عندما كنت تحمل طفلك للمرة الأولى ، كنت تضع قبلة على رأسه وتعطيه وعداً أنك ستبقى دائماً مصدر حمايةً له ، ومرت السنوات سريعة ، ثم تكتشف أن ابنك الصغير يختلف عن الأطفال الآخرين الذين هم في مثل سنه ، وتُدرك زيادة سلوكه العدواني وأنك بحاجة شديدة إلى المساعدة .

سلوك الأطفال الإجرامي :
إن الأطفال معقدون قليلا عن البالغين ، حيث أن لديهم صعوبة في السيطرة على سلوكياتهم وتنظيم مشاعرهم، وعرض احساس التعاطف تجاه الآخرين ،و كل هذا أمر طبيعي. ومع ذلك، نرى في فترة ما من الفترات طفلا له سلوكيات يمكن أن تشير إلى أنه قد يصبح عنيفا في المستقبل ، و بعض هذه السلوكيات تبدو كثيراً مثل سلوك الطفولة العادية.

علامات تحذيرية للتنبؤ بالسلوك الإجرامي عند الأطفال :
– فورات الغضب والعدوان البدني :
إن السلوكيات الأكثر إثارة للقلق هي الانفعالات الشديدة والعدوان البدني ، وليس المقصود هنا هو نوبات الغضب ، بل المقصود هو الغضب الحقيقي والشديد من الاستفزازات الصغيرة .

– العنف تجاه الناس والحيوانات :
وثمة إشارة تحذير أخرى مثيرة للقلق ، وهي العنف تجاه الناس و الحيوانات ، و يجب أن يكون ملاحظتك لهذا النوع من السلوك من شقين ،فعليك أن تولي اهتماماً للسلوك العدواني نفسه، فضلاً عن استجابة الطفل لسلوكه ، فالطفل الذي لا يعاني من الندم أو الذنب لإيذاء الآخرين، معرض لخطر الاجرام في المستقبل .

– أفعال المخاطرة والتحدي للشعور بالمتعة :
في حين أن بعض أعمال المخاطرة والتحدي واختبار الحدود هي أحداث عابرة ، فإنه سيكون من الجيد أن نضع في اعتبارنا  أن هناك بعض الأطفال الذين يبالغون كثيراً في تلك الأفعال ،  حيث إن الطفل الذي لا يخشى العواقب  لايضع أي اعتبار للقوانين  ، ويصبح  شخص يشتهي الاندفاع إلى ارتكاب جريمة مع عدم الخوف من الآخرين أن يكتشفوا أمره .

– تعرض الطفل للتنمر لفترة طويلة :
بعض العلامات التحذيرية تكون في الخفاء ، فعلى سبيل المثال، فإن الطفل الذي تعرض الى التنمر قد يكون أكثر عرضة ليصبح عنيفاً في وقت لاحق من الحياة ، وربما يكون من غير العادل أن يتم وضع ضحايا التنمر كجناة محتملين للعنف ، ولكن الحقيقة هي أن تعرض الطفل للعنف يمكن أن يكون عامل خطر بالنسبة للسلوك العنيف في المستقبل .

– الانسحاب الاجتماعي والعزلة والاكتئاب :
الانسحاب الاجتماعي  والعزلة  والاكتئاب لدى الأطفال هي أيضا سمات ينبغي أن يتم ملاحظتها  ، وبالطبع كون الطفل منعزل اجتماعياً لا يجعله مجرماً ، وإنما تلك السمة تستحق حقاً أن نولي اهتمامنا لها ، وخاصةً إذا كانت موجودة في تركيبة مع عوامل الخطر الأخرى المذكورة أعلاه .

– الافتتان بالأشياء البشعة المتعلقة بالموت :
إذا القينا نظرة على تاريخ بعض المجرمين سنجد أنهم كانوا مسحورين بالأسلحة أو الأشياء المتعلقة بالموت ، وهذه الأنواع من الاهتمامات وحدها لا تزيد من احتمالية أن يكون الشخص عنيفاً في المستقبل ، ولكنها تستدعي بعض الرقابة من الأبوين ، لا سيما عندما يصب الطفل اهتمامه كله على هذه الأشياء ويستبعد كافة الأشياء الأخرى .

كيفية منع تحول الأطفال إلى مجرمين في المستقبل :
دعونا ننتقل إلى الأخبار الجيدة ففي معظم الحالات، يمكنك تغيير مسار الطفل المعرض للخطر حيث أن  الاستعدادات البيولوجية والوراثية للسلوك الإجرامي ، لاتعني أن هذا هو مسير الطفل الأبدي ، فهناك دراسات عديدة تختبر التدخلات التي تهدف  إلى معالجة عوامل الخطر البيئية والبيولوجية على حد سواء لدى الأطفال ، وقد أجريت تدخالت تم اختبارها على المستوى الفردي والإجتماعي ، والتي أظهرت نتائج مبشرة جدا في احتمالية حدوث سلوك عنيف في المستقبل.

وتشتمل هذه النتائج على أنه يتم الاستعانة بالأدوية اولاً والتي تعتبر خطوط الدفاع الأولى ، حيث يمكن استعمال العقاقير المنظمة للمزاج وخاصةً مضادات الذهان للحد من العدوان ، وقد أظهرت الدراسات أن التأمل والتدريب الذهني يمكن أن يقلل العدوان ، كما أن البرامج البسيطة التي تشتمل على توفير التعليم المبكر والتغذية وممارسة الرياضة لها نتائج لا تصدق فيما يتعلق بتقليل خطر النشاط الإجرمي في المستقبل .