تتسع البيئة مع نمو الإنسان واتساع خيراته وتشعب متطلباته وبذلك تشعب وتصنف معها البيئة إلى بيئات متعددة كالبيئة الصحية والاجتماعية والصناعية والثقافية والزراعية والروحية والسياسية .

تعريف البيئة

قد أقرت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة عام 1967م تعريف البروفسور سي ويك لبيئة الإنسان على أنها ذلك الجزء من العالم الذي يؤثر فيه ويتكيف منه ، وعرف آخرون بأنها كل العالم المحيط بنا من الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والغذاء الذي نأكله والأرض التي نمشي عليها وكل الأشياء الحياتية الأخرى ، وعرف أخر البيئة بأنها ما يحيط بالإنسان من تأثيرات فيزيائية وكيميائية وإحيائية بجانب التأثيرات الاجتماعية والتي لها تأثير واضح على صحة الإنسان والنشاط الاجتماعي له .

إذن فالبيئة كل ما يحيط بالإنسان ومن هنا جاء اهتمام العلماء والباحثين بموضوع تلوث البيئة إلا أن هذا الاهتمام لم يصاحبه زيادة فهم وشكل مصادر وأصل التلوث ولا تأثيراته أو طرق السيطرة عليه ، وتعتبر مشكلة إنتاج الفضلات والتخلص منها سواء غازية أو صلبة أو سائلة من المشاكل التي تتداخل .

تلوث البيئة

تظل مستويات السيطرة على التلوث والأدوات المستخدمة للحد منه غير مجدية ، فالتلوث من المشاكل الكبيرة التي يواجهها الإنسان في العصر الحالي وأخطرها ، وللتلوث مصادر ومكونات عديدة منتشرة في البيئة وعدم مراقبتها ومتابعتها تؤدي إلى تفشي التلوث بنطاق واسع ويعتبر تلوث الهواء من أخطر أنواع التلوث والذي للأسف الشديد بلغ أشده في السنوات الأخيرة بسبب المخالفات النووية والإشعاعية وكذلك خطورة تلوث المياه بسبب النفايات الزراعية .

ولذلك يعد التلوث من أخطر المشاكل التي يواجهها الإنسان المعاصر لا بل أخطرها ، والتلوث هو التغير الحاصل في الخواص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للهواء أو التربة أو الماء ويترتب عليه ضررًا بحياة الإنسان في مجال نشاطه اليومي والصناعي والزراعي مسببًا الضرر والتلف لمصادر البيئة الطبيعية .

وقيل أن التلوث البيئي هي التغيرات غير المرغوبة التي تحصل في محيطنا أهمها التي تنتج من نشاطات الإنسان ومن خلال التأثيرات المباشرة وغير المباشرة في تغير شكل الطاقة ومستويات الإشعاع والبيئة الكيميائية والطبيعية للكائن الحي وهذه التغيرات سوف تؤثر بصورة مباشرة في الإنسان .

طرائق تلوث الهواء في البيئة

تلوث الهواء من الظواهر التي يتعرض لها الغلاف الجوي بسبب وجود جسيمات مادية أو مواد كيميائية أو  مركبات ببيولوجية وتتسبب في حدوث ضرر بصحة الإنسان ، ومن الطرائق التي يؤثر فيها تلوث الهواء على البيئة ، الضباب الدخاني ، وظاهرة الدفينة ، والمطر الحمضي واستنزاف الأوزون .

الضباب الدخاني

وهو خليط من الدخان والضباب المتكون فوق المدن والمناطق الصناعية في بعض الأحيان يُطلق عليه اسم ضبخان  وتعني ضباب دخان وهو أحد أشهر أنواع تلوث الهواء ، وسببه الانبعاثات الناتجة عن المصانع وعوادم السيارات وخاصة وأكاسيد النيتروجين والملوثات الهيدروكربونية ، والتي عند انبعاثها تتحول بفضل أشعة الشمس إلى ملوثات مؤكسدة ويكون لون الهواء بني وله رائحة غير محببة بعض المدن مثل القاهرة ولندن ولوس أنجلوس تعاني من الضباب الدخاني الخطير جدًا ، ويؤثر الضباب الدخاني على الصحة العامة مسببًا مشاكل التنفس لدى الصغار والكبار كما أنه يضر بالقصبة الهوائية ويسبب قصور الرئة وضيق التنفس .

ظاهرة الدفينة

من الظواهر العالمية المعروفة باسم الاحتباس الحراري وهي ظاهرة تحدث نتيجة للاحتفاظ بما ينبعث في الكرة الأرضية من غازات بسبب ارتفاع درج حرارة الأرض ومن الغازات التي تلعب دورًا في هذه الظاهرة غاز بخار الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الأوزون وغاز الميثان وغاز الكلوروفلوروكوبرون ولهذه الظاهرة أثرها المباشر على الغلاف الجوي للكرة الأرضية حيث يرتفع درجة حرارته نتيجة للإفراط في معدل الغازات وظهرت تلك الظاهرة بالتزامن مع الثورة الصناعية وقام العالم السويدي سفانتي أرينيوس بابتكار مصطلح الاحتباس الحراري عام 1896م .

المطر الحمضي

وهو هطول الأمطار ذات درجة حموضة ورقم هيدروجيني بـ 5.3 بسبب انبعاث ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النتيروجين من النشاط البشري ومن الممكن أن يهطل المطر على هيئة ثلوج أو ضباب وتستقر الجزيئات على الأرض كما أن له قدرة تأثير سلبية على الأوساط التي تتأثر وتتفاعل مع الأحماض ويكون تأثيرة على المسطحات المائية ، ومن أسباب تكوينه النشاطات البشرية مثل احتراق الوقود والدخان المنبعث من السيارات والمصانع ومحطات توليد الطاقة ، وتأثير البراكين المنفجرة التي تطلق مواد كيميائية مختلفة ، والمواد الكيميائية المنبعثة من تعفن النبات .

استنزاف الأوزون 

طبقة الأوزون هي التي تحافظ على الكائنات الحية والأرض من أشع الشمس الضارة وهي من الظواهر التي تسبب الاحترار العالمي ، والأوزون غاز عديم اللون موجود في طبقة الستراتوسفير  ومن أسباب تدمير طبقة الأوزون زيادة مستوى مستوى غازات الكلور والبروم في طبقة الستراتوسفير ، وأيضًا بسبب مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية والمركبات العضوية المتطايرة ، وتضر تلك الظاهرة بالإنسان فتسبب سرطان الجلد وضرر العين وشيخوخة الجلد .