الأشهر الحرم هي الأشهر التي حرم الله فيها القتال بين الناس إلا ردا للعدوان و هم أربعة أشهر شهر رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و محرم ، و في هذه الأشهر يجب الإكثار من الأعمال الصالحة حيث تتضاعف في هذه الأشهر الحسنة و السيئة ، و الصيد في هذه الأشهر جائز إلا في مكة و المدينة ، و قد جاء في القرآن الكريم في سورة التوبة في الآية 11 الآية الكريمة (إن عدة الشهور عند الله إثنى عشر شهرا في كتاب يوم خلق السموات و الأرض منها أربعة حرم) ، و في سورة البقرة (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير)

و تختلف آراء العلماء بين هل هي باقية أم نسخت و يذهب الجمهور إلى أنها نسخت .

و قد قال إبن كثير في تفسيره عن (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها تكون أكبر في الإثم من غيرها و تغلظ فيه الآثام و الدية أيضا ، و المعاصي في البلد الحرام تضاعف أيضا لقوله تعال في الآية 25 من سورة الحج (و من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )

و قد ورد عن الأشهر الحرم في السنة النبوية حديث أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و سلم – خطب في حجة الوداع فقال في خطبته : “إن الزمان قد إستدار كهيئته يوم خلق الله السماوات و الأرض ، السنة إثنا عشر شهرًا ، منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات : ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم ، و رجب مضر الذي بين جمادى و شعبان”.

و لقد عظَّمت آيات القرآن الكريم حرمة هذه الأشهر من خلال تجنب الوقوع في الآثام و المعاصي من خلال قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَ لا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَ لا الْهَدْيَ وَ لا الْقَلائِدَ﴾ سورة المائدة الآية 2

و قد حرم شهر ذو القعدة قبل الحج بشهر فيقعدون فيه عن القتال ، وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يقومون فيه بالحج و يشتغلون فيه الناس بأداء المناسك ، و حرم بعده شهر آخر و هو المحرم ليرجعوا فيه إلى أقصى بلادهم بسلام ، و حرم رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت و الإعتمار به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب فيزوره ثم يعود إلى وطنه آمناً .