يعد نعمة العقل والروح من النعم التي ميز الله سبحانه وتعالى بها الإنسان، ومن النعم أيضًا التي منحها الله عز وجل للإنسان هى الشعور والأحاسيس بمن حوله حيث تجمع هذه النعمة بين العقل والروح، ومن أهم هذه الأحاسيس هى الإحساس بالتفاؤل، فهو النور الذي يقود الإنسان ويدفعه للنجاح والتقدم، وذلك على عكس التشاؤم الذي يدفعه دائمًا للكسل والتراخي، كما من الملاحظ أيضًا أن التفاؤل يمنح الإنسان طاقة إيجابية تمكنه من تخطي جميع المشكلات التي تواجهه، وتساعده على تحقيق النجاح من أجل أن يصل لجميع الأهداف التي يرغب بها، وسوف نتعرف من خلال المقال على أوجه الإختلاف بين كل من التفاؤل والتشاؤم.

أهمية التفاؤل في حياتنا

يمثل التفاؤل أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهو يقوي من ثقة الفرد بنفسه ويساعده على مواجهة جميع المشكلات التي تواجهه في حياته، كما من الجدير ذكره أيضًا أن التفاؤل يعتبر واحد من أهم أسرار السعادة وذلك على الرغم من العقبات الكثيرة التي تواجه الفرد في بعض الأوقات، هذا بالإضافة لدوره الهام في التغلب على جميع مشاعر القلق والخوف ويتمكن من تحويلها لمشاعر إيجابية جيدة كالإطمئنان ومشاعر العزيمة.

كما نلاحظ أيضًا أن الإنسان المتفائل لديه قدرة على مكافحة جميع الأمراض ويسرع ذلك من شفاؤه بطريقة سريعة، كما أن التفاؤل يدفع صاحبه لتحقيق نتائج جيدة من أجل الوصول للأهداف التي يرغب في تحقيقها، ويريح عقل صاحبه ويجعله يشعر دائمًا بالطمأنينة، فهو يحول النقمة لنعمة ويرى جميع ما حوله جيد ويرغب في العيش حياة سعيدة وجيدة، كما أنه يساعد في التخلص من روح التوتر والقلق، وبالتالي فهو يعتبر من الأسباب الرئيسية لتحقيق النجاح.

نبذة عن التفاؤل في الإسلام

لقد أكد الدين الإسلامي على التفاؤل وحث جميع المسلمين على ضرورة التحلي به، ويتضح ذلك من الكثير من الأيات التي وردت بالقرأن الكريم ومن أهم هذه الأيات قول الله عز وجل في كتابه العزيز ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”، ويتضح من ذلك أن الله يبشر المسلمين بأن عقب العسر والهم الشديد يأتي اليسر وفرج الله الواسع، ومن الأمثلة أيضًا التي تؤكد على روح التفاؤل والأمل بالدين الإسلامي ثقة سيدنا يعقوب عليه السلام بأنه سوف يجد ابنه حتى على الرغم من أنه فقده لسنوات كثيرة، وجاء ذلك في قوله عز وجل في كتابه العزيز” يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”.

كيف تصبح متفائل بطرق بسيطة

هناك الكثير من الطرق التي يتمكن الفرد عن طريقها من أن يصير متفاؤل ومن أهم هذه الطرق مايلي:

1- الحرص بصفة مستمرة على قراءة القرأن الكريم وخاصة قراءة سورة يوسف ، وذلك لمرات كثيرة، حيث أن هذه القصة تحمل روح كبيرة من التفاؤل وتؤكد مدى عظمة الله في فرجه مهما اشتد العسر.

2- ضرورة التقرب بجميع الناس والأصدقاء المحيطة والذين يتصفوا بالروح الإيجابية مع ضرورة الإبتعاد تمامًا عن الأشخاص التي تتسم بالروح السلبية.

3- الإهتمام بممارسة التمارين الرياضية بصورة مستمرة، وذلك لأن هذه التمارين تقوي من الروح المعنوية للفرد وتزيد من روح التفاؤل لديه.

4- الحرص على وضع جميع الأهداف التي يرغب في تحقيقها وإنجازها أمام العينين مع ضرورة التخطيط لهذه الأهداف بصورة سليمة للنجاح بطريقة سريعة وجيدة وفي وقت قصير.

5- ضرورة  الحرص على التخطيط بطريقة سليمة وجيدة للنجاح، مع أهمية أن يتم النظر للجانب الممتليء من كأس الحياة، حيث يجب أن يحرص كل شخص على النظر للإيجابيات بحياته.

6- أهمية الإستماع للموسيقى بصورة دائمة وذلك لدورها الهام في تهدئة النفس وتقوي في الوقت نفسه من روح التفاؤل والأمل عند الأشخاص.

المقصود بالتشاؤم

يقصد بالتشاؤم هو التفكير السلبي في جميع الأشياء المحيطة، وهو يعتبر أيضًا سلب لقوة إرداة الفرد، وأما من الناحية اللغوية فكلمة التشاؤم يقصد بها النحس والشر، أي أنه عكس التفاؤل الذي يمنح صاحبه قوة وسعادة كبيرة، وبالتالي ينعكس ذلك بصورة واضحة على العمل ويزيد من تقدم المجتمع وإزدهاره ويدفعه بصورة دائمة نحو الأمام.

أهم الأسباب وراء التشاؤم

هناك الكثير من الأسباب التي تدفع لإصابة الفرد بالتشاؤم ومن أهم هذه الأسباب  ما يلي:

1- الشعور بعدم الرضا بمشيئة وإرداة الله والإعتراض بشكل دائم عن حكمته وجميع أوامره.

2- ضعف الإيمان بالله عز وجل بشكل دائم.

3- الخوف والشعور بالفزع دائمًا بجميع الأشياء المحيطة، فعلى سبيل المثال نلاحظ أن بعض الأفراد يشعروا دائمًا بالخوف من جميع الأشياء المحيطة بهم بسبب موقف سابق حدث لهم منهم فيتشائموا منهم بشكل دائم.

4- قد يحدث التشاؤم في بعض الأوقات نتيجة الإصابة بالإكتئاب والضغوط النفسية الكثيرة.