تعد مقهى “بوناشي ”  من أول وأقدم المقاهي الشعبية التي تم انشائها في دولة الكويت قديماً ، واخذت هذه المقهى شهرة كبيرة ، حتى أصبحت من أهم معالم دولة الكويت .حول نشأة مقهى بوناشي أول وأقدم مقهى شعبية في دولة الكويت، ومن قام بتأسيسها ، وأهم طقوس هذه المقهى ، كان لنا هذا التقرير

عائلة بوناشي

  بوناشي ؛  تعد من أشهر العوائل الكويتية القديمة ، كما تعد صاحبة أول وأقدم مقهى في دولة الكويت والذي يرجع تاريخها إلى عام  1780 م  ، والجدير بالذكر أن عائلة بوتاشي  يرجع أصولها إلى المملكة العربية السعودية وتحديداً من نجد وليس كما يدعي البعض أنهم من الأحساء ، كما تعد هذه العائلة من أولى رجالات الكويت الذين تخضرموا وعاصروا ما قبل النفط وما بعده ، فهم قاسوا  مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما ، استطاعوا ان يحققوا طموحاتهم من خلال الاجتهاد والعمل، كما استطاعوا أن يتدرجوا إلى أن حققوا ما كانوا يحلمون به أو بعضاً منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم وشخصياتهم، إلا أنهم مازالوا يشعرون بالحنين إلى الأيام الخوالي وإلى أيام الكويت القديمة ؛ والذين كانوا يطلقون عليها كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة والغنية.

حسين ناصر خليفة بن شريدة

يعد السيد حسين ناصر خليفة بن شريدة بوناشي هو من قام بإنشاء هذه المقهى في دولة الكويت قديماً ، وهو من مواليد 1926  وتحديداً في فريج بوناشي في الجهة الشرقية من سوق التجار بالقرب من حفرة بوناشي أو الغريب في الكويت  ، كما يقع منزله بالقرب من المقهى ، وهو من أسرة تنتمي إلى نجد ، والجدير بالذكر أن أغلب أهل الكويت كانوا يقيمون في هذه المناطق خلال تلك الفترة .

اول قهوة شعبية في الكويت

مقهى بوناشي في الكويت :  ويذكر أن إنشاء هذه المقهى قد ارتبط بتاريخ طويل مليء بالأحداث الهامة ، حيث تعد أول قهوة شعبية في الكويت ، وكانت تقع مقهى بوناشي في بداياتها عند مدخل ساحة المناخ وذلك في عهد الشيخ عبد الله بن صباح الأول والذي تولى الحكم في عام 1762 .

وخلال هذه الفترة وقعت معركة الرقة ، والذي أسسه نوخذة من أهل الشرق الملقب مبارك بوناشي ، هو لا ينتمي لأصحاب القهوة بل كان يقوم بصب القهوة فقط. وكانت هذه المقهى عبارة عن دجتين زلفة تبنى من الطين عند مدخل الباب أو مدخل المحل وتعرف بالمصطبة ، وبينهما كان يوجد ( كور)  وهي عبارة عن حفرة صغيرة مخصصة للفحم ودلة القهوة. وكان الحاكم يجلس في هذا المكان ويقوم بمدار البحث حول الشؤون الخاصة والعامة، وكانت القوافل تأتي بجمالها وبضائعها وتنوخ في هذا المناخ، وخاصة من الإحساء ونظر الحاكم إلى ولد والذي بلغ عمره 15 عام النشيط والكثير الحركة وسأله عن والده فحضر فطلب منه إبقاء ابنه في الكويت ليعمل في هذا المكان في صب القهوة وتوزيع الماء على الناس، بدلاً من أن يذهب ويعود قاطعاً المسافات الطويلة فوافق والده، كلما شاهده الرواد قال لهم الشيخ عبد الله انه ناشئ ويعمل مع مبارك بوناشي. ثم جاء من بعده شخص آخر من أهل نجد أيضا يدعى خليفة بن شريدة وصار هو الآخر يسمى بخليفة بوناشي ، ثم جاء بعد ذلك ناصر بن خليفة والذي استلم هذه المقهى وقام بتطويرها وادخل فيها الحليب والشاي، وبعض الأعشاب الاخرى.

الذكريات الكويتية

ومع تطوير الكويت وانتقلت هذه المقهى إلى السوق الداخلي وبعد هدمها، انتقلت مرة أخرى إلى ساحة الصفاة ، وبعد تجديد السوق الداخلي الحالي، قامت الحكومة بإعطاء هذه المقهى لعائلة بوناشي الحالية للحفاظ على التراث والذكريات الكويتية .