تعرض قبر رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، للنبش أربعة مرات في التاريخ ، و قد كانت هذه المرات اثنان منهما على يد بعض النصارى ، و المرتين الاخرين كانوا على يد حاكم زنديق ادعى الربوبية ، و لكن الله سبحانه و تعالى قد استطاع حماية قبر رسوله الكريم ، من النبش .

المحاولة الأولى لنبش قبر الرسول
و قد كان صاحب هذا الاثم الحاكم العبيدي ، الذي يعرف باسم منصور بن نزار بن معد المصري الاسماعيلي ، الذي ادعى الربوبية فقد قال عنه الذهبي أنه كان شيطانا مريدا ، و كان عظيم المكر و كان جبار ، حتى أنه وصفه بأنه فرعون زمانه ، و كان يأمر بسب الصحابة رضوان الله عليهم ، و كان يكتب ذلك على أبواب المساجد ، و قد كتب عنه أيضا عدد كبير من العلماء ، و قيل أنه اشار عليه أحد أصحابه ، بنقل جثمان النبي الكريم و صاحبيه إلى مصر ، و كان هدفه منها شد رحال الناس ، إلى مصر فأعد مكانا فعلا و زينه و بعث إلى أبو الفتوح صاحبه ، لنبش قبر النبي و حينها ثار الناس ، و كادوا أن يقتلوا أبو الفتوح ، هذا و لما انصرف النهار أرسل الله ريحا شديدة عملت على دحرجة الأبل ، و قيل أن هذه الريح أهلكت أناسا كثيرة .

المحاولة الثانية
– و يقال أن هذه المحاولة كانت لنفس الحاكم ، و هذا نقلا عن كتاب وفاء الوفا ، للكاتب السمهودي .
– أما عن ما كتبه الكاتب ابن عذرة ، في أحد كتبه حيث قال أن الحاكم بأمر الله ، قد أرسل شخصا إلى المدينة المنورة ، بغرض نبش قبر رسول الله ، و حينما وصل الرجل حفر تحت الأرض ، بالقرب من المسجد النبوي ، و ذلك من داخل أحد البيوت القريبة منه ، و لكن سمعه البعض فصاحوا جميعهم ، أن قبر النبي ينبش فبحثوا عنه و وجدوه و قتلوه .

المحاولة الثالثة
و كانت هذه المحاولة في عام 557 هجريا ، و كان ذلك في عهد السلطان نور الدين زنكي ، و قد قام بها أحد النصارى في ذلك حلم السلطان نور الدين زنكي ، بالنبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى رجلين ، و يقول له انجدني من هذين ، ففزع نور الدين زنكي ، و قام و توضأ و نام مجددا ، فحلم بنفس الحلم و تكرر ثلاث مرات ، حينها قام من نومه و أرسل إلى وزيره يشاوره ، و قام قاصدا زيارة النبي ، و أخذ معه شيئا من الصدقة ، و قام بتوزيع هذه الصدقات فأخذ الجميع إلا رجلين ، فسألهم من أنتم قالوا جئنا للحج و للجلوس بالقرب من رسول الله ، و ذكر أهل المدينة أنهم كثيري الصيام و الصدقة ، حينها أصر السلطان أن يزور بيتهما ، و عند زيارته طاف بالبيت ، و رفع حصير من على الأرض ، ليجد سرداب ينتهي عند حجرة رسول الله ، بعدها عرف أنهم من النصارى كانوا يحفرون ليلا و قد أمر السلطان بقطع رقابهم .

المحاولة الرابعة
و قد كانت هذه المحاولة على يد بعض من نصارى الروم ، قاموا بتجهيز بعض السفن و اتجهوا إلى أرض الحجاز ، و قاموا بعمل عدد من الحوادث التي يعزف عن ذكرها المسامع ، و كان من أبشع هذه الجرائم أنهم كانوا عازمين على إخراج رسول الله من قبره ، و قد اشاعوا و اجروه على الألسن ، فلحقهم البعض من أجل حفظ قبر رسول الله ، و لكن عناية الله كانت أكبر حيث أنهم قد وقعوا في أسر جيش المسلمين ، و سوقوا إلى مصر و سجنوا بها حتى قتلوا .