يريد آباء الأطفال القيام بالأشياء التي تجعل أطفالهم سعداء، وعلى الرغم من بذل قصارى جهدهم، يثور الأطفال ويغضبون منهم ، وبقدر ماهو أمر شديد الصعوبة أن يشعر الأباء بالعجز لتهدئة طفلهم، فمن المهم أن نفهم أن الأطفال مثلهم مثل جميع الناس، يترعرضون لكافة العواطف التي نشعر بها .

لغة الطفل :
سوف يخبرك الآباء المحنكون أنهم يستطيعون الشعور بما يحتاجه الطفل فقط من خلال الاستماع إلى الأصوات التي يصدرها، ومع ذلك فقد يستغرق الأمر بعض الوقت لتعلم الآباء كيفية تفسير هذه الأصوات، وقد تكون عملية التعلم مثيرة للغضب، وقد لاحظت بريسيلا دونستان أن ابنها الرضيع كان يصدر أصواتًا مختلفة في أوقات مختلفة حسب ما يحتاجه، ووجدت أنه استخدم باستمرار خمسة أصوات متنوعة ، لكل منها معناها الخاص.

ولاحظت أن الأطفال الآخرين استخدموا نفس الأصوات الخمسة ذاتها، وكان يجد العديد من الآباء والأمهات أنهم يتعلمون بشكل مستقل التعرف على احتياجات أطفالهم من خلال الأصوات وتعبيرات الوجه.

تعبيرات الوجه ولغة الجسد عند الأطفال :
قبل أن يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم في اللغة التي يتحدث بها آباؤهم، يظهر الأطفال مشاعرهم باستخدام تعبيرات الوجه ولغة الجسد، وقد افترض سيلفان تومكنز أن هناك تسعة تأثيرات تجعل العواطف واضحة من خلال إظهار تعابير وجه ولغة جسد معينة، ويمكن تطبيقها على الأطفال وكذلك لأولئك الأكبر سنا،وهم على النحو التالي :

اولاً : التعبيرات الإيجابية 
الفرح والمتعة يتم التعبير عنها بفتح الشفاه أو الابتسام، والاهتمام والإثارة يتم التعبير عنها بجعل الحواجب متجهة ناحية الأسفل واتباع حركة العيون أو النظر مباشرة في العينين والاستماع عن قرب .

ثانياً : التعبيرات المحايدة 
عند الشعور بالمفاجأة أو الدهشة يتم رفع الحواجب ناحية الأعلى، وتطرف العيون كثيراً .

ثالثاً : التعبيرات السلبية
عند الشعور بالغضب يحدث انقباض بالفك ويصبح الطفل مقطب الحاجبين، كما يُلاحظ احمرار في الوجه، وعند الشعور بالاشمئزاز يتم تحريك الرأس إلى الأمام وإلى الأسفل، ويتم رفع الشفاه السفلية لتصبح بارزة، أما رد الفعل على الرائحة الكريهة فيكون من خلال رفع الشفاة العلوية وسحب الرأس إلى الخلف.

وعند الشعور بالحزن فيحدث بكاء أو نحيب وتصبح الحواجب مقنطرة، وعند الشعور بالخوف يصبح الوجه شاحباً، مع التحديق بشكل مستمر والعرق والبرودة والشعر المنتصب، أما عند الشعور بالعار أو الإذلال يكون الرأس متجهاً إلى الأسفل مع خفض العينين واحمرار الوجه خجلاً .

إرشادات عامة حسب أعمار الأطفال :
في حين أن الأطفال مثلنا يختلفون في تعبيرهم عن العاطفة، فهناك بعض أوجه التشابه العالمية في تطورهم العاطفي، فعندما ينضج الأطفال ، تزداد قدرتهم على تجربة المشاعر المعقدة .

– منذ الولادة وحتى عمر 6 أشهر :
في البداية يكون الأطفال عادة هادئين عندما يكونون راضين، ويصرخون عندما يكونون جائعين أو متسخين أو ساخنين أو باردين أو وحيدين، و بعد شهر أو اثنين فإنهم يكافئون والديهم بابتسامة أولى من السعادة في التعرف على وجه مألوف، و مع تقدم الوقت تشير الحركات المفعمة بالحيوية والحماس عندما يشعرون بالرضا إلى أن الأطفال قادرون جدًا على التعبير عن مشاعرهم.

وبحلول ثلاثة أشهر تقريباً سوف يتكلم الأطفال الرضع أو يضحكون أو حتى يقلدون في بعض الأحيان أصواتاً بسيطة يقوم بها مقدمو الرعاية، كما أنهم عندما يشعرون بالغضب والإحباط فإنهم سيعبرون عن هذا الأمر أيضاً .

– من عمر 6 أشهر حتى 12 شهر :
يظهر القلق الغريب وقلق الانفصال خلال النصف الثاني من السنة الأولى للطفل، فسوف يبكي الأطفال بشكل مُكثف عندما يشعرون بالخوف،وسوف يتسم هذا الإطار الزمني أيضًا بزيادة استمتاع الطفل بالتفاعل الاجتماعي مع الأحباء المألوفين ، وغالبًا ما ترافق كلماتهم الاولى مع بعض التعبيرات السعيدة على وجههم .

– من عمر 12 شهر حتى 18 شهر :
عندما يبدأ الأطفال الرضع في تعلم المشي بصبح الإحباط والغضب شائعان لدى الأطفال كما يتعلم الأطفال الصغار تأكيد رغباتهم، ويجب أن يطمأن الوالدان إلى أن هذا الميل إلى الاندفاع سوف يهدأ قليلاً مع تعلم الأطفال للمهارات البدنية واللفظية، وعندما يبلغ الطفل 18 شهر سيلاحظ الآباء أن أطفالهم بدأوا في التعبير عن مشاعرهم التي تتعلق بالمشاعر التي يمر بها الآخرون كالتعاطف مع أحد أخوته عندما يكون حزيناً .