهم الى إثنين وتسعين في المائة من الألبانيين، وخمسة في المائة من الصرب، والباقي أقليات مختلفة، وقد تسبب إختلاف الأعراق الى تعدد ثقافتها، وتبلغ مساحتها الى مايقرب من إحدى عشر ألف كيلومتر مربع، ويرجع أسم كوسوفو الى الكلمة الصربية (كوس) والتي تحمل معنى الطائر الأسود، أما عن الإسم القديم قبل الحرب العالمية الأولى عندما كانت تحت السيطرة العثمانية فكانوا يطلقون عليها (ولاية قوصوة)، كما يتحدث سكانها خمس لغات وهم الرومانية والغوارنية والتركية والصربية بينما الأكثر إستخداما والتي تعد اللغة الرسمية هي الألبانية والتي يأتي إستخدامها بنسبة ثلاثة وتسعين في المائة، وأهم مايميز سكانها إعتناق أكثر من خمسة وتسعين في المائة منهم الدين الإسلامي الذي جاء في عهد الحكم العثمانى خلال القرن الخامس عشر، أما عن العاصمة (بريشتينا) فقد لعبت دورا كبيرا في تأسيس أول جامعة إسلامية فيها في عام 1992 ميلاديا وجدير بالذكر وجود ثمان مائة مسجد في كوسوفو بالإضافة الى مائة أخرين تحت الإنشاء في الوقت الراهن من بينهم أكبر مسجد في منطقة البلقان بأثرها والذي شرف على الإنتهاء.

نظام الحكم في كوسوفو

… منذ السابع عشر من فبراير لعام 2008 ميلاديا أصبحت كوسوفو جمهورية ديمقراطية برلمانية ولها رئيس منتخب، كما تتميز بتعدد الأحزاب الذين دائما ما يتفقون على قرار واحد لصالح البلاد، أما بالنسبة للسلطة التنفيذية فيرئسها كل من رئيس الوزراء ونائبة مع الوزراء، أما الهيئة القضائية فهي مستقلة وتتكون من (المحكمة العليا، والمحاكم الجزئية ، والمحكمة الدستورية ، ومؤسسة النيابة العامة)، كما يوجد الحكومات المحلية وبعض من المؤسسات المستقلة التي يحددها كل من الدستور والقانون،أما بالنسبة للشرطة المدنية فقد تم إنشائها لأول مرة في عام 1999 ميلاديا.

مناخ كوسوفو

…يتصف مناخ كوسوفو بإختلاف درجات الحرارة على مدار العام حيث تصل درجات الحرارة في موسم الصيف الى ثلاثين درجة مئوية وفي فصل الشتاء الى عشر درجات، مما جعل الصيف يتصف بالحرارة مع برودة الشتاء التي تصل في بعض الأحيان لتساقط الثلوج.

اقتصاد كوسوفو

… يتصف الإقتصاد في كوسوفو بإنخفاض كبير في الإنتاج المحلي مما جعل الحكومة تعتمد في إيرادتها على( فرض الرسوم الجمركية والضرائب الإستهلاكية بالإضافة الى الضرائب المباشرة) بنسبة أربعةعشر في المائة، وهذا ناتج عن عدم الإسغلال السليم لكل من مواردها الطبيعية والبشرية كما ينبغي، و تعتبر العملة الرسمية لدولة كوسوفو (اليورو) الأوروبي.

السياحة في كوسوفو

….بدأ الإهتمام بالسياحة في كوسوفو في الفترات الأخير حتى أصبحت وجهه مشرفة لإستقبال أي عدد من السائحين، وتلعب العاصمة (بريشتينا) دورا كبيرا في ذلك المجال لما وصلت إلية من إحترافية في الهندسة المعمارية التي يغلب عليها الثقافة الإسلامية، بالإضافة إلى المقاهي الثقافية مع الإهتمام من قبل الجهات المعنية بتوفير سبل الراحة من وسائل مواصلات وتمهيد الطرق مع وجود الخدمات الترفيهية من متنزهات وأسواق، أما إذا أردت أن تشاهد بعض الأماكن الأثرية فعليك بالذهاب إلى مدينة (بيرزرن) التي يظهر في الأبنية القديمة التي يرجع تاريخها الى العصور الوسطى، كما يوجد بها أربعة أديرة صنفت من قبل منظمة اليونسكو بإنها أحد مواقع التراث العالمي، بالإضافة الى المساجد التي تبهر أي شخص يشاهدها من جمال فن المعمار الإسلامي، وأهم ما يميز أهلها إتباعهم تعاليم الدين الإسلامي السمحة الذي كان سببا لتعلق الزائرين بها لما رأوه من كرم ضيافة وحسن المقابلة.

مدينة جاكوفا

لا تقل تلك المدينة أهمية عن العاصمة لما تحتوية من أجمل الأماكن الممتعة للسائحين الأجانب ومن أهمها البحيرات الصناعية التي لقيت إهتماما كبيرا مما أدى لتنظيم الرحلات إليها خصوصا في الأوقات الليلية التي يظهر فيها جمال البحيرات بشكل أكبر لما تعكسة من إضائة الأنوار المحيطة بها، كما يوجد بها أكبر البازارات التي تم إعادة بنائها حديثا وكانت سببا في ترويج السياحة وتنشيطها من جديد، كما يوجد بها بعض الأبنية التي ترجع للعهد العثماني مثل تكية الشيخ أمين التي تحتوي على مسجد الأضرحة وأماكن للصلاة ومنازل سكنية.