فتح أنطاكية على يد المسلمين كان إحدى المسائل الفاصلة و المصيرية في بدايات نشر الإسلام و تطورات التاريخ الإسلامي ، و ذلك لأن أنطاكية كانت من أفضل المدن التابعة للروم .

تفاصيل عن فتح أنطاكية
– تم فتح أنطاكية في الخامس من شعبان من عام 15 هجريا ، و قد فرح المسلمون بهذا الفتح فرحا كبيرا بعدما خطب عمر بن الخطاب في الناس مبشرهم بهذا الفتح العظيم ، و قد تم هذا الفتح بقيادة الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح .

– يعتبر الجميع معركة اليرموك إحدى النقاط الفاصلة ، في الصراع الذي دار أعوام بين كلا من المسلمين و الروم ، و قد كان من أهم الأسباب التي توضح أهمية هذه المعركة أنها أثبتت قوة جنود المسلمين ، و قدرتهم في القضاء على أقوى الجيوش وقتها ، هذا فضلا عن أن المعركة مثلت بوابة فتحت للمسلمين بلاد الروم بالكامل ، و مكنتهم من عرش ملك الروم .

بدايات فتح أنطاكية
– بدأت الأحداث عندما أمر عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وقتها بإرسال أبو عبيدة بن الجراح لفتح حمص ، تلك التي كانت مأوى للمنهزمين من الرومان ، و بالفعل قام بحصار المدينة ، و كان أمير الروم وقتها رجل شديد التجبر رفض تماما الصلح مع المسلمين ، و لذلك أصر على القتال و قد مثل هذا مجازفة بأهل حمص في هذا البرد الشديد الذي اتسم به المناخ وقتها .

– على الرغم من صعوبة المناخ في هذا الوقت إلا أن المسلمين قابلوا هذا ببأس شديد ، و ظلوا يكبروا حتى أخافوا أهل حمص ، فقرر أهل المدينة الصلح مع المسلمين و مخالفة الأمير ، و للأسف عندما علم أميرهم بهذا الأمر أمعن فيهم القتل و الذبح ، و عندما علم أبو عبيدة بن الجراح بالأمر أمر بدخول المدينة من أجل الدفاع عن أهل الذمة المتواجدين فيها .

– تمكن المسلمون وقتها من دخول المدينة و أنقذوا أهل الذمة ، و ذلك بعدما تم قتل ثلاثمائة منهم ، و في هذا الوقت كان أميرهم في الحصن على موقفه ، حتى أن علم بدخول المسلمين فخرج متخفيا من المدينة متجها إلى أنطاكية ، و في طريقه لأنطاكية قابل أخيه يوحنا ، و الذي كان راهب مسيحي ، فعندما أخبره بالأمر أمره بالتوقف عن قتال المسلمين و أعلن إسلامه ، فثار عليه و قتله ، و بعدها قابل راهب آخر علم بما حدث بينه و بين أخيه ، فألقى عليه بضع كلمات كانت سببا في هدايته و إسلامه هو الآخر ، وقتها عاد يوقنا أمير الروم إلى حمص و قابل أبا عبيدة ، و وعده بأن يساعده في فتح أنطاكية .

دخول أنطاكية
– بعد إسلام يوقنا دخل إلى أنطاكية التي كان يتواجد بها هرقل عظيم الروم ، وقتها كان هرقل على دراية بإسلام يوقنا ، و لكن يوقنا حاول إقناعه بأنه لم يسلم ، بل هي خدعة قام بها ليخدع المسلمين ، وقتها قام يوقنا بتحصين المدينة و إعداد المؤن ، و كان ذلك من أجل إتاحة الفرصة للمسلمين لفتح عدد من الحصون ، و منها قنسرين و قيسارية و غيرها .

– في هذا الوقت تمكن الرومان من إلقاء القبض على عدد كبير من المسلمين كأسرى ، و كان ذلك بفضل التعامل مع بعض الجواسيس من العرب الذين ينقلون حركات المسلمين مما أثار حزن المسلمين ، و هنا اتجه أبو عبيدة و خالد بن الوليد لمدينة أنطاكية و شددوا الحصار عليها ، و كان هرقل وقتها على دراية أكيدة بأن المسلمين سوف يتمكنوا من الاستيلاء على البلاد ، فخرج إلى بيت المقدس و منها إلى الروم .

– شدد أبو عبيدة الحصار حتى تمكن من الهجوم على المدينة و فتحها ، و الجدير بالذكر أن المدينة ظلت في أيدي المسلمين حتى الحملات الصليبية في عام 491 هجريا .