لا يوجد دراسات تخلو من المفاهيم والمصطلحات، وحتى نتجنب الغموض وسوء الفهم، لابد أن يقوم الطالب بتعريف المفاهيم التي يتعامل معها أثناء دراسته إلى ثلاثة مستويات وهي التعريفات اللغوية والاصطلاحية والاجرائية، وهذا لعدة أسباب منها ما يلي.

اسباب التعرف على المفاهيم اللغوية المختلفة

– يقوم علماء اللغة بتسجيل التعريفات بالقرائن المختلفة وفقا للاستخدامات المتعددة، حيث أنهم يستخدمون العبارات أو الكلمات في العادة لتعريف المفاهيم التي يريدون تسجيلها، وذلك يعرف بالتعريف اللغوي أو التعريف الأساسي، ويكون ذلك التعريف له دلائل متعددة في الأغلب، ولا يمكن أن يعتمد عليه في إجراء الأبحاث العلمية.

– بما أنه لا يمكننا أن نعتمد على التعريف اللغوي في إجراء الأبحاث العلمية، فيجب أن نقوم بوضع دليل محدد له، وذلك ما يطلق عليه التعريف الاصطلاحي، ويكون ذلك التعريف كافي في تلك الدراسات التي تستخدم الأسلوب الكيفي، أما في الدراسات التي تتبع الأسلوب الكمي، فذلك التعريف غير كافي.

– عند القيام بإجراء الدراسات الكمية هناك حاجة إلى تعريف المفاهيم بشكل يجعل من السهل التعرف على أبعاده وقياسه بصورة محسوسة أو قريبة من ذلك، ومن الممكن أن يكون ذلك الشكل كلمات أو رسومات أو حركات، وذلك لأن المعنى الاصطلاحي هو شيء متواجد فقط في العقل ولا يمكننا قياسه، وذلك المفهوم المطلوب للباحث يعرف بالتعريف الإجرائي، وهو ذلك التعريف الذي يضيف إلى المفاهيم معنى محسوس، حيث أنه يجب أن يزودنا التعريف الإجرائي بالخطوات المحسوسة والمعايير المطلوبة لقياس المفاهيم موضوع الدراسة، حتى نتمكن من الحصول على الحقائق المؤكدة. و هناك عدد من نقاط الخلل التي تبرز عند مراجعة الأبحاث والرسائل العلمية المقدمة من الباحثين للحصول على درجات الماجيستير والدكتوراة والتي تتعلق بطريقة عرضهم للمفاهيم في موضوع تلك الرسالة.

نقاط الخلل في عرض التعريفات و المفاهيم الاجرائية و الاصطلاحية

– يقوم الباحث بعرض عدد من التعريفات للمفاهيم المطروحة دون نقدها أو مناقشتها.
– الاكتفاء بمعنى المفهوم الإصطلاحي ونسيان المعنى اللغوي له، أو التركيز على التعريف الإجرائي فقط، أو القيام بعرض المعنى اللغوي لعدد من المفاهيم ونسيان البعض الآخر.

– عدم إدراك الباحث للأسباب التي تستوجب شرح تلك المفاهيم بالمعنى اللغوي لها وكذلك الإصطلاحي والإجرائي.
– عرض الباحث للتعريفات الإجرائية للمفاهيم المتعددة في موضوع الدراسة، من الجانب الميداني أو النظري بدون إدراك حقيقة كون الدراسة النظرية تتوقف عند حد المعنى الاصطلاحي، في الوقت الذي يستلزم فيه الجانب الميداني تواجد التعريف الإجرائي.

المفهوم العلمي في البحث

يجب على الباحث أن يتبنى مفهوم إجرائي وآخر علمي في دراسته، كما يجب عليه أن يراعي ما يلي فيما يخص المفهوم العلمي:

– في بعض الأحيان؛ يطق على المفهوم العلمي، المفهوم النظري أو المجرد.
– إن تحديد المصطلح العلمي أو المفهوم العلمي أمر هام في الأبحاث العلمية، ويجب أن يكون تحديد ذلك الأمر واضح ودقيق.
– من الممكن أن يكون هناك أكثر من معنى للمفهوم الواحد، أو أنه يستخدم في مختلف العبارات بمعاني مختلفة، ومن الممكن أن يتغير المعنى الذي يعنيه المفهوم العلمي مع الوقت، فكلما تقدم العلم ظهر العديد من المفاهيم الفرعية التي تؤدي المعنى نفسه للتعريفات العامة، ليصبح هناك رغبة في الوصول لمعاني أدق للمفاهيم، وهذا هو المقصود من أن الباحث عليه أن يعرض عدد من التعريفات للمفهوم الوحد دون نقد أو مناقشة.

– يجب على الباحث عن تحديد المفهوم العلمي أن يبين الخصائص الوظيفية والبنائية للمفهوم، وتشير تلك الخصائص البنائية التي تشكل المفهوم، وكذلك التغيرات التي تصيب خواص تك المادة، أما الخصائص الوظيفية فتشير إلى وظيفة ذلك المفهوم. وحتى يتمكن الباحث من الوصول إلى تحديد المفهوم العلمي بدقة عليه أن يقوم بالتالي:

خطوات لازمة لدقة التعريفات الاصطلاحية

– يراجع التعريفات الحالية والسابقة للمفاهيم.
– الوصول إلى المعنى المتفق عليه في معظم التعريفات.
– أن يكون تعريف مبدئي يشمل المعني الذي أجمع عليه معظم التعريفات.
– أن يخضع ذلك التعريف الذي توصل له النقد بشكل واسع، والتعديل فيه حتى الاطمئنان من صلاحيته.
– التأكد من دقة ذلك المفهوم، وعموميته، وإيجازه وأنه يؤدي المعنى المحدد، ويقوم بالتعبير عن الفكرة المرتبطة به.

خطوات لازمة لدقة التعريفات الاجرائية

– يتفاوت التعريف الإجرائي من حيث درجة المصداقية في تمثيل التعريف المتواجد في الذهن.
– التعريف الإجرائي هو الذي يقوم بتحديد المفهوم من خلال استخدام المتبع في قياسه وملاحظته وتسجيله، حيث أن مفهوم الكاء الإجرائي هو الذي يقاس باختبارات الذكاء.

– المفاهيم الإجرائية غير مقيدة بالشروط الخاصة بالمفاهيم العلمية، ولكنها يجب أن تكون واضحة إلى أقصى حد لدى الباحث.
– لا يمكن تعريف الكثير من المفاهيم إجرائيا، حيث أن ذلك الأمر يتوقف على المقاييس العلمية وتقدمها.
– ترتبط الحاجة إلى المفاهيم الإجرائية بالدراسات الكمية.
– تنقسم التعريفات الإجرائية إلى قسمين؛ يتمثل القسم الأول في ترجمة المفاهيم إلى أشياء قابلة للقياس بالتدريج مثل اختبار الذكاء الذي يعد تعريف إجرائي لمفاهيم الذكاء، واختبارات التحصيل التي تعتبر تعريف إجرائي لدرجات التحصيل،كما أن التعريف الإجرائي للمركز الاجتماعي يكون بالمنصب والدرجة العلمية ونوع المهنة والدخل السنوي.