يوجد حول العالم عدد من التقاويم المتبعة لتصنيف الشهور والأيام على مدار العام، ويعتبر التقويم الميلادي المنسوب إلى ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام، هو أشهر تلك التقاويم، وتعتبر أسماء الشهور الميلادية من المسميات الغريبة على مواطني المنطقة العربية نظرًا لأنها ليست ألفاظ عربية مفهومة المعنى، وفي المقابل توجد السنة الهجرية التي بدأها العرب في عهد عمر بن الخطاب، ونوضح الفرق بينهما فيما يلي :

الفرق بين السنة الميلادية والسنة الهجرية
أولا : السنة الهجرية
1- لقد بدأ العرب والمسلمون تحديدًا استعمال التقويم الهجري بعد وفاة الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وكان ذلك في عهد عمر بن الخطاب أمير المؤمنين والخليفة الثاني للمؤمنين رضي الله عنه، وكان قد اتخذ يوم هجرة الرسول إلى مكة بداية لهذا التقويم.

2- تعتبر السنة الهجرية من التقاويم الهامة وذات المكانات المقدسة لدى المسلمين، لا سيَّما بعض الأشهر المقدسة فيها كشهر رمضان المبارك، وشهر ذي الحجة، وفيهما طقوس هامة ومن أركان الإسلام كالصوم والحج.

3- هناك فرق كبير بين السنة الميلادية والسنة الهجرية من حيث تحديد أول السنة وأوائل الشهور، وفي السنة الهجرية يتم الاعتماد على رؤية الهلال للتعرف على بداية كل شهر هجري، ولذلك يطلق عليها أيضا اسم السنة القمرية.

4- في الماضي وقبل دخول الإسلام وبدء التقويم الهجري، كان العرب يعتمدون بشكل كبير على الشهور القمرية، وظل الحال كذلك حتى بعد البعثة النبوية، وكان العرب يقسمون السنة أيضا إلى 12 شهرا وكانوا يسمونها بنفس الأسماء، إلا انهم لم تكن لديهم طريقة واضحة لاحتساب السنين وكانوا يكتفون فقط بتحديد السنين عبر ربطها بأحداث هامة وقعت فيها، كما قالوا عام الفيل عن العام الذي جاء فيه أبرهة الحبشي يهدم الكعبة بفيله.

تتميز السنة الهجرية بأن بدايات ونهايات شهورها غير ثابتة لكنها تتغير وفق رصد الهلال من عدمه، وكذا تختلف من دولة لأخرى ولذلك نجد الكثير من الدول الغسلامية تختلف فيما بينها في مواعيد الصوم على سبيل المثال، بينما السنة الميلادية ورغم أنها تعتد على دوران الارض حول الشمس وحول نفسها إلا أن عدد أيام الشهور ثابتة في معظمها ومعلومة للجميع، ولكن قد تتغير من آن لآخر وفق حسابات دقيقة معلومة مسبقا ولا تتطلب دراسات أو رصد للفضاء والأجرام وغيره.

ثانيا : السنة الميلادية
1- السنة الميلادية هي التي تعتمد أو تُنْسَب إلى يوم وتاريخ مولد نبي الله عيسى عليه السلام، والذي يحتفل به المسيحيون كل عام في مشارق الأرض ومغاربها، وتختلف مواعيد الاحتفال حسب نوع الكنيسة أرثوذكس أو كاثوليك أو بروتستانت.

2- السنة الميلادية تعتمد في تحديد بداياتها ونهاياتها  ودايات ونهايات شهورها على الشمي وليس على القمر؛ وذلك لأن الكرة الارضية تحتاج أن تدور دورة كاملة حول الشمس لكي يمر عام كامل، وكذلك تحتاج أن تدور حول نفسها مرة كاملة ليمر يوم واحد.

3- تتكون السنة الميلادية من عدد 12 شهرا كاملا، وتبدأ في شهر يناير وتنتهي في شهر ديسمبر من كل عام.

4- جميعنا يعلم عن الفصول الاربعة وهي الشتاء والربيع والصيف والخريف، وتلك الفصول يتحدد معرفة بدايات ونهايات وكذا تغير مناخ وظروف كل منهم وفق السنة الميلادية؛ لأن السنة الميلادية تتعلق بالشمس، وكذلك السنة الفصول الأربعة لها علاقة مباشرة بحرارة الشمس ودوران الأرض حولها.

5- يعتبر التقويم الميلادي هو التقويم الأكثر شيوعا حول العالم؛ حيث أن عدد مستخدميه يقدر بأكثر من ثلاثة أرباع سكان الأرض وأكثر من ذلك بكثير نظرًا لدقته، بينما التاريخ الهجري فيعتمد عليه المسلمون فقط وغيرهم ممن يعيشون في دول عربية مسلمة تطبق هذا التاريخ.