عبد الملك إبن مروان هو واحد من أعظم ، و أبرز الخلفاء في تاريخ الخلافة الاموية ، و الإسلامية وكانت قد امتدت فترة حكمه من عام ( 26 هـ ) ، و حتى عام ( 86 هـ ) ، حيث شهدت الخلافة الإسلامية الأموية في عهده الكثير من الازدهار ، و التقدم ، و الرقي حيث تقدمت العلوم والمعارف والثقافة بشكل عالي جداً ، و متزايد للغاية ، و أصبحت دمشق عاصمة الخلافة الأموية هي تلك المنارة للثقافة ، و المعارف والعلوم الإنسانية ، و التي كان يقصدها كل طالبي العلم ، والمعرفة من شتى أنحاء العالم وكان قد تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعد أن قتل والده الخليفة مروان بن الحكم وهو يعده المؤرخون المؤسس الثاني للخلافة الإسلامية الأموية ، وذلك راجعاً لما شهدته الخلافة الإسلامية الأموية في عهده من تقدم وازدهار ، وولد الخليفة عبد الملك بن مروان في السنة ( 26 هـ ) في المدينة المنورة ، حيث كان قد نشأ وترعرع بها ، و درس العلوم الشرعية الإسلامية بها إلا أن كان انتقاله إلى عاصمة الخلافة الأموية دمشق ليستكمل دراسته للعلوم الإسلامية بها ، حيث قد تتلمذ عبد الملك بن مروان على يد شيوخها وعلمائها الكبار فأصبح تلك الشخصية المستنيرة والحازمة والقيادية .

تولي عبد الملك بن مروان الخلافة

كان قد تسلم عبد الملك بن مروان مقاليد الحكم في الخلافة الأموية في سنة ( 65 هــ )  بعد مقتل أبيه ، حيث كانت تلك الفترة في حياة الخلافة الأموية هي فترة شديدة الصعوبة والحساسية ، و الفتن والصراعات السياسية ، حيث كانت الخلافة منقسمة إلى خلافتان حيث كانت مصر وبلاد الشام واقعتان تحت حكم الخلافة الأموية بينما كانتا العراق والحجاز تحت حكم عبد الله بن الزبير إلى أن قام عبد الملك بن مروان بتولية الحجاج بن يوسف الثقفي قيادة الجيوش وقتال خصوم الدولة الأموية ، حيث كان قد عرف عن الحجاج بن يوسف الثقفى دمويته الشديدة و ولائه الكبير للخلافة الأموية ، ولكن على الرغم من حدوث العديد من المجازر أو الصراعات الدموية في حق المعارضين للخلافة الأموية إلا أن عبد الملك بن مروان قد أستطاع تحقيق العديد من الفتوحات والانتصارات الإسلامية الكبيرة حيث تمكن من فتح بلاد المغرب و مدعش و أرمينيا و عمورة وأنطاكية علاوة على استطاعة عبد الملك بن مروان على عبور العديد من الأزمات ، و الصراعات السياسية والحفاظ على الدولة الأموية .

أهم إنجازات الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان

يوجد العديد من الإنجازات للخليفة عبد الملك بن مروان أثناء فترة خلافته و منها :-

أولاً :- قيامه بتعريب الدواوين : – أي جعل اللغة المستخدمة في المراسلات والمكاتبات المختلفة هي اللغة العربية لأول مرة .

ثانياً :- مواصلته للعديد من الفتوحات الإسلامية .

ثالثاً :- تم في عهده تنقيط المصحف الشريف لتكون قراءته أسهل و أيسر بكثير وبالأخص في تلك البلدان المنضمة إلى الإسلام حديثاً ومن غير العرب .

رابعاً :– حصل العلماء والفقهاء في عهده على التقدير والرعاية الكبيرة .

خامساً :- في عهده أصبحت العملة الإسلامية الدينار الأموي .

سادساً :- توسع أعمال تشييد المساجد الإسلامية الكبيرة مثل مسجد قبلة الصخرة .

سابعاً :- انتعاش وقوة الاقتصاد الإسلامي .

ثامناً :- القضاء على العديد من الخلافات السياسية والفتن التي كانت تموج بها الدولة الإسلامية وقتها والتي كانت تعمل على تقسيمها وأضعافها .

كيف كانت وفاة الخليفة الأموي (عبد الملك بن مروان)

كان قد توفى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في الموافق الخامس عشر من شهر شوال ، و ذلك في السنة السادسة والثمانين من الهجرة حيث كانت وفاة عبد الملك بن مروان في مدينة دمشق عاصمة الخلافة الأموية وعن عمر يناهز الستون عاماً وقد حكى عنه أنه عندما جاءته سكرات الموت طلب من الحاضرين أن يقومون برفعه وذلك حتى يستطيع أن يشتم الهواء لأخر مرة ، حيث جاءت كلمته الشهيرة يا دنيا ما أطيبك أن طويلك لقصير و أن كثيرك لحقير و أن كنا بك لفي غرور وبعد أن بدأ في الاحتضار بكى نجله الوليد بن عبد الملك بكاءاً شديداً فوجه له كلماته التي طالبه فيها بأن يظل رجلاً ذا بأس وشجاعة في القتال ، و أن يعمل دائماً على لم شمل إخوته ، و أن يظلون دائماً مناراً للمعروف و للخير .