يعتبر التكفير احد الأشكال الغريبة التي ظهرت منذ العديد من السنين ، ولا شك أنها شكل غير مناسب لطبيعة أي مجتمع إسلامي ، ويمكننا تعريف “التكفير” بأنه إدعاء شخص أو أكثر عن خروج شخص معين من ملة الإسلام وإتباعه ما يغضب الله عز وجل وما يخالف تعاليم الشريعة وما يخالف أقاويل وتعاليم السنة النبوية الشريفة ، وبالرغم من قوة ذلك الإدعاء إلا وانه غير معترف به ، فلا يجوز أو يمكن لأي شخص التحدث عن تكفير شخص مهما كان ما يقوم به.

ما المقصود بالتكفير

أن لكل إنسان حرية الاختيار ما بين اعتناقه لديانة معينة أو لبقائه على نهج ديانته التي ولد ووجد نفسه عليها أو للخروج منها ، فمن يقوم بمعاقبة الناس وحسابهم هو الله سبحانه وتعالى ، فلا يجوز أن نقوم بتولية أنفسنا لمعاقبة الأشخاص أو القيام بالتشهير بهم من خلال التلفظ بكل تلك الإدعاءات المغرضة والتي تنفر الناس من شخص معين ، ولا شك أن ذلك التشهير والتنفير نهى عنه الإسلام وحرمه الله سبحانه وتعالى ، لما يتعرض له المشهر به من أذى.

ما الأسس المنهجية اللازمة لدراسة التكفير 

إذا أردنا أن نقوم بدراسة مسألة “التكفير” بشكل علمي فيمكننا تناول تقريران هامان وهما (تقرير كل ما يخص الاعتقاد – تقرير كل ما يخص المسائل العلمية) ، حيث يتم تحديد الدليل بالتفكير (القرآن الكريم – السنة النبوية – القياس – الإجماع) ، ويمكننا توضيح أركان ونقاط كلا من التقريران من خلال الآتي :

– ضرورة عمل بيان لحقيقة مسالة التكفير وحكمه بشكل مفصل ودقيق.

– عمل بيان يوضح ضوابط التكفير وقيوده (لتجنب الملابسة والإدعاء على أي شخص بكفره دون أي وجه حق).

– القيام بذكر كافة الشبهات التي تجعل الشخص محور لوضعه بخانة الكافر(الخارج عن الملة).

ما هي فوائد دراسة مسألة التكفير

لم يعد التكفير أمر طارئ ، بل انه قام بالانتشار بشكل كبير في كافة المجتمعات سواء كانت عربية أو غير ذلك ، ولذلك كانت مسألة دراسته والبحث في كل ما يتعلق به أمر واجب لا يمكن الإغفال عنه ، ولذلك يمكننا توضيح فوائد وأهمية دراسة مسالة التكفير من خلال الآتي :

– القيام بتصور مسألة “التكفير” والتعرف على آثرها في المجتمع سواء من إيجابيات أو سلبيات أو حتى لمعرفة الآراء ، بمعنى أن يتم عمل نظرة عامة شاملة عن وجودها في المجتمعات المختلفة.

– التعرف على كل قيود مسألة “التكفير” والإطلاع على كل ما يتبعها من أمور.

– التعرف على كافة النتائج الناتجة عن “التكفير” والتي تتمثل في آراء الأشخاص ورد فعل المجتمع والتغير الطارئ في حياة الشخص الذي يمر بتلك التجربة.

– استنتاج ومعرفة كل الشبهات التي توقع بالإنسان في تلك الدائرة الخطرة والتي تسمي ب “التكفير”.

اسباب التكفير في العصر الحالي 

هناك عدة أسباب كان من دورها انتشار فكرة التكفير أو الكفر بشكل عام في المجتمعات ، ويمكننا توضيح تلك الأسباب من خلال الآتي :

– السبب الأول هو “ضحالة العلم” والمقصود بضحالة العلم هو تدني مستوى العلوم التي يتم دراستها في مختلف المؤسسات العملية وبعدها عن الطابع الديني المقوم للإنسان ، حيث لم يعد التدريس والتعلم الديني ذات مستوى عالي كما كان في العصور السابقة ، حيث كان الدين هو أول المواد العلمية التي تبحر الناس والمتعلمين في دراسته على عكس ما يحدث الآن.

– السبب الثاني هو “خلط مفهومي الفر الأكبر بالكفر الأصغر” لقد حددت الأئمة أن هناك نوعين من الكفر وهما (الكفر بالنعم – الكفر بالله سبحاه وتعالى) ويعتبر الكفر بالنعم هو أشد خطرا من الكفر بالله ، حيث أن الإنسان حينها يجهل كل النعم والعطايا التي يعيش فيها ، مما يعتبر معاناته من مشكلة إدراك وفهم ، وهان يستوجب عمل تقويم كامل لذلك الإنسان ، حتى يستطيع عودة التدبر فيما توصل له من تفكير.

نهي الإسلام عن تكفير المسلمين

لقد نهى رسولنا الكريم والصحابة غن فكرة تفكير المسلمين إلا إذا قاموا بذلك جهرة ، حيث أن في ذلك لارتكاب خطأ ومعصية كبيرة ، كما أن القرآن الكريم نهي أيضا عن تكفير المسلمين ونجد ذلك من خلال قوله الكريم (يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا).