طاعون عمواس من أهم الأوبئة التي أصابت بلاد الشام ، و تعرض لها المسلمين في السنة الثامنة عشر من الهجرة ، و قضى على الكثير من المسلمين و الصحابة وقتها .

طاعون عمواس
– سمي بهذا الأسم لأنه بدأ في الانتشار من بلدة صغيرة فلسطينية بين بيت المقدس و الرملة تعرف بعمواس ، بعدها انتشر في بلاد الشام ، لذا نسب إليها ، و قد دك الاسرائيلين هذه المدينة في عام 1967 .

– كان هذا المرض سببا في وفاة عدد كبير من المسلمين في ذاك الوقت ، حيث أنه بلغ عدد المسلمين المتوفين به حوالي 25 ألف مسلم ، و قد كان من أبرز من لقوا حتفهم جراء الإصابة به ، القائد العظيم أبو عبيدة بن الجراح و الصحابي الجليل معاذ بن جبل و يزيد بن أبي سفيان و ضرار بن الأزور و جندل بن سهيل و سهيل بن عمرو و غيرهم الكثيرين من أهم و أشرف الصحابة ، و قد ترافق ذلك مع عام الرمادة الذي عرف بالقحط و قلة الموارد .

تنبؤ النبي به
يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تنبأ بهذا المرض العظيم ، و الذي قضى على عدد كبير من المسلمين  عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِىَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهْوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ ” اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا» “. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وقد قام بعض المفسرين بإسناد الموتان الذي تحدث عنهم رسول الله على هذان الحدثان الهامان الذين وقعا بعد موته ، و هم طاعون عمواس و عام الرمادة .

ذكر طاعون عمواس في التاريخ
عن لسان الطبري
كان من بين من تحدث عن هذا الحدث العظيم الامام الطبري ، و لكنه قال أن هذا الحدث لم يتم تحديده في أي عام ، و إنما من الأرجح أنه كان في السنة الثامنة عشر ، فأفنى الناس و كان سببا في وفاة عدد من خيرة الناس ، فقد قضى هذا السقم على عدد من الصحابة ، و ظل المسلمون يصلون حتى يرفع عنهم الله البلاء ، و كان من أشهر المواقف في ذلك الوقت تلك الخطبة التي القاها أبو عبيدة بن الجراح عندما اشتد به الألم .

عن لسان ابن كثير
كان من بين من تحدث عن طاعون عمواس ابن كثير ، الذي نعى موت الكثير من الصحابة بهذا السقم ، و يذكر أن المسلمين قد خرجوا في فسيح بلادهم ، يتضرعون إلى الله أن يرفع عنهم البلاء ، و قد كان هذا الوباء من أهم الأسباب التي أثرت على جيش المسلمين ، و زادت من طمع العدو فيهم ، حيث أنه أضعف من هممهم و أثر عليهم ، و بشكل خاص عندما مات بسببه عدد كبير من قاداتهم ، و يذكر أنهم من شدة آلامهم كانوا لا يستطيعون النداء للصلاة .

علاج الطاعون
بعدما انتشر هذا الوباء بين المسلمين و قضى عليهم بهذه الطريقة البشعة ، قام عمر بن الخطاب رضى الله عنه بالمكاتبة إلى عمرو بن العاص الذي كان يحكم وقتها مصر ، و طلب منه أن يساعد أهل المدن إلى الخروج إلى الجبال ، و قد قال له أن الطاعون لا ينتشر في الجبال ، و بالفعل تمكن بهذه الحيلة من القضاء على هذا المرض اللعين ، و الذي كان سببا في موت العديد من الصحابة