هو عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن أمية بن الحارث. وأمّه هي سلمى بنت حرملة وكانت تلقب بـ”النابغة” واخوانه من جهة الأم هم عمرو بن العاص وزينب بنت عفيف بن أبي العاص وعمرو بن أثاثة العدوي. وقيل في رواية أنه وُلِد في عهد النبي محمد عليه السلام وفي رواية أخرى أنه ولد قبل وفاته بعام واحد. وعلى كل فإنه ليس له صحبة للنبي عليه الصلاة والسلام.

من أشهر وأعظم الفاتحين الذين شاركوا في فتح بلاد المغرب، ويوجد مكان بالجزائر اسمه ” سيدي عقبة ” تخليدا لذكراه. ومن أحفاده يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع وكان قائدا فذا وداهية وأبيه عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة.

براعته العسكرية وتوليه ” برقة “

اشترك مع أبية ” نافع ” في الجيش الذي تحرك بقيادة ” عمرو بن العاص”  لفتح مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. وقد توسّم فيه عمرو بن العاص القيادة والبراعة الحربية؛ لذلك وكله مهمة التحرك لفتح بلاد النوبة التي قاومها أهلها مقاومة شديدة.

بعدها أرسله ” عمرو بن العاص ” قائدا على دورية استطلاعية خاصة بدراسة الشمال الافريقي جغرافيا واجتماعيا وبحث امكانية فتحها، بجانب توكيله مهمة حماية وتأمين الحدود جنوب وغرب مصر أمام هجمات البربر والروم.

شارك ” عقبة بن نافع ” الوالي ” عمرو بن العاص ” في معارك تونس – كانت تُعرف باسم “أفريقية” – وقبل عودة ” عمرو ” إلى مصر ولّاه على حكم مدينة ” برقة ” بعد فتحها.

ظل ” عقبة بن نافع ” قائدا لحامية ” برقة ” حتى بعد توالي الولاة على مصر بعد ” عمرو بن العاص ” مثل ” عبد الله بن أبي السرح ” و ” معاوية بن حديج “. ولكن استعمال ” عمرو بن العاص ” له في الحروب كان لبراعته ومهارته في المبارزة والقتال وإدارة الحرب لا لقرابتهما ببعض.

إنجازاته وفتوحاته في بلاد المغرب

لم يشارك ” عقبة ” في أحداث الفتن التي وقعت بين المسلمين في عهد ” عثمان بن عفان ” و “علي بن أبي طالب ” وظل في حاميته لا ينفك عنها ووجه اهتمامه وجهوده في الجهاد في سبيل الله ونشر الاسلام في قبائل البربر التي اذعنت له واستجابت لدعوته، وكذلك ظل منهمكا في رد غزوات وهجوم الروم عن أفريقية.

بعد أن خمدت الفتنة قليلا واستقر الحال في الدولة الاسلامية وصار ” معاوية بن أبي سفيان ” خليفة المسلمين، تولى ” معاوية بن الحديج ” مصر وقام بابتعاث ” عقبة ” لشمال أفريقيا لاستكمال الفتح الاسلامي الذي توقف نشاطه بسبب الفتنة بين المسلمين.

ونظرا لوقوع الفتنة بين المسلمين، ارتدت عدد من البلاد عن طاعتهم مثل أفريقية وجرمة ودان وقصور خاوار، فقام ” عقبة ” بمحاربتها وردّها بالقوة تحت سطوة الحكم الاسلامي.

أرسل له ” معاوية بن أبي سفيان ” عشرة آلاف فارس ليستكمل فتوحاته، فسار بهم في بلاد المغرب باستراتيجيات مختلفة لفتحها واخضاعها للخلافة الاسلامية. فبدأ بالسير في الصحراء بفرق محاربة قليلة العدد وخفيفة الحركة وسهلة التخفي لخوض حرب عصابات سريعة ضد قوات الروم المتواجدة في الصحراء لأن الروم لا يمكنهم مجاراة المسلمين في حروب الصحراء. وبهذه الاستراتيجية نجح في القضاء على القوات الرومية المتمركزة بشمال أفريقيا.

أقام بعدها ” عقبة ” بوادي، بنى فيه مدينة ” القيروان ” التي صارت قاعدة الجيش الإسلامي ومركز تجمع الجند في المغرب، وبها بنى الجامع المعروف باسم ” جامع عقبة “.

عزله ” معاوية ” عام 55 هجريًا فعاد لبلاد المشرق، وبعد تولي ” يزيد ” بعد أبيه أعاده مرة أخرى لولاية المغرب. فأسرع ” عقبة ” ناحية القيروان وخرج منها بجيش عظيم واستكمل مسيرته، فصار يفتح الحصون والمدن حتى وصل ساحل المحيط الأطلنطي واستطاع هزيمة وغلبة البيزنطيين وطردهم من أغلب مناطق الساحل الافريقي.

استشهاده

استشهد على يد ” كسيلة بن لمزم ” القائد الامازيغي عام 63 هجريا بعد غزوه للسوس القصوى، وقُتل كسيلة في نفس العام أو في العام الذي يليه بيد ” زهير بن قيس البلوي “.