أرسى الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الدعائم التعليمية بالمملكة العربية السعودية منذ بداية تأسيسها حيث أدرك سموه أهمية التعليم في نهضة و إزدهار الأمم والعبور بها من نفق الجهل المظلم إلى حرية النور و الأمل و التقدم و الإزدهار ولذا بذل سموه كل جهده من أجل تأسيس نظاما تعليميا بالمملكة حيث شجع و دعم كل من أراد نشر التعليم بالمملكة ، حيث كانت البداية بإنشاء المدرسة الصولتية على يد الشيخ محمد رحمة الله خليل العثماني و التي تعد من أقدم المدارس النظامية بشبه الجزيرة العربية وليست الأقدم في المملكة العربية السعودية فحسب .

نبذة عن نشأة المدرسة الصولتية

تم تأسيس هذه المدرسة على يد الشيخ محمد رحمه الله خليل العثماني الذي حضر إلى مكة المكرمة عام 1274هجريا من بلاد الهند ، و صرح له بالتدريس في الحرم المكي ، و لم تكن توجد هناك آنذاك مدرسة منهجية في مكة المكرمة فعمد على تأسيس أول مدرسة على نفقته الخاصة و بمفرده بالمسجد الحرام ، إلا أنه وجود مدرسة في محيط الحرم لايؤدي الغرض المراد من تأسيسها و ذلك من حيث تنظيم أعمال الدراسة كما كان يريد الشيخ محمد رحمة الله و ذلك مقارنة بمدارس الهند الإسلامية وغير ذلك من المدارس الإسلامية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت في بعض البلدان العربية ، و حيث تبرع أحد أمراء الهند الذين هاجروا ورابطوا في مكة المكرمة بجزء من بيته ، حيث إنتقلت مدرسة الشيخ رحمة الله إلى هذه الدار و بدأت نواة مدرسة مستقلة على نهج جديد ، و تقدم للإلتحاق عدد كبير من الطلبة من أبناء مكة المكرمة حتى ضاقت المدرسة و أصبحت لا تستوعب الطلاب فرجع الشيخ محمد رحمة الله مرة أخري ونقل تقريبا نصف طلابه إلى المسجد الحرام ، وإنتشرت أخبار هذه المدرسة الجديدة وسمعت عنها إمرأة ثرية من الهند تدعى  (صولت النساء ) كانت قد قدمت في موسم الحج و بعد أن إستشارت الشيخ محمد رحمة الله تبرعت ببناء مدرسة ، حيث شيدت المدرسة في حي الخندريسة بحارة الباب بجوار المسجد الحرام وذلك في عام 1290هجريا ، و إنتقل إليها الطلاب و تم نقل مدرسة الشيخ رحمة الله إلى هذه البناية الجديدة ، و تخليداً لذكرى هذه المرأة و إعترافا بصنيعها أطلق المؤسس إسم الصولتية على هذه المدرسة .

الهدف من إنشاء المدرسة

في بداية الأمر كان الهدف من بناء المدرسة هو نشر التعاليم الدينية وتدريس اللغة العربية لزرع الفضيلة و مكارم الأخلاق في نفوس الصغار ، ولكن بعد مرور الوقت تم إضافة مواد علمية أخري للدراسة مثل علم الرياضيات .

مكتبة المدرسة

كأي مدرسة كان لابد من تواجد مكتبة علمية للقراءة والبحث ، ولذا فقد بدأت بمجوعة من مكتبة الشيخ رحمة الله  وتضمنت مجموعة من الكتب القديمة النادرة والمخطوطات التي تعتبر في وقتنا الحالي أثرية ، و يحضر إليها الطلبة في غير أوقات الدراسة وحيث يقدمون على الكتب العلمية  للقراءة و الاستعارة ، ويوجد أيضاً بالقسم الثانوي مكتبة صغيرة بها مجموعة من الكتب وهي مخصصة لطلاب القسم للإطلاع .

فروع المدرسة وخريجوها

أدار الشيخ رحمة الله المدرسة الصولتية لمدة ستة عشر عاما ، أنشأ في خلالها ثلاثة فروع للمدرسة الصولتية بكل من محلة أجياد ، و المسفلة ، و الهجلة و جميعهم بمكة المكرمة ، وتخرج من المدرسة الصولتية العديد من الشيوخ والعلماء ومنهم الشيخ عبدالحق قارئ ، الشيخ عبدالخالق البنغالي ، الشيخ حسين خياط ، الشيخ محمد على زينل وجميعهم قاموا بإنشاء مدارس أهليه للتعليم على غرار معلمهم الشيخ رحمة الله ومنها المدرسة الفخرية ، مدرسة دار الفائزين ، المدرسة الخيرية ، مدرسة الفلاح .

و ختاما… في كل بلدة في كل دولة تجد من يتبنى الفكرة ولكنه قد لا يجد الدعم بطريقة مباشرة فلا يجب أن نيأس ونستسلم لليأس بل يجب أن نقف صامدون و أن نحارب الظروف من أجل الوصول للهدف و ليكن الشيخ محمد رحمة الله عبرة وعظة للجميع تبنى فكرة وواجهته العوائق و بفضل الله و إصراره وعزيمته إستطاع أن يؤسس المدرسة الصولتية ومن بعدها تفرعت و تعددت .