من منا لا يسعى لكشف مستوى ذكاء ابنه منذ طفولته؟ فأغلب الآباء يسعون دائمًا لمعرفة مدى ذكاء أطفالهم و يلجئون لعمل بعض اختبارات الذكاء لهم ، و لكن أثبتت بعض الدراسات أن يمكن تحديد مستوى ذكاء الأطفال من خلال رسوماتهم البدائية.

رسومات الأطفال
يفتخر العديد من الآباء برسومات أبنائهم حتى لو كانت بسيطة و يقومون بلصقها في أماكن مختلفة في المنزل و خاصة على الثلاجة ، و عندما تتبع بعض العلماء رسومات الأطفال و ربطوها بمعدل ذكائهم تم اكتشاف أن تلك الرسومات تشير إلى نسبة ذكائهم خلال سن المراهقة.

دراسة لتحديد مستوى ذكاء الأطفال من خلال رسوماتهم
قام فريق بحث من معهد الطب النفسي في كلية كينغز لندن في المملكة المتحدة ، برئاسة Dr. Rosalind Arden ، بنشر نتائج بعض الدراسات مؤخرًا في مجلة علم النفس في لندن ، و تدور تلك الدراسات حول تحليل رسومات الأطفال لاستنباط مستوى ذكائهم في سن المراهقة ، حيث قامت تلك الدراسة على ما يقرب من 7752 زوجاً من التوائم المتطابقة ، و عدد آخر من التوائم الغير متطابقة فقد وصل العدد النهائي للأطفال داخل تلك التجربة حوالي (155 ألف و4 أطفال) بعمر 4 سنوات.

قام الباحثون بجعل الأطفال يرسمون بعض الرسومات تحت إشراف آبائهم ، و تم اختيار الرسومات حسب “اختبار رسم الأطفال” و هو أحد الاختبارات التي تم إنشاؤها عام 1920م كوسيلة لتحديد ذكاء الأطفال ، و بعد ذلك تم وضع درجة لكل رسم تتراوح تلك الدرجة ما بين 0-12 ، و كان التقييم وفقًا لعدد المعالم الجسدية التي قام الأطفال برسمها في لوحاتهم ، و تتمثل تلك المعالم في (الرأس ، العين ، الأنف ، الفم ، الجسم ، الأيدي) ، و يتم تحديد الدرجة بناءً على الجزء الذي قام الطفل برسمه.

و مثلًا إذا قام طفل برسم ساقين و ذراعين و جسم شخص و رأس لكنه لم يتمكن من رسم معالم وجه واضحة ففي هذه الحالة يحصل على 4 درجات من 12 درجة ، و لم تقف الدراسة عند هذا الحد بل طُلب من الأطفال القيام بعدة اختبارات أخرى لتحديد مستوى الذكاء ، و على هذا توصل الباحثون إلى أن الأطفال الذي حصلوا على نتائج مرتفعة في اختبار الرسم ؛ تمكنوا من الحصول على درجات مرتفعة في باقي الاختبارات.

نتائج الدراسة
بعد حوالي عشرة سنوات قام الباحثين بإعادة اختبار هؤلاء الأطفال مرة أخرى بعد أن أصبحت أعمارهم 14 عام ، و اكتشفوا أن الأطفال الذين حصلوا على درجات مرتفعة في كافة اختباراتهم في سن الرابعة ؛ تمكنوا من النجاح و التميز خلال باقي مراحل حياتهم و كانت درجة ذكائهم أعلى من غيرهم.

كما توصل الباحثون إلى أن الرسومات الخاصة بالتوائم المتطابقة (الذين يتشاركون نفس المورثات) كانت متشابهة إلى حد كبير ، أما التوائم غير متطابقة (الذين يتشاركون بحوالي 50% من مورثاتهم) فقد وجد الباحثين أن رسوماتهم لم تكن متطابقة بالقدر الكافي.

و بناءً على ما سبق فقد اعتقد الباحثون أن هناك عامل وراثي يرتبط بقدرة رسومات الاطفال ، و لكن أشاروا إلى أنه لا يوجد ما يُسمى “مورثة أو جين الرسم” ، كما أكد الباحثين على أن نجاح الأطفال في الرسم يتوقف على تعليمهم منذ الصغر كيفية الإمساك القلم و استخدامه ، كما أشاروا أن العوامل البيئية لها تأثير كبير على نمو الطفل و ذكائه ، و إذا كان الطفل رسامًا سيئًا فليس بالضرورة أن يكون غبي أو نسبة ذكائه منخفضة ، و لا تزال الأبحاث مستمرة حول هذا الأمر.