إن اكتشاف أمريكا يضم أحداث عديدة ومختلفة تصف قدوم أعراق وأجناس مختلفة إلى الأراضي الأمريكية وذلك بعد اكتشاف السكان الأصليون لتلك الأرض وإقامتهم بها، واستمرت رحلة اكتشاف الأرض المجهولة لعدة قرون على مر الزمان، وهي عباره عن ناتج أبحاث واكتشافات وانجازات البعثات التي تم إرسالها بغرض اكتشاف تلك البقعة .

ونتج عن ذلك الكم من الاكتشافات الاستعمار الأوروبي لقارة أمريكا الشمالية وقارة أمريكا الجنوبية، الأمر الذي وصل إلى اجتياح الفايكنج مستوطني آيسلندا إلى تلك الجزيرة التي تدعي جرين لاند في الفترة الأخيرة من القرن العاشر، فأقاموا عليها مستوطنات مختلفة واستمروا بالهجرة إليها حتى عام 1350م.

اكتشاف أمريكا

في 3 أغسطس لعام 1492م (898هـ) سافر كريستوفر كولومبوس يبحر لأول مرة بالمحيط الأطلسي بعدد يصل إلى ثلاث سفن تحمل 120 بحاراً يحملون علم أسبانيا، بدأت الرحلة منطلقة من بلدة تدعي بالوس ، بعد عدة محاولات من كريستوفر كولومبوس لإقناع المكين إيزابيلا وفرناندو بنجاح فكرة مشروعه الذي سيغير من مسار ومستقبل العالم .

وبالفعل فلقد وصل كريستوفر كولومبوس في 10 من تشرين الأول (أكتوبر) في نفس العام إلى جزر تسمى (جزر الأنتيل) والتي تقع في أمريكا الوسطى ، وبهذا الحدث الجال اعتقد كريستوفر كولومبوس إنه قد وصل إلى جزر آسيوية حديثة الإكتشاف قريبة من الهند، ولهذا السبب تم اطلاق اسم جزر الهند الغربية على تلك البقعة، واستمر الحال كما هو عليه حتى قام البحار الفلورنسي (أمريكو فسبوتشي) بالسفر إليها مرة أخري ليأتي ويعلن لأوروبا أن كريستوفر كولومبوس قام باكتشاف عالم أخر جديد، أطلق عليه فيما بعد مسمى (أمريكا).

تاريخ أمريكا

تاريخ أمريكا يبدأ بعد حرب الإستقلال بالعام 1783م، وقد نتج عن تلك الثورة الهائلة خروج أمريكا ببقعة جغرافية محددة بـ 13 ولاية مسكونة بقوة بشرية لا تتخطى عدد الأربع ملايين نسمة، تلك هي النواة التي بنت أمريكا بسرعة فائقة لتصبح أقوة وأعظم كيان في القوة والمال في غضون 150 سنة، وحتى الأن تحتفظ وتتمسك بتلك القوة التي تفوق أي دولة أخرى منذ خمسين عاماً.

تلك النواة انطلقت بها أمريكا متجة إلى المحيط الهادي، غير عابئة بمصالح الهنود الحمر أو السكان الأصليين لتلك الأرض، فسعت عام 1803م لشراء لويزيانا من فرنسا، واحتلت عام 1819م فلوريدا في إسبانيا، وأخذت بوضع اليد عام 1848م تكساس من المكسيك، وفي خلال فترة وجيزة من الوقت استطاعت أن تنتقل من مرحلة الدولة الصغيرة المبتدأة الكيان على السواحل التابعة للمحيط الأطلسي، إلى مرحلة الدولة القارية التي تفرض سيطرتها على المحيط الهادي والمحيط الأطلسي، وسعت لعقد اتحادا كونفدرالية قبل أن تتحول إلى كيان فيدرالي، ولقد ساعد القطار على بناء وقيام الدولة الكبيرة وهذا بسبب بساطة البنية الجغرافية للبقعة، بهذا فقد تشكلت الحدود الحالية واستقرت على هذا الوضع منذ 150 عام على الأقل.

أما عن دور الهنود الحمر الأمريكيين فهم عاشوا بالقارة الأمريكية منذ عام 8000 قبل الميلاد، وكانت لهم ثقافات خاصة بهم، فهم شعوب عدة منهم الفلاحون والصيادون، تختلف مهنهم وفق المكان الذي يعيشون فيه، لكن ذلك التاريخ الطويل للأسف لا يعتبر جزء من الكيان التاريخي للولايات المتحدة.

أصل كلمة العم سام

أصل كلمة العم سام يعود منذ القرن التاسع عشر في الحرب التي نشبت عام 1812 بالتحديد، فالاسم يعود أصله إلى جزار من السكان المحليين الأمريكيين ويدعى اسمه صموائيل ويلسون (Samuel Wilson)، كان لهذا الجزار دور مؤثر وفعال مع القوات الأمريكية المتواجدة بالقاعدة العسكرية التابعة لمدينة “تروي” التي تقع بأحد ولايات أمريكة الشهيرة “نيويورك”، حيث كان يقوم هذا الجزار بإمداد تلك القوات باللحم البقري .

وكان ذا قدرة فائقة على طباعة (US) والتي تعني الولايات المتحدة على البراميل بشكل محترف وبتقنية عالية ليؤكد على أنها ملك للدولة، ولهذا السبب تم إطلاق لقب العم سام على هذا الرجل، فحرف (U) هو اختصار لكلمة (uncle) وتعني بالعربية “عم”،و حرف (S) يعود إلى (Sam) وتعني بالعربية اسم “سام”، وبناء على هذا تم إطلاق اللقب (العم سام)، ولقد توفي ذلك الرجل بتاريخ 13/7/1854 م، عن عمر يقترب من ال 88 عاماً، ولقد تم دفنه بالمقابر التابعة لولاية نيويورك.

تم نشر الصورة الأولى للعم سام عام 1852م، فالشكل المتعارف عليه للعم سام هو كونه رجل ذو سترة زرقاء، وكبير في السن وذو شعر طويل مصاب بالشيب.

من أشهر الملصقات التي ذاع صيتها بقصة العم سام هو الملصق التابع للحرب العالمية الأولى، ففي خلال الحرب العالمية الأولى قام الرسام جايمس مونتجومري فلاج برسم ملصق يضم صورة العم سام وفكرته مستوحاة من ملصق بريطاني يحث الشباب للإنضمام بالتجنيد بالجيش، وصف الملصق يدور حول صورة للعم سام وهو يشير بيده وهو يقول تعليق ” WANT YOU FOR U.S. ARMY” وهذا يحمل معنى باللغة العربية (أريدك أن تقوم بالإنضمام إلى الجيش الأمريكي).