كانت للبرامكة مكانة عالية في الدولة العباسية ، فقد كان يحي بن خالد البرمكي مسؤلا عن تربيتة الخليفة هارون الرشيد ، و هو الذي حافظ على حقه في ولاية العهد . كما أرضعت زوجت يحي بن خالد البرمكي الخليفة هارون . و كان الفضل بن يحي البرمكي أخ لهارون الرشيد من الرضاعة ، و هو الذي وكله هارون فيما بعد بتربية ابنه الأمين بن هارون الرشيد .

أسباب معركة البرامكة
تكاثرت الأقاويل عن أسباب هذه النكبة التي فاجئت الجميع ، و التي وصفها المؤحون بصراع ” العرب و العجم ” ، و من أهم الأسباب التي تم ذكرها ما يلي :

في حين تأييد البرامكة لهارون الرشيد و سعيهم في عقده البيعه لأبنه الأمين ، اختلفت الموازين و شعروا بأنهم أساءوا الاختيار ، و خاصة بعد زيادة نفوذ أمه زبيدة التي كانت تسخط على البرامكه ، و على ما صاروا إليه من نفوذ . و قام البرامكة حينها باستغلال نفوذهم و قربهم الشديد من الخليفة هارون الرشيد ، و بعد مضي ثماني سنوات من بيعة هارون الأولى لأبنه الأمين ، استطاعوا بالفعل إقناعه أن يعقد البيعة لأبنه الأكبر عبد الله المأمون ، و خاصة أن أمه فارسية . و بعد أربعة أعوام قام الرشيد بعقد البيعة لأبنه القاسم الذي لقب بالمؤتمن ، من بعد أخويه .

و ذكر ابن خلدون أن أسباب انقلاب الخليفة هارون الرشيد على البرامكة ، هو استبدادهم على الدولة ، و احتجافهم أموال الجباية ، حتى كان الخليفة يطلب اليسير من الأموال فلا يصل إليه ، و التدخل في أمور الدولة و الحكم بغير حق.

و ذكرت أيضا بعد كتب التاريخ ، أنه من أحد أسباب معركة البرامكة علاقة بين العباسة أخت هارون ، و جعفر بن يحي البرمكي الذي كان في منزلة أخ للرشيد و خليله في المجالس .

كيف قضى هارون الرشيد على البرامكة ؟
بعد محاولة البرامكة في إفشاء الفتنة بين الأخوين ، و التدخل في أمور الدولة بغير حق ، و بعد نجاح الوشايات و الدسائس في تشويه صورة البرامكة عند الخليفة ، بدأت الأمور تسلك طريقا جديدا . فيقال أنه أمر كاتبه بكتابة رسائل إلى جميع ولاته ، أمرهم فيها بقطع رؤس كل البرامكة و إرسال جميع أموالهم إلى بيت مال المسلمين ، و إلحاق كل بيوتهم و قصورهم ببيت المال . و أمر بضرب رأس جعفر بن يحي أيضا في تلك الليلة .

كما أمر بإدخال يحي بن خالد البرمكي ، و أبناءه الفضل و محمد و موسى ، السجن . و أمر بضرب رؤسهم في الصباح و معهم ألف برمكي .