رسالة نقفور ملك الروم إلى هارون الرشيد، كانت السبب في شن هجوم شديد من جيش المسلمين على الإمبراطورية البيزنطية نتيجة للهجة الشديدة التي حوتها الرسالة ورفض ملك الروم لدفع الجزية، ومطالبة هارون الرشيد باستعادة أموال الجزية التي سبق وأن دفعتها الإمبراطورة السابقة إيريني وإلا فالسيف ، فما كان من هارون الرشيد إلا أن رد على الرسالة رد القادة الأبطال وتوعده بالفعل لا بالكلام، وبالفعل شن هارون الرشيدي عدة حملات عسكرية بقيادته وبقيادة ابنه حتى استطاع حصار نقفور، الذي سارع بطلب المفاوضات والموافقة على دفع الجزية مرة أخرى.

الخليفة هارون الرشيد والتي كان نتيجتها دفع الجزية لخليفة المسلمين، مما جعل رجال الدولة يقومون باتخاذ هذا القرار وهو عزل إيريني وتوكيل مهام السلطة للملك نقفور  [802 – 811] الذي أحكم قبضته على الدولة في بداية توليه الحكم، إلا أن المؤرخون انتقدوا فترة حكمه نتيجة للسياسات والإجراءات التي اتخذها بالإمبراطورية والتي عملت على زيادة حدة الإضطرابات بها.

رسالة نقفور إمبراطور الروم إلى خليفة المسلمين هارون الرشيدي
بمجرد استلام الملك نقفور حكم الإمبراطورية قرر تغيير كافة السياسات التي كانت تعمل من خلالها الإمبراطورة إيريني، وكانت أول قرارته بالدولة عدم دفع الجزية لخليفة المسلمين هارون الرشيدي وأرسل رسالة شديدة اللهجة إليه يبلغه فيها هذا القرار مع التهديد في حالة عدم إرجاع كل ما دفعته الإمبراطورة إيرين من أموال فسوف يأتيه بالسيف جزاءً على رفضه، وكان نص الرسالة كالتالي :

من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب ..
أما بعد: فإن الملكة إيريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الرّخ، وأقامت  نفسها مقام البيدق، فَحَمَلت إليك مِنْ أموالها ما كنت خليقًا بحمل مثله إليها وذلك لضعف النساء وحُمقِهنّ، فإذا قرأت كتابي فأردد ما وصل إليك مِن أموالها وافتدي نفسك …. وإلا فالسيف.

رد الخليفة هارون الرشيد على رسالة نقفور
وصلت الرسالة إلى خليفة المسلمين التي ما إن فتحها حتى تغيرت معالم وجهه وظهر عليه الغضب الشديد، حتى أن كل من كان بمجلسه خرج على الفور يتقي شره، ودعى هارون الرشيد رجاله أن يأتوه بإدواة، حتى يكتب رده إلى نقفور على ظهر رسالته وكتب فيها ما يلي :

بسم الله الرحمن الرحيم
من هارون الرشيد  أمير المؤمنين، إلى نقفور كلب الروم:
قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه!

ثم أمر هارون الرشيدي جيوش المسلمين للاستعداد للحرب لتلقين هذا الكافر درسًا لن ينساه طوال حياته، وبالفعل شنت جيوش المسلمين هجومًا على كابودكيا، وحاصروها واستطاعوا تحرير ما يقرب من 300 أسير عربي بيد البيزنطيين ولم يتوقف المسلمون عند هذا الحد بل غنها كانت البداية.

الخليفة هارون الرشيد يلقن نقفور درسًا
وفي عام 803م، أعد هارون الرشيد جيشًا جرارًا بقيادته، وشن هجومًا ضاريًا على الأناضول حتى استطاع حصار حصن هرقلة المنيع، ولكن نقفور لم يستطع التصدي لهذه الهجمات مما جعله يرسل إلى هارون بطلب لعقد المفاوضات، والتي كان نهايتها وقف جميع الأعمال الحربية والموافقة على دفع الجزية.