مرسيا هي إحدى مقاطعات انجلترا ، تلك المدينة العريقة التي عرفت بكونها مقرا للمسيحيين و الحضارة المسيحية في وقت من الأوقات ، فمن هو ذاك الملك المسلم الذي حكمها ، و ما هي ظروف حكمه و تفاصيلها .

من هو أوفا ركس ؟
– أوفا هو أحد ملوك مرسيا ، و قد ولد في القرن الثامن ، و غير معروف تحديدا السنة التي ولد فيها ، و حكم مقاطعة مرسيا في الفترة من 757 ميلاديا و حتى وفاته في يوليو 796 ميلاديا ، و قد عرف بكونه أكثر الملوك هيبة في زمانه .

– بدأ الملك أوفا في حكم تلك المملكة العريقة ، بعد أن تم طرد الملك بيورنرد الذي سبقه في تولي العرش ، و يذكر أن نهر التايمز كان أحد حدود هذه المملكة ، و يذكر أن الملك أوفا ظهرت قوته و عرضت في عدد من المجمعات الكنسية ، و تحدث عنه كبار الأساقفة في عصره و ما تلاه .

– كثير من المؤرخين يتجاهلون قصة إسلامه ، ربما لقلة المصادر عنها ، أو لتجنب فكرة إنساب ملك كهذا للإسلام .

جهود الملك أوفا
– منذ أن تولى الملك أوفا ركس حكم مرسيا البريطانية ، بعد أن تم قتل ابن عمه من أحد أعدائهما ، قامت حرب أهلية كان السبب فيها تدخل أحد مجهولي الهوية في تفاصيل البلاد ، بعد ادعاؤه أنه الأحق بالحكم ، بعدها انتصر عليه أوفا ، و على الرغم من هذا الانتصار فقد نتج عن الحرب صدعا شديدا في قلب المدينة ، و قد استمرت هذه الحرب مدة وصلت إلى سبع سنوات ، خلالها حاول الملك أوفا عدة محاولات لتوحيد الممالك البريطانية تحت رايته ، و بعض هذه المحاولات كان ربما بالطرق العسكرية ، و أحيانا بالدبلوماسية ، و في خطوات أخرى بالمصاهرة ، حتى تمكن فعليا من تنفيذ غايته .

– و على الرغم من أن هذه الوحدة أمر كافة الحكومات في سعي دائم إليه ، إلا أن هذا الأمر لم يعجب الفاتيكان ، لذا اظهروا عداوة شديدة في وجه الملك أوفا ، و اعتبروه معادي لسلطتهم الدينية ، بل و هددوا بخروج انجلترا من الكنيسة الرومانية ، في ذاك الوقت كان هناك محاولات لهداية هذا الشعب للإسلام ، و قد حاول الفاتيكان جاهدين مقاومة هذا .

إسلام أوفا ركس
– بعد هذه الاصلاحات التي قام بها أوفا ركس عمل على إقامة علاقات تجارية بينه و بين الدولة العباسية المسلمة ، و قد تطورت هذه العلاقات بشكل كبير ، مما جعل الكنيسة تنظر إلى أوفا بكونه معادي لها ، و على الرغم من الكساد و الجهل الذي ساد اوروبا في ذاك الوقت ، إلا أن اتصال أوفا بالمسلمين ساعده على نشر التعليم و الثقافة في انجلترا.

– أما على الجانب العسكري فكان له دور كبير في بناء جيش قوي ، و كذلك عمل على إقامة اصلاحات تشريعية ، تعتمد على أساس الدين الإسلامي .

– علاقته القوية بالدولة العباسية كانت سببا في اعتناقه للإسلام ، لذا وجدت بعض العملات ترجع إلى عصر حكمه ، تحمل لا إله إلا الله وحده لا شريك له على إحدى الأوجه ، و الوجه الآخر حمل محمد رسول الله ، في وقت كان المعهود صك صورة الملك على العملة .

– لم يهدأ الفاتيكان في ذاك الوقت ، حتى يتمكنوا من القضاء على الملك أوفا ، لذا تآمروا مع شارلمان ليتمكنوا من قتله ، و بذلك يتوقف عن مواصلة نشر الإسلام هناك ، و بالفعل تمكنوا من قتله ، و حتى ذلك تم اخفاؤه ، و هناك الكثير من المصادر تقول أنه قد توفى فجأة ، و تم دفنه في مصلى هناك ، و هذا الأمر أكبر دليل على إسلامه .

– بعد فترة طويلة أمر أحد ملوك الانجليز بالبحث عن مقبرته ، من أجل دفنه في مكان لائق ، و كان ذلك أيام السلطان الموحدي محمد الناصر لدين الله .