حمورابي هو سادس ملوك دولة بابل القديمة ، و تعتبر قوانين حمورابي من أقدم الشرائع التي عرفتها البشرية حتى الأن ، تاريخها يرجع إلى عام 1790 ق.م ، و هي من أقدم الأشياء التي وصلت إلينا من بلاد أشور ، و هناك عدد من المخطوطات التاريخية منهم مخطوطة أشنونا ، و مخطوطة أرونامو و مخطوطة لبت إشتار ، و لكن تبقى تشريعات حمورابي هي أول تشريعات عرفتها البشرية.

ما هي شريعة حمورابي ؟
شريعة حمورابي هي مجموعة من القوانين و العقوبات ، قام بوضعها بهدف الحفاظ على كافة ممتلكات الدولة و الأفراد ، و حماية حقوق المرأة و الأطفال و العبيد ، و الحد من جرائم السرقة و الجرائم التي تتعلق بالزراعة أو رعي الأغنام، و قد حدد عدد من الطبقات لمن ينتهك هذه القوانين كما أنه قد أوضح أن هذه الأنتهاكات ، لا تقبل الخطأ أو الأعتذار .

تفاصيل قوانين حمورابي
كان كافة ملوك الدولة البابلية في ذلك الوقت يزعمون أنهم من سلالة الآلهة ، و أنهم يحملون في شخوصهم الذات الإلاهية إلا أن حمورابي ، لم يفعل ذلك ، و لكنه وصف نفسه بأنه خليل الآلهة ، و قد ظهرت المخطوطات التي حملت قوانين حمورابي تحمل صورته و هو أمام عرش آله الشمس .

أما عن البنود التي حملتها المخطوطة ، فقد رقمت ب 282 بند إلا أن هناك عدد من البنود قد تم فقدها ، و قد ظهرت هذه المخطوطة على عمود طويل يصل ارتفاعه إلى 2.5 متر ، و قد تم نحته على حجر البازلت ، و قد تم اكتشاف هذا العمود في سوسا المعروفة حاليا بخوزستان ، و قد كان ذلك في عام 1909 ميلاديا ، و تم نقلها إلى إيران على يد أحد ملوك العيلاميين ، و قد تم نقلها في 12 ق.م .

أما عن مكان هذا العمود الآن فهو موضوع في متحف اللوفر في باريس .
الحجر مرسوم عليه من الأعلى الملك حمورابي و هو يتحدث إلى آله الشمس ، و موجود تحت حمورابي كاتب يقوم بتسجيل القوانين ، و قد كان هدفه من هذا الرسم البسيط توضيح أن هذه الشريعة مستقاه من السماء ، و أنها ليست شريعة بشرية .

كما أنه حين أراد كتابتها على ذلك الحجر البازلتي كان يهدف إلى أن تستمر هذه القوانين ، و تبقي مدي الحياة ، و قد قام بوضعها في وسط مدينة بابل ، و كان الغرض من ذلك أن يراها الجميع و لا يكون هناك عذر لأي فرد .

يرى بعض الباحثين أن حمورابي كانت دولته بعد أن بعث سيدنا إبراهيم برسالته ، بحوالي 300 سنة ، لذا استخدم حمورابي لفظ خليل الآلهة ، كما أن هذه الشريعة ليست من كتابته ، كما أدعى بل أنها من صحف النبي إبراهيم عليه السلام ، و لذلك عند مقارنة قوانين حمورابي بالتوراه ، سنجد أن هناك تشابه كبير بينهما .

الفرق بين قوانين حمورابي و شريعة سيدنا موسى
– حسب المصادر التاريخية فإن سيدنا موسي ولد بعد حكم حمورابي بحوالي 400 سنة ، و مع ذلك فإن شريعة سيدنا موسى بها العديد من الأجزاء أو البنود التي تتطابق مع قوانين حمورابي ، و قوانين أخرى تختلف معها ، و قد زعم العبرانيين أن هذا التطابق يرجع إلى أن شريعة سيدنا موسى مستقاه من حمورابي مع بعض التغييرات في السياق.

– إحتوت شريعة موسى عليه السلام ، على عدد كبير من الأحكام ، و منها على مرتكب جريمة القتل.
– أما تشريعات حمورابي تضمنت عدد كبير من القوانين التي تم وضعها بهدف تنظيم الحياة داخل المدن ، و بعض الأحكام على مرتكبي الجرائم.

بعض التشابه بين قوانين حمورابي و شريعة سيدنا موسى
البند الثامن من قانون حمورابي نص على أنه عند سرقة شئ ، فإن كان هذا الشئ المسروق ملكا للملك أو الآلهة فعلى السارق دفع 30 مثل لهذا الشئ المسروق ، أما إذا كانت ملكا لمسكين فعليه أن يدفع 10 أمثال ، أما عن نص القانون في التوراه إذا سرق أحد شاه و قام بذبحه ، فعليه أن يعوض صاحب الشاه المسروقة بخمسة بدلا منها .