مونتيسكيو هو شارل لوي دي سيكوندا ولد في عام 1689م، وهو فيلسوف فرنسي وصاحب نظرية فصل السلطات التي يتم اعتمادها في الأنظمة الحالية، وصاحب كتاب روح القانون الذي تأثرت به الثورة الفرنسية، والذي يوضح العلاقة بين القوانين والحكومة، كما يوضح العلاقة بين المناخ والقوانين والعادات المجتمعية والدين وأسلوب التجارة، وفي هذا المقال نتناول أهمية القانون عند مونتسيكو.
مؤلفات مونتسيكو
في عام 1721م نشر مونتسيكو كتابه الساخر “رسائل فارسية” والذي قام فيه بانتقاد المجتمع وأنظمة الحكم المتواجدة في أوروبا، وعمل هذا الكتاب على حصول مونتسيكو على شهرة واسعه كانت سببا في التحاقه في الأكاديمية الفرنسية للعلوم.
عام 1734م نشر كتابا يسمى “الملكية العالمية” والذي قام فيه بتقسيم الشعوب إلى شمالية وجنوبية حيث ادعى أن الفرق في المناخ هو السبب الرئيسي للاختلاف بين شعوب الشمال وشعوب الجنوب.
عام 1748م نشر مونتيسكيو كتابا يعتبر هو أهم كتاب قام بنشره وهو “روح القوانين” في جنيف في 31 جزءا فأصبح من أهم وأبرز المراجع في العلوم السياسية.
أفكار مونتسيكو
شرح في كتاب روح القوانين الفرق بين ثلاثة أنواع من أنظمة الحكم:
– الملكية: يرث الحاكم فيه السلطة.
– الديكتاتورية: يحكم الحاكم فيه وحده دون حدود قانونية ويثبّت حكمه بواسطة إرهاب المدنيين.
– الجمهورية: نظام يحكم فيه الشعب أو ممثلوه.
القانون عند مونتسيكو
كان مونتسيكو يهتم بالوضع السياسي وأنظمة الحكم في أوروبا، فكانت له فلسفته الخاصة بنظرية الحكم والتي أثارت جدلا واسعا، ولكنها في النهاية أصبحت هي المرجع القانوني في الكثير من دساتير العالم، فحتى الآن يعتمد قانون حقوق الإنسان والمواطن على نظريات مونتسيكو في القانون.
فقام مونتسيكو بنشر كتاب يسمى “روح القانون” وهو يوضح العلاقة بين القانون والحكومة، وبين العادات والمناخ والدين والتجارة وغيرها، فيعتبر الكتاب بحث اجتماعي عن العلاقات المتبادلة بين مكونات الحضارة، ففي كتاب مونتسيكو حدد طبيعة القوانين وذكر أنها تتأثر بمناخ البلاد وتربته، وأيضا بطبيعة الشعب واقتصاده وحكومته وعاداته، فالقوانين عند مونتسيكو هي العلاقة التي تنشأ بين الأفراد والمجتمعات، ولكنه يميز بين عدة أنواع من القوانين هي:
1- القانون الطبيعي، أو الحقوق الطبيعية لكل الناس بوصفهم مخلوقات لها عقل.
2- قانون الأمم الذي يحكم علاقاتها ببعض.
3- قوانين سياسية تحكم العلاقات بين الأفراد والدولة.
4- القانون المدني الذي يحكم علاقات الأفراد بعضهم ببعض.
فالقانون عند مونتسيكو يحدد على أساس طبيعة الأرض والمناخ، فلكل منطقة ودولة مناخ مختلف عن الأخرى وعليه يجب أن تختلف القوانين المتحكمة بها، ففي البلاد الباردة تجدا الناس نشطاء وأكثر حيوية، ولديهم ثقة بالنفس، مما يمنحهم شعورا بالتفوق، ولذلك ترى أن أهل الشمال تقل رذائلهم وتزداد فضائلهم عن أهل الجنوب.
أما في البلاد الحارة فالجسم يخسر الكثير من السوائل عند طريق العرق، والذي يجعله في حاجه ماسة طوال الوقت للتعويض حتى لا يتخثر الدم، وهذا ما لا يحدث في البلاد الباردة.
وفي البلاد الحارة تبلغ الفتيات سريعا، وأيضا يزول جمالهن سريعا، أن أنه تجد الفتيات هناك أصبحن جميلات في سن صغير، وقبل أن ينضج عقلها، ولكن عندما ينضج عقلها ويتقدم بها السن تكون قد فقدت جمالها، وهنا يرى أنه وهي جميلة وغير ناضجة تكون تابعة للرجل، وعندما تكون ناضجة وغير جميلة تكون أيضا تابعة للرجل، لذا في رؤيته يأتي منطق تعدد الزوجات.
لكن في البلاد الباردة يتأخر سن بلوغ الفتاة، فتنضج مع تطور جمالها، لذلك فهي دائما تكبر وتشيخ مع زوجها فلا تكون تابعة لها، فيصبح هنا مبدأ الزوجة الواحدة هو القاعدة، والمساواة بين الجنسين أمر واجب، لذلك تجد في الدول العربية والتي تتميز بمناخها الحار تعدد الزوجات، أما في البلاد الأوربية فيمنع الزواج بأكثر من امرأة واحدة، ففي البلاد العربية تتبع المرأة الرجل، أما في البلاد الأوروبية تجد المرأة تحصل على حقوقها مثل الرجل.
كما في قوانين مونتسيكو تجد أنه يرى أن حرارة الجو تعمل على أثارة الشهوات، لذلك يجب على المرأة إخفاء وجهها، ويمنع اختلاط الجنسين، أما في بلاد الشمال فهناك العواطف باردة، لذلك تجد الحب يتسلط على القلب، فتبيح للمرأة الحديث مع الرجل دون التفكير في أي أغراض جنسية.