السلاح النووي هو سلاح يستخدم في الحروب ليفتك ويدمر بكل ما ينبض بالحياة، وهو يستخدم عمليات التفاعل النووي ” التي تحدث عندما تصطدم نواتي ذرتين ببعضهم أو عندما يصطدم بروتون أو نيوترون بنواة الذرة.

السلاح النووي
تكمن قوة السلاح النووي في اعتماده على عملية الانشطار النووي أو الاندماج النووي، التي تحدث بسببهما عملية انفجار هائلة لهذه القنبلة النووية الصغيرة، التي تعد قوة انفجارها أقوى بكثير من قوة انفجار القنبلة العادية، ولتوضيح قوتها : فإن قنبلة نووية واحدة تستطيع تدمير وإبادة مدينة كاملة، لهذا يطلق عليها ” أسلحة الدمار الشامل “، وأول سلاح نووي تم استخدامه هي القنبلة النووية ” الولد الصغير “، هكذا تمت تسميتها قبل أن تطلق على مدينة هيروشيما لتدمرها، وبعدها بنحو ثلاث أيام أطلقت القنبلة الثانية التي سميت ” الرجل البدين ” على مدينة ناجازاكي .

الدول التي تمتلك الأسلحة النووية
تمتلك ثماني دول معلنة حول العالم الأسلحة النووية، والذين قاموا حتى الآن بـ 2000 انفجار نووي كعمليات تجريبية لأسلحتهم النووية، وهذه الدول هي : الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، فرنسا، المملكة المتحدة، الصين، باكستان، الهند، وكوريا الشمالية، وقد تم اتهام إيران في الفترات الأخيرة بحيازتها وتصنيعها للأسلحة النووية، إلا أن العاصمة طهران استمرت في نفي ذلك، وقالت أنها لم تستخدم التكنولوجيا النووية لصناعة قنبلة، وإنما اقتصر استخدامها على البرامج السلمية .

ورغم أن إسرائيل لم تصرح بامتلاكها لسلاح نووي إلا أنها بالتأكيد تملكه، وكذلك حصل كلا من : بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا على أسلحة نووية بالمشاركة، كونهم أعضاء في حلف الناتو، وكانت جنوب أفريقيا قبل فترة قد شرعت في إنتاج قنبلة نووية، إلا أنها تراجعت عن ذلك بعد ضغط كبير من المجتمع الدولي عليها، جدير بالذكر أن كلا من : السويد والبرازيل وسويسرا ومصر قد امتلكوا برنامج نووي عسكري في أوقات مختلفة لكنه لم يكتمل .

الطرق التي تقتل بها الأسلحة النووية
إن الانفجار النووي يخلف وراءه ثلاث حالات، كل حالة من هذه الحالات يمكن أن تقتل الأحياء وهم : موجة الحرارة، موجة الضغط، والإشعاع، أما موجة الحرارة فهي التي تندلع بسبب الانفجار الكبير الذي يحدثه التفاعل النووي، أما موجة الضغط فهي التي تنشأ فتقذف بالأشياء وتدفعها بعيدا عن مركز الانفجار، وأما الإشعاع فهو حالة تخلفها الأسلحة النووية، وتنتج عنها آثارا قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، تتمثل الآثار قصيرة المدى في الإصابة بالمرض الإشعاعي وأعراضه : الشعور بالغثيان والتقيؤ والإسهال، أما الآثار طويلة المدى فتشمل الإصابة بأمراض مثل السرطانات لاسيما الأورام الليمفاوية وسرطان الغدة الدرقية، كما تتسبب في حدوث تشوهات خلقية بالنسبة للأجنة عند تتعرض أمهاتهن للإشعاع .

خطورة السلاح النووي
إن القنبلة العادية تكمن خطورتها في قوة انفجارها فقط، وتأثيرها على بقعة أو رقعة محددة، بينما القنبلة النووية لا تشكل خطورة انفجارها سوى 50 % من إمكانياتها، وتتوزع الـ 50 % الأخرى على إنتاجها لحرارة كبيرة وموجات إشعاعية قاتلة ونبضات كهرومغناطيسية هائلة، وبالتالي سنوضح خطورة كل جزء من أجزاء القنبلة النووية :

أولا الانفجار
حينما تنفجر القنبلة النووية تخلف من ورائها موجة ضغط كبيرة جدا، هذه الموجة تعمل على إبادة وتدمير كل ما يأتي في طريقها، وهذه الموجة تنتقل بسرعة كبيرة للغاية ” تفوق سرعة الصوت “، وتقل هذه القوة كلما ابتعدنا عن مكان الانفجار، ولنشرح ذلك بصورة أكثر تفصيلا : سنأخذ مثال بقنبلة نووية صغيرة تساوي 20 كيلو طن، سيؤدي انفجار هذه القنبلة على مسافة كيلو متر واحد إلى حدوث منطقة ضغط هائل من كل الاتجاهات، والذي سيعمل بدوره على توجيه هذا الضغط على أنسجة جسم الإنسان، مما سيسبب له تمزقات كبيرة ستعمل على فصل عضلاته وجسمه عن عظامه، وستنفجر كلا من الرئة والأمعاء والأذن الوسطى .

وعلى مسافة 1.5 كيلو متر ستؤثر القنبلة على أجهزة الجسم، لتحدث نزيف شديد في كلا من الأنف والأذن، مع حدوث كسور شديدة وآلام في الأطراف، وعلى مسافة 2 كم من الانفجار سيرتبك الجهاز العضوي ويفقد الإنسان وعيه، مع إصابته بالصداع الشديد ونزيف في الأذن والأنف، وحدوث آلام وكسور في المفاصل، مع احتمالية وجود عجز عن الكلام، وظهور بصاق ممزوج بالدم

ثانيا الإشعاعات الحرارية
يسبب انفجار القنبلة النووية حدوث كرة نارية درجة حرارتها 300 ألف درجة مئوية، وبالتالي تصيب كل من يعترض طريقها بحروق هائلة، تكون الحروق من الدرجة الرابعة ” أي أسوأ أنواع الحروق ” على مسافة 1.5 كم متر، وكلما ابتعدنا عن مركز الحرارة كلما قل تأثير الحروق من الدرجة الثالثة إلى الثانية وهكذا .

ثالثا الإشعاعات النووية
يتسبب الانفجار في ظهور كميات كبيرة من أشعة جاما والنيوترونات بعد أول ثانية من الانفجار، وهذا الإشعاع قد يؤدي لحدوث تسمم وموت للشخص حسب الكمية التي يتعرض لها .