نظرية الدومينو هي السياسة التي تم اتباعها خلال الحرب الباردة ، بما يعني أن تحول دولة واحدة للشيوعية يجعل من الدول المجاورة ذات حكم شيوعي كذلك ، أي تسقط كافة الدول كصف متجانس من الدومينو ، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية تلك النظرية في جنوب شرق آسيا ، لكنها سرعان ما فقدت مصداقيتها ، حيث دعمت ديكتاتور غير شيوعي في جنوب فيتنام أثناء حرب فيتنام ، كذلك لم يكن للفشل الأمريكي في منع النصر الشيوعي آن ذاك تأثيرًا كبيرًا كما توقع أنصار نظرية الدومينو ، ولم تنتشر الشيوعية في جنوب شرق آسيا إلا في لاوس وكمبوديا .

نظرية الدومينو

ينص المفهوم العام لـ نظرية الدومينو لـ ” هاينريش ” على أن جميع الحوادث تنتج عن سلسلة مترابطة من الأحداث ، في تعبيرها البلاغي ” تمامً مثل سقوط قطع الدومينو ” فعندما تسقط إحدى القطع يتتابع البقية في السقوط ، ولكن في نفس الوقت إذا استطعت إزالة أحد قطع الدومينو من المنتصف مثلًا فقد منعت رد الفعل المتتابع للسقوط .

افترض ” هاينريش ” أن الدومينو الخماسية كمسمى مجازي للتعبير عن الأسباب التي تؤدي لوقوع حادث ما ، تلك الأسباب التي قد تكون البيئة الاجتماعية أو النسب أو خطأ شخصي أو فعل غير آمن أو الخطر المادي أو البدني ، ويرى أن إزالة الخطر عن الكل من خلال التقليل من وجود هذا الجزء غير الآمن أو القضاء عليه .

البيئة الاجتماعية والنسب ” الأصل “

ويعد الأصل هو القطعة الأولى في تسلسل الدومينو ، ويشير إلى شخصية العامل ، وبحسب شرح هاينريش يقول أن العناد والجشع والتهور من صفات الشخصية غير المرغوب فيها ومن الممكن انتقالهم من شخص واحد عبر الأجيال التالية له من الجينات الوراثية أو من البيئة الاجتماعية ، حيث تعد الوراثة والبيئة وجهان لعملة واحدة من الممكن أن يساهموا في ارتكاب الأشخاص للأخطاء .

خطأ شخصي

الخطأ الشخصي هي القطعة الثانية من تسلسل الدومينو وتشير أيضًا إلى العامل ، ووفقًا لـ هاينريش أن هناك عيوب فطرية للأشخاص كذلك عيوب مكتسبة أيضًا ، تلك العيوب مثل التهور والجهل والغضب السريع وعدم الاهتمام ، تسهم تلك العيوب سواء الفطرية أو البيئية في وجود التصرفات غير الآمنة .

قانون غير آمن

وفقًا لـ هاينريش أن هذه هي ثالث قطعة دومينو وتشير إلى السبب المباشر في وقوع الحوادث ، والتي أشار لها بأنها تلك التصرفات غير الآمنة من العامل مثل ” تشغيل الآلات دون إنذار أو غياب حراس السكك الحديدة ” أي بما يعني أن الأحداث غير المسؤولة تنتج ظروف غير آمنة تؤدي إلى وقوع حوادث ، وأسهل الحلول هو التعامل مع السببية للوصول إلى علاج أو وقاية من الخطر ، مثل أن ترفع قطعة دومينو خارج التسلسل .

ويختصر هاينريش سبب وقوع أحداث غير آمنة من قبل بعض الأشخاص في الأسباب الآتية:

  • نقص المعرفة أو المهارة ..
  • عدم الجاهزية البدنية .
  • الوضع غير الصحيح .
البيئة الميكانيكية والفيزيائية غير الصحيحة

تلك الأسباب مجتمعة معًا هي الأحداث التي أدت إلى وقوع حوادث ، مثل ” يقول أحد العمال الذي ارتكب خطأ غير آمن أنه لم يكن مقتنعًا بالإجراءات الوقائية الضرورية ” وبسبب عدم وجود الإشراف اللازم وقعت الفعل غير الآمن ، أي أن عدم اقتناع العامل بالإجراءات هو السبب المباشر لكن عدم وجود إشراف هو السبب الكامن وراءه ، وهكذا مزيج من الأحداث غير السليمة تؤدي إلى وقوع الحوادث .

الحادث

يرى هاينريش أن حدوث إصابة ما يمكن الوقاية منها عن طريق تتبع سلسلة الأحداث أو الظروف فهي دائمًا تتم بترتيب ثابت ومنطقي ، مثل سقوط أحد الأشخاص أو ضرب أحدهم بجسم طائر تسبب بالتأكيد الإصابات .

إذًا فوقوع الإصابات مثل ” الجروح والعظام المكسورة ” ناتج من عدة أحداث متتابعة .

أي أن هاينريش يصر على أن مسؤولية أي حوادث غير آمنة تقع بالضرورة في أول الأمر على صاحب العمل ، حيث يرى هاينريش أن في حالة وجود مديرًا واعِ بإجراءات الأمن والسلامة سوف يشرف على الملاحظين بحق ، ومهام عمله تقضي الامتثال له من قبل الجميع ” الملاحظين والعمال ” ويؤكد هاينريش أن علاج عدم الامتثال هو الإشراف الصارم والتدريب العلاجي والانضباط .

تطبيق عملي لنظرية الدومينو

علمنا مسبقًا أن هذه النظرية تم تبنيها في السياسية الخارجية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية تحديدًا في خمسينات القرن الماضي ، وتم العمل وفقًا لها لأول مرة في أربعينات القرن الماضي من قبل ” بريس ” ، حين أرسل مساعدات عسكرية لليونان وتركيا ، كذلك طبق تلك النظرية الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت آيزنهاور في حرب فيتنام ليبرر تدخلاته في جنوب شرق آسيا لمنع انتشار الشيوعية في تلك البلدان ، أيضًا كانت الدومينو واحدة من الحجج التي استخدمتها فيما بعد إدارتي كيندي وجونسون في الستينات من القرن الماضي لتبرير التدخل العسكري في حرب فيتنام .