عزة النفس من الصفات الحميدة التي يتصف بها المؤمنون الموحدون بالله، و لكن كثيرا ما يختلط الأمر على الناس و يخلطون بين عزة النفس و الكبر، فهناك خيط رفيع بين الصفتين، و لكن الكبر صفة مذمومة نهى عنها الإسلام و كافة الديانات الأخرى، و سوف نناقش اليوم الفرق بين هاتين الصفتين، و كيف فرق بينهم القرأن الكريم.

معنى عزة النفس
أن يكون الإنسان عزيز النفس يعني أنه من المستحيل أن يقبل بإهانة من أي شخص، حتى لو كان شخص أعلى منه، فهو يعلم جيدا ما أنعم به الله عليه من نعم، و يعتز بها، و لكن دون تعالي أيضا على الناس، فهو على يقين بأن ما به من نعمة فهو من الله، و يستطيع أخذها منه، فهو شخص يحمد الله على نعمه، و يعتز بنفسه و لا يمكن أن يزل نفسه لأحد أيا كان، فهو لا ينحني رأسه إلا لله الخالق عز و جل.

وبمعنى آخر فإن عزة النفس تعني السمو والبعد عن كل من يقلل قيمتك ويحط من قدرك، لذلك فإن عزة النفس هي من أجمل المبادئ، التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان، فإنها من صفات الملوك والعظماء وكل من يصمد ليعيش ويموت بكرامة ويتذكره الجميع بعزة النفس.

أيات من القرأن تدعو لعزة النفس
الله يحب عبده عزيز النفس فقد قال تعالى” و لله العزه و لرسوله و للمؤمنين” صدق الله العظيم ” المنافقون الأية 8″ .
وقال أيضا عز و جلا ” و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” صدق الله العظيم ” أل عمران الأية 139″.
وقال رب العزة أيضا ” فإن العزة لله جميعا” صدق الله العظيم “النساء الأية 139”.

معنى الكبر
عندما يعتز الإنسان بنفسه لدرجة إحتقار باقي من حوله و إعتقاده بأنهم أقل منه، و هو الأمر المحرم شرعا، فالشخص المتكبر يتعمد إهانة من حوله، و هذا الشخص غالبا يكون مريض نفسي، فهو يشعر بالنقص و يعوض ذلك بالتعامل بتكبر مع الأخرين.

فالكبر في اللغة يعني العظمة، وقد نهانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عنه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ». قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ: بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ» [مسلم]

وبذلك فإن الكبر هو من الصفات المذمومة والتي يجب الابتعاد عنها، لأن الكبر – حاشا لله – من الممكن أن يتحول من الكبر على العباد إلى الكبر على رسول الله وحتى الكبر على عظمة الخالق.

دلائل من القرأن و السنه تنهي عن الكبر
قال تعالى “و إذا قيل له إتقي الله أخذته العزة بالإثم” صدق الله العظيم ” البقرة الأية 206″.
وقال صلى الله عليه و سلم” لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”
و قد بين عليه الصلاة و السلام في نفس الحديث الشريف معنى الكبر فقال” الكبر بطر الحق و غمط الناس”.

الفرق بين عزة النفس والكبر
الكثير من البشر يخلطون بين عزة النفس والكبر أو التكبر ولكن في الحقيقة فهناك فرق كبير بينهما، ولا يوجد علاقة بين عزة النفس والكبر، فعزة النفس هي في معناها الصحيح احترام النفس والنأي بها عن المهانة والذل، فهي قريبة لصفة التواضع.

فقد نجد انسانا يعز على قلبه شئ ما ولكن تعز نفسه أن ينولها طالما أنها ليست ملكه، أو أنه لن يستطع الحصول عليها لأي سبب من الأسباب، لذلك فإن عزة النفس تعطي لصاحبها الوقار والاحترام، وتكبير المحيطين بهذه الشخصية.

أما الكبر فيعني التعالي على الأخرين، ورؤية نفسه بأنه قادر على فعل ما لا يقدر عليه غيره، وأغلب من يصابون بالكبر لديهم نقاط ضعف أو ذلات لا يستطيعون أبدا تعويضها، ومن وجهة نظرهم أن تعويضها يكون بالتكبر على البشر، ويقصد به أن يعظمه كل من حوله.