يعتبر العلاج العقلاني الانفعالي هو أحد النظريات العظيمة التي وضع أسسها العالم العظيم ألبرت إليس والتي تنص على أن التفكير المنطقي في حد ذاته هو علاج. 

فقد قام الرائع ألبرت إليس بإدخال العقل والمنطق في الإرشاد النفسي عام 1955 و أطلق على نظريته إسم العلاج النفسي العقلاني. وبعد عدد من السنوات وتحديداً عام 1961 زاد على إسم النظرية مصطلح (الانفعالي).

ثم في عام 1933 زاد مصطلح ( السلوكي) ليصبح إسم النظرية (العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي) وتقوم هذه النظرية على أن جميع الأعراض المرضية التي تسيطر على الشخص مثل الخوف والاكتئاب والقلق وغيرهما، غالباً تكون نتيجة عن أفكار ومعتقدات خاطئة متكونه لديه، ومن هنا يكون تحسن الفرد متوقفاً على تحسن طريقة تفكيره وتغييرها للأفضل. 

وهذه النظرية تؤكد على أن نظرة الإنسان إلى الأحداث من حوله هي المسؤولة عن تشكيل مزاجه.. أي أن جميع المشكلات النفسية التي تظهر على الإنسان تعود بالدرجة الأولى إلى ما يقوم به الشخص ذاته من تفسير وتحريف للحقائق والوقائع من حوله بناء على افتراضات خاطئة ومقدمات مغلوطة؛ وقد عبر عن ذلك الفليسوف الاغريقي Epictetus عندما قال أن الناس يضطربون ليس بسبب الأحداث وإنما بسبب وجهات نظرهم التي  يكونونها مما يجعل عقولهم تضطرب بناءاً على أفكارهم. 

ما هو العلاج العقلاني الانفعالي

نورا في العلاج العقلاني الانفعالي على انه احد محاولات ادخال التفكير المنطقي في الارشاد والعلاج النفسي او بشكل اخر هو علاج اللامعقول بالمعقول وجعل فلسفه الحياه باكثر عقلانية.

يعتبر العلاج السلوكى العقلاني الانفعالي هو أحد أنواع العلاجات التي قدمها العالم الكبير ألبرت إليس في فترة الخمسينات، فقد قام بوضع منهجاً يساعدنا على تحديد المعتقدات غير العقلانية وأساليب التفكير السلبية التي قد يؤدي التعمق بها لحدوث الكثير من المشكلات السلوكية وأيضاً العاطفية، فبمجرد تحديد هذه الأنماط سيكون من السهل جداً على المعالج علي استبدالها بأنماط تفكير منطقية وأكثر عقلانية.

أنواع التفكير غير العقلاني

وتبعا لنظريه العلاج السلوكي العقلاني الانفعالي الموجوده حاليا فهناك اربعه انواع من التفكير غير العاقل وغير المنطقي الذي يؤدي بدوره الى الاضطراب الانفعالي بالفرد وهما..

  • المبالغة. 
  • كثرة المطالبة. 
  • عدم القدرة على تحمل الإحباط. 
  • كل ما يدني من قيمة الإنسان.

افكار نظرية العلاج العقلاني الانفعالي 

  • الانفعال والتفكير هما جانبان لزاوية واحدة ويؤثر كل منهما في الآخر ويصاحبه في التأثير والتأثير. 
  • يكون الانسان عقلاني أو غير عقلاني في كثير من الأوقات، فعندما يسلك التفكير بطريقة عقلانية يكون سعيداً، وحين يفكر بطريقة غير عقلانية يسيطر عليه الحزن والغضب. 
  • العواطف والأفكار ليست منفصلة عن بعضهما ،فالإضطرابات النفسية جميعها تكون نانجة عن التفكير غير العقلاني. 
  • الأسرة تكون مسؤولة بنسبة كبيرة بنظامها الفكري عن ترسيخ المعتقدات الغير عقلانية في ذهن الطفل، فهو سريع التعلم في هذه المرحلة. 
  • التفكير غير المنطقي يمكنه الاستمرار مع استمرار التفكير غير العقلاني. 
  • الاضطرابات الانفعالية تظل مستمرة لدى الشخص مع استمرار حالة التفكير غير العقلاني لديه.

على من يُجرى العلاج العقلاني الانفعالي

يكون العلاج العقلاني الانفعالي مفيدة بشكل خاص في حالة الأشخاص الذين يعانون من مجموعه متنوعه من المشكلات بما في ذلك.. 

  • السلوكيات الإدمانية. 
  • القلق. 
  • الكآبة. 
  • مشاكل النوم. 
  • الرهاب. 
  • عادات الأكل المضطربه. 
  • مشاعر الغضب أو الشعور بالذنب. 
  • العدوان. 

إستخدامات العلاج العقلاني الانفعالي

يكون العلاج العقلاني الانفعالي هو الحل الأمثل والعلاج الأفضل في الحالات الأتية..

