الملك الراحل سعود بن عبد العزيز كان ملك المملكة، من مواليد 12 يناير 1902 مدينة الكويت، وتوفي 23 فبراير 1969، أصبح الملك سعود بن عبد العزيز وريث العرش بعد وفاة شقيقه الأكبر  تركي (1900-1919)، والذي كان الابن الأكبر للملك عبد العزيز آل سعود، وكان تركي ولي عهد نجد من غزو والده الرياض في 15 يناير 1902، حتى وفاته خلال وباء الأنفلونزا عام 1919، وتم تغيير قانون الخلافة بعد وفاة تركي على الفور، بحيث أصبحت مملكة نجد، الأب هو الملك عبد العزيز ملك المملكة ١٨٧٦-١٩٥٣، والأم هي الأميرة وضاح بنت محمد بن برغش العريير من قبيلة بني خالد، وكان للملك سعود بن عبد العزيز آل سعود 53 ابنا و 56 بنات .

حياة الملك سعود بن عبدالعزيز

ولد سعود عام 1902 في الكويت، في منزل يقع في حي (سكة عنزة)، حيث كانت عائلة الأمير عبد الرحمن بن فيصل تقيم بعد نفيهم من الرياض، وبعد أن احتل والده عبد العزيز الرياض في عام 1902 تبعه سعود مع والدته وإخوانه، وعندما كان عمره خمس سنوات نقله والده إلى الشيخ عبد الرحمن المفرج حيث درس عدة مواد منها الشريعة والقرآن، وفي ذلك الوقت كان لديه الجدري لكن عبد العزيز جعل سعود يحضر الاجتماعات التي عقدها من أجل تعلم وتطوير المهارات السياسية، كما تعلم فن الرماية والمعادلة، علاوة على ذلك  كان سعود مقربا من والده لدرجة أنه عندما مات قال سعود “لقد فقدت أبي … وصديقي” .

كانت أول مهمة سياسية قام بها سعود كرئيس لوفد أرسله والده إلى قطر، وعندما كان في الثالثة عشرة من عمره قاد الحرب الأولى ضد حائل في عام 1921، وأصبح قائد القوات السعودية التي تقاتل في اليمن، بالإضافة إلى ذلك شارك سعود في ثماني حروب قبل أن يصل إلى العرش، وهم حرب الاستيلاء وحرب يابت، وتروبا والكوراس، وحائل والحجاز، المحمل والإخوان، وقبل أن يصبح ملكا تم تكليف سعود إلى جانب أخيه غير الشقيق فيصل بمسؤوليات كبيرة في إنشاء وإدارة أراضي ابن سعود، وبعد فترة وجيزة من التأسيس الرسمي للمملكة، أصبح وليا للعهد في 11 مايو عام 1933، متجاوزا إخوان والده، وفي 13 أكتوبر 1953 تم تعيين سعود كرئيس للوزراء، وفي نفس العام عندما توفي ابن سعود في عام 1953، وأصبح سعود ملكا .

حكم الملك سعود بن عبدالعزيز

خلال فترة حكمه كان مسؤولا عن إنشاء العديد من الوزارات الحكومية، وأيضا عن إنشاء جامعة الملك سعود (التي أعيدت تسميتها إلى جامعة الرياض بعد تنازل سعود، ثم أعيد إلى جامعة الملك سعود في ذكرى مرور 25 عام 1982) في الرياض، وكان لديه 53 ابنا و 56 بنتا، وكان حريصا على منح أبنائه السلطة ووضعهم في مناصب حكومية عليا، وهذا الأمر أزعج أشقائه غير الشقيقين الذين اعتقدوا أن أبناء سعود يفتقرون إلى الخبرة، وبدأوا يخشون أن يختار سعود ابنه ليخلفه، وكان معروفا أيضا بإنفاقه الفخم في تبديد أموال الدولة لعائلته وعلى القصور، وكل ذلك في وقت كانت السعودية لا تزال تكافح فيه اقتصاديا، وعلى الرغم من العلاقات الودية مع مصر في بداية حكمه من أجل معارضة الممالك الهاشمية في العراق والأردن .

السياسة القومية للملك سعود

كان الملك سعود قد أعلن لمجلس الوزراء الجديد في أول خطاب له بصفته الملك، على الرغم من أن عهد والده كان معروفا بالفتوحات العسكرية فقد كان يعتزم حكمه أن يكون “حربا على الفقر والجهل والمرض مع التطبيق العادل لإملاءات قوانين الشريعة الإسلامية على الجميع دون استثناء، وإنشاء جيش قوي ، ومن أجل مواجهة مسؤوليات هذا التحدي بشكل مناسب وتسهيل تنفيذ برنامجه بشكل واقعي، ضاعف عدد الوزارات في البداية إلى عشر وزارات بإضافة حقائب التعليم، الزراعة، الصحة، التجارة والصناعة، بالإضافة إلى مديريتين العمل و الإذاعة ومكتب التفتيش العام “في عام 1955 ، إلى وزارات الخارجية والمالية والداخلية والدفاع والاتصالات الحالية .

وفي عام 1953 كان القرار قد اتخذ بالفعل لنقل الوزارات ثم يقع في جدة إلى الرياض، وهي العاصمة الرسمية للبلاد، وقد دعا ذلك إلى إنشاء مباني جديدة مناسبة وتوفير سكن مناسب للعاملين، وكانت هذه نقطة إشعال لتحديث وتطوير الرياض، وتم تعيين شقيق سعود وولي العهد الأمير فيصل رئيس الوزراء مع احتفاظه بمحفظة وزير الخارجية السابق، وتم البدء بخطة مدتها خمس سنوات كما ورد في خطاب الملك سعود الأول لمجلس الوزراء ن 1954 .

موت الملك سعود بن عبدالعزيز

قبل يومين من وفاته كان قد شعر بالمرض وطلب طبيبه ” Filnger” من النمسا لفحصه، وفي صباح ذلك اليوم سار سعود على الشاطئ مع ابنته النزهة بالقرب من فندق كافوري حيث كان يقيم، ووصل طبيبه بعد وفاته في أثينا اليونان  في 23 فبراير 1969، وذلك بعد تعرضه لأزمة قلبية في نومه، وتم نقل جثته إلى مكة المكرمة ثم إلى الرياض حيث دفن في مقبرة العود .