منذ أن بدأ يوسف بن تاشفين ، في بناء دولة المرابطين المغربية ، كان يهدف إلى وضع قواعد راسخة لدولته ، و مد سلطانه من الشمال إلى الجنوب ، و قد كان له عدد كبير من الصولات و الجولات ، و قد اشتبك مع الشمال في العديد من المعارك ، من أجل مد رقعة الدولة الإسلامية .

خلفية موقعة اقليش
– كانت من أشهر المعارك التي قادها يوسف بن تاشفين ، و عرف عنها أنها كانت ذروة سلطان المرابطين في الأندلس ، و قد تمكن فيها المرابطين من الانتصار ، و الغريب في الأمر أن المؤرخين اللذين كانوا يميلون للدولة الإسلامية ، لم يعطوا تلك المعركة القدر الذي تستحقه .

– كانت مدينة اقليش مدينة رائعة ذات حصن مهيب ، و كانت تقع في ثغر الأندلس تحديدا في ولاية طليطلة ، و قد بناها الفتح بن موسى بن ذي النون ، و بنا بها بيته و مقر حكمه ، و قد كان بها أحد المساجد الرائعة ، و الذي يحكي عن جمال العمارة الإسلامية .

– بعد احتداد الصدام بين دولة المرابطين و النصارى الأسبان ، و محاولة فرض كل منهم السيطرة ، على منطقة تعرف بالجزيرة الخضراء ، قام الأسبان بالاستعداد من أجل مواجهة ، جيش المرابطين فقد كانوا يغيرون ، على الدول الإسلامية مما جعل الأمر يبدو ، أكثر سوءا في منطقة شبه الجزيرة الأيبيرية ، و التي تعرف بالأندلس .

– بعدها شعر قائد المرابطين بالخوف ، من تلك الفوضى التي حاولوا أن يبثوها هناك .
– قام بعمل وصية مفادها تولية ابنه الحكم من بعده ، و تمت البيعة و بالفعل توفى ، و تولى ابنه الحكم و لم يختلف عن اتجاه أبيه ، و تطلعاته و لكنه قد احتد النزاع بينه و بين أخيه ، الذي رغب في البيعة مما أدى إلى إنقلاب أخيه عليه .

عهد الأمير علي بن تاشفين
– بعد موت يوسف بن تاشفين ، احتدت الغارات التي كان الأسبان يشنوها على الأندلس .
– بعد ذلك تم تعيين المعتمد بن عباد ملك ، على اشبيلية و لكن ولائه كان للاسبان النصارى ، فقد قام بإرسال ابنته التي عرفت باسم زايدة لأمير الاسبان ، لتكون عشيقة غير شرعية له ، على أن يتمكن من الأستيلاء على جزء من طليطلة .

– اختلف المؤرخين حول شخصية زايدة ، و التي قد استنصرت فيما بعد ، حتى أنهم قد اختلفوا في حقيقة نسبها ، من المعتمد بن عباد .

أحداث موقعة اقليش
– بعد أن عرف المسلمون بتلك الخسائر ، التي حدثت لهم شعروا بالخوف تجاه الاسبان ، و بدأوا في مواجهتهم و قد تمكن الجيش المسلم العربي ، من دخول قلعة اقليش عنوة بعدها تمكنوا ، من فتح عدد من الأراضي الأندلسية ، و التي كانت تحت أمرتهم و منها قوتقة و وبذة و غيرها .

– يذكر بعض المؤرخين أن نصر المسلمين لم يتحقق في هذه المعركة ، إلا بعض خسارتهم خسارة فادحة ، و الدليل على ذلك عدم قدرتهم على الاستمرارية ، في التوغل في طليطلة .

– و يرى نفس المؤرخين أن هذا النصر قد اختلف طعمه نتيجة لهذه الخسارة ، فعلى الرغم من قدرة المسلمين على الانتصار ، إلا أن خسارتهم كانت أكبر .

– هذا إلى جانب أن البعض الآخر من المؤرخين يرى عكس هذه النظرية ، فأن كانت خسارتهم فادحة على حد قولهم ، فكيف كان لهم التوغل في ستة مدن و القدرة على فتحها .

– أما عن رأي أحد المؤرخين المسلمين فقد كان يرى أن هذه المعركة ، كانت من أكبر المعارك التي وقعت بين جيش المرابطين المغربي و النصارى ، و أنها كانت نصرا عسكريا محققا حتى أنه اسماها زلاقة ثانية.