أعواد الثقاب: هي عبارة عن أعواد خشبية ذات رؤوس قابلة للاشتعال عن طريق الاحتكاك، وتتميز أعواد الثقاب ببساطتها ورخص ثمنها، وعلى الرغم من بساطة الاختراع إلا أنه من الاختراعات المفيدة جدا للبشرية، لأنه من أسهل وسائل إشعال النار، ولا تحتوى أعواد الثقاب على الكبريت، ولكن تستخدم في صناعته مادة الفسفور .

وهناك نوعين من أعواد الثقاب هي أعواد ثقاب غير المأمونة، وأعواد ثقاب أمنة، فالأعواد الغير مأمونة : هي أعواد تحتوي على مادة قابلة للاشتعال تتكون من مركب ثالث كبريتيد الفسفور،  حيث يحترق المركب بعدما يشتعل مما يصيب العين بالتهابات، وأعواد ثقاب آمنة تشتعل عند حكها ضد سطح معين، وتحتوي على خليط من مركبات الفسفور والرمل.

قصة اختراع اعواد الثقاب
– بدأت عملية اختراع أعواد الثقاب منذ أن قام العالم الكيميائي هينيج براندت باكتشاف خصائص الفسفور في عام 1669، وقد مكن اكتشافه لهذه المادة وتسجيل خواصه، العلماء بعد ذلك  في استخدامه في الكثير من التطبيقات، مثل أعواد الثقاب حيث أنه بإمكانه الاشتعال عند حدوث أي احتكاك بسيط.

– قام الباريسي جان شانسل عام 1805  باستخدام خليط من كلورات البوتاسيوم، والكبريت والسكر في زجاجة الاسبستوس مليئة بحامض الكبريتيك، وقام بغمس عصا خشبية فيها، وقد تسبب في رد فعل كيميائي عنيف، وعلى الرغم من أن اختراعه لم يستخدم تجاريًا، إلا أنه فتح باب أمام المخترعين الآخرين.

– وفي عام 1826 قام الكيمائي جون ووكر بتجربة خاصة، وقام بخلط كمية من كلوريد البوتاسيوم، مزيج من كبريتيد الانتيمون والمواد الأخرى، التي كانت مغطاة على العصا الخشبية التي قام بتقليب الخليط بها، فالتصق الخليط بالعصا الخشبية فحاول ازالته، عن طريق احتكاكه بحجر صخري، مما تسبب في اشتعال العصاة الخشبية.

– قام الكيمائي الفرنسي شارل سوريا في عام 1831، باختراع أعواد من الثقاب المصنوعة من مادة الفسفور، وقد كانت أكثر فعالية رغم أنها بها مكونات سامة وخطيرة ويحتوي على رأس من مادة الفسفور، وفي عام 1845 قام الكيميائي النمساوي أنطون فون شروت باكتشاف الفوسفور الأحمر، وهو مادة غير سامة ومن هنا جاءت فكرة الثقاب الآمنة.

– في عام 1836 قام العالم الأمريكي ألنزو دي فيليبس باختراع أول عود ثقاب من الفسفور، في الولايات المتحدة الأمريكية وقام بإنتاجها يدويا وقام ببيعها للناس يدا بيد، وفي عام 1900 قامت الشركة الماسية لإنتاج أعواد الثقوب بإنتاج أعواد ثقاب بمادة غير سامة بنفس التركيب الفرنسي ولكنه لم تصلح في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ظروف المناخ المختلفة.

– على الرغم من أن ما قام به الكثير من الكيمائيين كان خطوة كبيرة لاختراع أعواد الثقاب، إلا أنه لم يكن اختراع اعواد الثقاب الفسفورية ناجح تماما، ولم يكن مناسب للاستخدام على نطاق واسع، وقد تسبب في موت الكثير، وظهر بسببه الكثير من الامراض نتيجة التعرض للغازات والابخرة التي نتجت من اشتعال الفسفور .

– تم انعقاد مؤتمر عالمي في العام 1906لحظر استعمال الفسفور في صناعة اعواد الثقاب، بسبب الأمراض الخطيرة التي يتسبب بها، مما جعل الكثير من أصحاب المصانع يبحثون عن وسيلة جديدة لصناعة أعواد ثقاب آمنة، وبعدما انتشر الكثير من الأمراض بسبب أعواد الثقاب السامة، فقامت بفرض ضرائب عالية على أعواد الثقاب الفسفورية

– في عام 1911 تم تعديل تركيب أعواد الثقاب، وعدم استخدام الفسفور عن طريق المهندي البحري وليم أي. فيربيرن، وبذلك بدأ حل مشكلة الامراض التي يتسبب فيها اعواد الثقاب، وفي بداية العشرينات قام رجل الأعمال السويدي إيفر كريجر بافتتاح شركة أعواد للثقاب عالمية، وقام بافتتاح عدة مصانع في 40 دولة، وتعتبر السويد من أكبر الدول التي تنتج أعواد الثقاب.

– قام الكيميائي ريموند دي كادي  في عام 1943 من اختراع تركيبة كيميائية، تعمل على حماية اعواد الثقاب، وتمكنها من امكانية استمرار اشتعالها تحت الماء، حيث قام بطلائه بمادة مقاومة للمياه والحرارة، لكنها لا تمنع توليد اشتعال الثقاب، وتم هذا الاختراع تحت احتياج القتال تحت الأمطار أثناء الحرب العالمية الثانية.