  • مرضى العصاب والتي تشمل الإكتئاب، القلق، الهستيريا، الرهاب. 
  • الاشخاص المضطربين سلوكياً ويدخل في هذه الدائرة المدمنين، السيكوباتيين، الجناح. 
  • الذين يعانون من مشكلات حياتيه معينة ويشمل ذلك المشكلات الأسرية، المشكلات الزوجية، المشكلات الخاصة بالشباب.

مبادئ نظرية العلاج العقلاني الانفعالي 

تقوم نظرية العلاج العقلاني الانفعالي على أحد الأساسات التي تنص على أن الإنسان يولد ولديه القدرة على التفكير المنطقي والعقلاني والتفكير غير المنطقي. 

أيضاً يكون لديه الإستعداد الكامل للمحافظة على نفسه وعلى سعادته، كما يكون بإمكانه تدمير ذاته وإلحاق الاضطراب النفسي والانفعالي به ، والذي يكون نتيجة التفكير غير العقلاني الذي يعود أصله إلى التعلم المبكر غير المنطقي، وهذا ما يكتسبه من المجتمع الذي يعيش فيه والثقافة العامة به أو من الأسرة والوالدين. 

كما ترتكز نظرية العلاج العقلاني الانفعالي أيضاً  علي أن الناس يريدون بشكل عام أداءً جيداً في الحياه فمثلاً، هناك الكثير ممن يريدون تحقيق أهدافهم وإيجاد السعادة لكن في بعض الأوقات يمكن أن يعترض ذلك بعض الأفكار والمشاعر غير العقلانية، ويمكن أن تؤثر هذه المعتقدات على كيفية الإدراك للظروف والأحداث وعادة يكون ليس للأفضل. 

مسلمات العلاج العقلاني الانفعالي

هناك عدة مسلمات يقوم عليها العلاج العقلاني الانفعالي وهي خاصة بطبيعة الإنسان فتقوم بتفسير سلوكه ومصدر اضطرابه ومنها..

  • أن الإنسان هو كائن حي عاقل ينفرد في كونه عقلاني أو غير عقلاني ولكن حين يتصرف بطريقة عقلانية ومنطقية يكون أكثر فاعلية فيشعر بالكفاءة والسعادة. 
  • السلوك العصابي والاضطراب النفسي للإنسان يكون نتيجة عن التفكير غير المنطقي وغير العقلاني. 
  • التفكير غير العقلاني يتكون لدى الفرد مبكراً في الوقت الذي يكون مهيئاً بيولوجياً والذي يكتسبه من المجتمع أو الثقافة أو الوالدين. 
  • يعبر الفرد عن جميع أفكاره وما يدور بداخله مستخدماً اللغة أو الرموز، و لأن التفكير دائماً يصاحبه الانفعال فكلما كان الفكر مضطرباً يصاحبه أيضاً انفعال مضطرباً، وكان التفكير الغير منطقي الذي يسيطر على الفرد يتم ترجمته في شكل سلوك مضطرب. 
  • الاضطراب النابع من الإنسان تجاه أي وقائع أو أحداث لا تكون بسبب هذه الأحداث وإنما تكون نتاج وجهة نظر الإنسان الخاصة  تجاه هذه الوقائع، ففتكيره الخاص هو الذي يلون المدركات وذلك إما بجعلها نافعة أو ضارة سيئة أو حسنة .
  • يمكن تعديل جميع الأفكار التي تقهر الذات والتي تقوم على أسس غير منطقية وغير عقلانية وذلك بجعلها موجبة عن طريق إعادة التفكير وتنظيم الإدراك لدرجة يصبح معها الفرد أكثر عقلانية ومنطقية .

مدى نجاح العلاج العقلاني الانفعالي

لا يوجد طريقة علاج مثالية أو خالية من أي عيوب وخاصة إذا كان الأمر يناشد الصحة النفسية للإنسان، ففي حالة العلاج العقلاني الانفعالي. 

فأما عن مزاياه فهي تشمل.. 

  • أن هذا العلاج قادراً على تحصين المريض ضد أي أفكار غير عقلانية قد يقابلها في حياته مستقبلاً. 
  • هو الأسلوب الافضل إلى وقتنا هذا في تغيير أي معتقدات غير عقلانية تسيطر على تفكير الإنسان واستبدالها بأفكار أخرى تناشد العقل والمنطق.

 وأما عن العيوب يمكن ذكرها في النقاط التالية

  • إهتمام هذا النوع من العلاج بالجانب العقلي أكثر من الجانب الانفعالي. 
  • لا يعطي النتائج الحاسمة مع مختلف الفئات مثل مرضي التخلف العقلي، والذهان، الأطفال، من يتمسكون باعتقادات دينية خاطئة. 
  • أسلوبه يرتبط بالتفكير الخاص بالمرشد الذي يبذل جهداً في اقناع المسترشد به. 
  • يعتمد كلياً على مهاجمة معتقدات المريض ومحاولة تغييرها إلى الإتجاه العقلاني وهذا ما يسبب أحياناً مقاومة من المسترشد والرفض في اغلب الأوقات. 
  • ظهور المرشد في تطبيق هذا النوع من العلاج كما لو كان خبيراً متسلطاً يقوم بعمل غسيل مخ للمسترشد.